متابعات | هام

صحف مغاربية: الجماهير تطرد الوزير الأول الجزائري في جنازة آيت أحمد

أولت الصحف الجزائرية والتونسية الصادرة اليوم اهتمامها بعدد من القضايا الراهنة، من بينها على الخصوص، الجنازة المهيبة التي أقيمت أمس الجمعة للمعارض الجزائري حسين آيت أحمد، وكذا رصد انتظارات وآفاق السنة الجديدة في تونس بعد سنة “صعبة” عاشتها البلاد خلال2015.

في هذا السياق، وفي الجزائر أفردت الصحف المحلية حيزا كبيرا للجنازة المهيبة التي أقيمت للمعارض التاريخي ومؤسس “جبهة القوى الاشتراكية” حسين آيت أحمد الذي ووري حثمانه الثرى أمس الجمعة في مسقط رأسه بمنطقة تيزي-وزو ، وسط تعاطف وحضور شعبي مليوني بعيدا عن “كنف النظام ورسمياته”، ووفاء لرجل نذر حياته للدفاع عن استقلال الجزائر وترسيخ قيم الديمقراطية والتعددية السياسية في بلد “تنكرت له” حسب تعليقات العديد من وسائل الاعلام المحلية.

وتحت عنوان “جنازة أسطورية لحسين آيت أحمد، الشعب يودع الزعيم”، كتبت صحيفة “الخبر” بالمناسبة “…ووري الزعيم الراحل حسين آيت أحمد الثرى في جو جنائزي مهيب، صنعه عشرات الآلاف من المشيعين الذين تهاطلوا، منذ ساعات الصباح الأولى، إلى المكان، ملبين نداء (الجنازة الشعبية الوطنية) التي أرادتها عائلته وحزبه، بينما أجبر الرسميون، يقودهم الوزير الأول عبد المالك سلال، على التواري عن الأنظار”.

وأضافت الصحيفة أن سلال جاء إلى قرية آيت أحمد، متمنيا أن يكون مثل غيره ضمن المشيعين، لكن حضوره كان مرفوضا، حيث رموا عليه قارورات المياه وهتفوا ضده “النظام قاتل”، و”ارحل ارحل”، فأجبروه على ركوب سيارته المصفحة والعودة أدراجه”.

وعلقت الصحيفة “…في تلك الوجوه المشيعة، ترتسم ملامح الوطن الجريح بكل تجلياته، ذلك الوطن الذي صار يفتقد للحكمة بعد أن رحل أفذاذه الواحد تلو الآخر، وما عاد يتصدره إلا من هم دون مقامه. تنطق ألسن الحاضرين على صمتها بالكثير، تقول إن الزعيم اليوم يترك بلاده في زمن كان يراه جائرا في الداخل وغادرا في الخارج، هي أحوج ما تكون فيه إلى بصيرته…”.

وتحت عنوان “الجزائر تودع سي الحسين في جنازة شعبية”، كتبت صحيفة “البلاد” أنه منذ الصباح الباكر توافد الآلاف من المشيعين للمقر الوطني لحزب الزعيم (الدا الحسين) ، حسين آيت أحمد، لإلقاء النظر الأخيرة على أحد مفجري الثورة التحريرية.

وأضافت الصحيفة “بشعار (الحسين مازلنا معارضين)، فضل أبناء مدينة تيزي وزو استقبال جثمان الراحل حسين آيت أحمد، في تأكيد منهم بتمسكهم بالمبادئ التي ناضل من أجلها منذ ريعان شبابه”، مشيرة إلى أن المنظمين تدخلوا لتهدئة الشباب ” الذين بدوا غاضبين في البداية بعد أن تسربت إشاعة بوجود مسؤولين ضمن الوفد، مطالبين باحترام وصية الرجل بأن تكون الجنازة شعبية وليست رسمية..”.

ونقلت صحيفة “النهار” عن نجل الراحل آيت أحمد يوغرطة ، قوله في تصريح صحفي ، إن والده قدم الكثير للجزائر ، خاصة ما تعلق بدفاعه عن حقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية الحزبية، داعيا في هذا الصدد إلى “ضرورة احترام ذاكرة ونضال آيت أحمد الذي لم يتوان يوما في النضال من أجل جزائر تحترم فيها الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية”.

وتحت عنوان “مراسيم جنائزية مهيبة وقرية آيت أحمد لم تستوعب الحشود المتدفقة بالآلاف : الجزائريون يشيعون الدا الحسين إلى مثواه الأخير” ، كتبت صحيفة “المحور” في صفحتها الوطنية أن الحشود بدأت في التدفق على ولاية تيزي وزو من جميع ولايات الوطن أياما قبل وصول جثمان الراحل حسين آيت أحمد، وتضاعف تنقل الجزائريين منذ الساعات الأولى لصباح يوم الجمعة، “موعد تشييع فقيد الوطن والديمقراطية..”.

أما في تونس فقد سلطت الصحف المحلية الضوء على تطلعات وانتظارات التونسيين خلال السنة الجديدة، حيث أوردت فقرات من الكلمة المتلفزة التي وجهها رئيس الجمهورية الى الشعب التونسي بمناسبة حلول السنة الجديدة، والتي اعتبر فيها أن 2016 ستكون “سنة ترسيخ الديمقراطية في تونس والقيام بالإصلاحات الهيكلية ، بعد أن كانت سنة 2015 سنة الانتقال الديمقراطي…”.

في هذا السياق، وبعد رصدها لحصيلة السنة المنصرمة في مختلف المجالات ، نقلت صحيفة “الصحافة” عن رئيس الجمهورية قائد السبسي قوله إن “سنة 2016 ستكون أفضل من سابقتها، وسنة انطلاقة جديدة نحو تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في مقاومة البطالة والفقر وتهميش الجهات…”.

من جهتها، وتحت عنوان “2016 سنة عقد المؤتمرات…وإنهاء الأزمات والخلافات..” ، كتبت صحيفة “الشروق” أنه من المنتظر أن تكون 2016 سنة عقد أغلب الأحزاب لمؤتمراتها الوطنية، وسنة الاعلان عن مشاريع حزبية جديدة، “مما سيؤدي إلى تحولات منتظرة على المشهد السياسي برمته”، مشيرة من جهة ثانية إلى أن التعديل الحكومي المنتظر لن يتم قبل انعقاد مؤتمر “نداء تونس”، الحاكم ، ” وهي الفرضية التي أصبحت الأكثر واقعية” ، خاصة وأنه من المقرر أن يشكل المؤتمر “لجنة أمناء” تمثل الواجهة الرسمية للحزب لتولي قيادة المفاوضات مع الحبيب الصيد لإجراء تغييرات على مستوى تركيبة وهيكلة الحكومة.

بدورها أبرزت صحيفة “الصباح” أنه من المنتظر أن تعرف السنة الجديدة عرض مشروع قانون الانتخابات المحلية والجهوية على البرلمان نهاية شهر يناير الجاري. وكتبت في افتتاحية العدد تعليقا على انتظارات 2016 “…إن كان بإمكاننا أن نضيف شيئا إلى كل ما قيل حول العام الجديد، فإنه سيتعلق حتما بالاقتصاد في الكلام والتركيز على العمل”، مضيفة “..نتمنى على الشعب التونسي في العام 2016 أن يقتصد في الكلام وأن يسخر وقتا للعمل، فقد مضت خمس سنوات كاملة بعد الثورة استغرقتنا في الكلام والتنظير على حساب الحركة والفعل الحقيقي..”.

في المقابل تساءلت صحيفة “الصريح” في مقال على صفحتها الوطنية إن كانت الحكومة “قادرة على فرض شرعيتها خلال سنة 2015¿” ، خصوصا وأنها “…مع الأسف الشديد لم تبادر خلال سنة 2015 باستغلال أوراقها الرابحة، وظلت أسيرة ترددها…”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *