المغرب الكبير | هام

صحف مغاربية: وزير المالية الجزائري: “لا أخفي عليكم .. الظرف صعب”

توقفت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، عند أزمة (نداء تونس)، والقلق المتزايد في الجزائر بعد التهاوي المتواصل لأسعار النفط، والحوار السياسي المتعثر في موريتانيا.

فمن بين أبرز المواضيع، التي أثارتها الصحف التونسية، أزمة (نداء تونس) الحاكم التي انتهت بانشطار الحزب إلى تشكيلين أحدهما سيعلن عن نفسه رسميا مطلع مارس المقبل.

فتحت عنوان “أسبوع أسود في نداء تونس بشقيه”، كتبت صحيفة (الصريح) أن الأسبوع المنقضي كان “كارثيا” في مشهد “شبه سريالي”، إذ سقطت مكعبات الحزب الذي أبهر الناس بالداخل والخارج بسرعة صعوده الفائقة وقدرته على احتضان تيارات متباينة المراجع والإيديولوجيات والبرامج من يساريين بروليتاريين ودساترة وتجمعيين واجتماعيين وليبراليين وقوميين والعديد من التيارات الأخرى، ليصل إلى الانشقاق.

وتابعت الصحيفة أن ملاحظين ومتتبعين للشأن التونسي يعتقدون أن أزمة (النداء) ستسيطر على الأحداث السياسية في البلاد لمدة قد تطول أكثر من اللزوم (….)، متوقعة أن تصل تداعيات ما يحدث في هذا الحزب إلى حكومة الحبيب الصيد “التي تعاني من هشاشة كبيرة”.

وفي مقال آخر، ذهبت الصحيفة إلى أن عدم تطويق أزمة (نداء تونس) سيجعل البلاد أمام وضع جديد تكون فيه كل السيناريوهات ممكنة وواردة، بما في ذلك إمكانية إعلان الرئيس الباجي قايد السبسي حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وإن كان هذا الخيار تواجهه صعوبات تتصل بالوضع العام غير المستقر للبلاد.

وأوردت صحيفة (الشروق) أن أخبارا غير مؤكدة تفيد بأن الرئيس المؤسس للحزب (الباجي قايد السبسي) قد يتخذ “قرارات موجعة”، ربما تذهب إلى حد إقصاء من يعتبرهم سبب المشاكل في (نداء تونس)، بمن فيهم بعض المقربين من ابنه، حافظ قايد السيبسي، (متزعم أحد شقي الصراع داخل الحزب).

ولاحظت أنه، خلال الأشهر الماضية، كلما قطعت خطوة إلى الأمام إلا وتم التراجع فيها إلى الوراء في تناقض مع ما تم في الخطوة السابقة، داعية قيادة الحزب، إذا ما رغبت في المحافظة عليه من التلاشي “الذي أضحى مصيره المحتوم”، إلى الوقوف على أن السبب الرئيسي يتمثل في “وجود مجموعة انتهازية تزين لقايد السبسي الابن أنه أفضل خليفة لوالده في رئاسة الحزب”، وخالصة إلى أن تونس تمر بوضعية أمنية واقتصادية واجتماعية حرجة، “وليس من المسؤولية أن نزيدها تعقيدا بمشاكل شخصية بين قيادات الأحزاب، وخاصة إذا تعلق الأمر بالحزب الذي تعود له المسؤولية الأولى في الحكم”.

وفي الجزائر، استأثر باهتمام الصحف تراجع سعر البرميل من جديد في وقت تتوق فيه الجزائر إلى انتعاشته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ميزانيتها العامة التي تقلصت لتدخل معها البلاد إلى سياسة التقشف.

وتناقلت الصحف أن سعر خام برنت الدولي هبط إلى 27,67 دولارا للبرميل في ساعة مبكرة من صباح الاثنين وهو أدنى مستوى له منذ 2003 قبل ارتفاعه إلى 28,25 دولارا، وهبط سعر الخام الأمريكي 58 سنتا إلى 28,84 دولارا للبرميل بعد وصوله في وقت سابق من الجلسة إلى 28,36 دولارا، وهو أدنى مستوى له منذ 2003.

وأرفقت صحيفة (الخبر) هذا النبأ بتصريح عبد الرحمان بن خالفة، وزير المالية الجزائري، في لقاء بوهران (غرب)، جاء فيه “لا أخفي عليكم.. الظرف صعب”، في إشارة إلى تدهور أسعار البترول، حيث قال “وتيرة هبوط سعر النفط لم تكن منتظرة، ما يجعل من سنة 2016 صعبة اقتصاديا وواعدة إصلاحيا”.

واعتبر بن خالفة أن وتيرة النمو الاقتصادي يجب أن تبقى رغم تدهور سعر البترول. ولتحقيق هذا الهدف، رافع الوزير لصالح “رفع المداخيل من خارج البترول بتوسيع الوعاء الضريبي، دون المساس بالضغط الجبائي برفع الرسوم”، وفق الصحيفة.

وخصصت صحيفة (الشروق) مقالا تحت عنوان “متى نحتفل بتصدير آخر برميل نفط¿”، كتبت فيه “قبل يومين أعلن نائب رئيس دولة الإمارات أن بلاده تستعد للاحتفال بتصدير آخر برميل نفط بعد أن تخلøص اقتصادها من التبعية للبترول الذي أصبح لا يمثل سوى 30 في المائة من الاقتصاد الوطني الإماراتي. يحدث هذا في الإمارات التي كانت قبل عقود مجموعة من القرى المختفية بين كثبان الرمال لتتحول في لمح البصر إلى مدن عالمية تقصدها أقوى الشركات وأفضل العقول المبدعة، وينتهي بها المطاف إلى قوة اقتصادية عالمية ومركز اجتذاب لرؤوس الأموال”.

وتابعت “كان الأولى أن نحتفل نحن بتصدير آخر برميل نفط، وقد حبانا الله ببلد غني بالثروات الطبيعية والبشرية، لكن يبدو أن نعمة النفط حولها المسؤولون الفاشلون إلى نقمة بخرت غيرها من النعم، وأدخلت الجميع حكومة وشعبا في بذخ مستورد أنسى الجميع قيمة العمل وانخرط الناس في سباق هستيري للحصول على حصصهم من الريع”، مضيفة أنه “الآن بعد أن جفت المنابع وأصبح سعر البترول أهون من سعر الماء، سندفع جميعنا ثمن تضييع فرصة الإقلاع الاقتصادي بانخراطنا في النهب المبرمج والسكوت عن البرامج المشبوهة للسلطة المبنية على توزيع جزء من الثروة في شكل قروض للشباب وسكنات مجانية ومنح مختلفة دون اتخاذ احتياطات نفادها”.

واختارت صحيفة (المحور اليومي) عنوان “الجزائريون مقبلون على أيام سوداء” للتعبير عن حجم المخاوف بعد إعلان كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية عن رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران التي ستكون لعودتها إلى الساحة الدولية “تداعيات سلبية على الجزائر الاقتصادية بشكل عام والمواطن بشكل خاص، (…) وستضع حكومة عبد المالك سلال في مواجهة الجبهة الاجتماعية ومطالبها اللامتناهية وعلى رأسها الزيادة في الأجور والتوظيف، ما يطرح مستقبلا مدى قدرة هذه الحكومة على التفاعل الإيجابي مع مطالب هذه الجبهة”.

وفي موريتانيا، تطرقت الصحف للمساعي المبذولة من أجل إطلاق حوار سياسي وطني شامل.

وفي هذا الصدد، نقلت عن الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة قوله إن الحكومة حريصة على إقامة حوار”صريح وعميق وشامل وليس له سقف وأن المسالة هي مسالة وقت”.

وذكرت بعض الصحف أن مجلس المتابعة والتشاور بالمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارض) سيجتمع، اليوم الاثنين، لمناقشة مستجدات الساحة السياسية، خاصة موضوع الحوار الوطني، وطبيعة رد المنتدى على الدعوة التي وجهها له الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والتي طلب فيها إجراء لقاء بين المنتدى والسلطة من أجل تذليل الصعاب التي تحول دون انطلاق الحوار الوطني.

كما تناولت الصحف إطلاق الوليد الجديد، حزب التحالف الوطني الديمقراطي (معارضة)، أول أمس السبت، أنشطته السياسية في حفل جماهيري شاركت فيه أغلب قيادات المشهد السياسي في موريتانيا.

وأشارت إلى تأكيد رئيس الحزب الجديد على ضرورة الدفع نحو الحوار بين المعارضة والسلطة باعتباره الوسيلة الأمثل لحل المشاكل العالقة وخلق جو سليم للممارسة السياسية.

وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف لتنديد موريتانيا بالهجوم الإرهابي الذي تعرض له أحد الفنادق في واغادوغو (عاصمة بوركينافاسو) وخلف العديد من القتلى والجرحى، واحتضان نواكشوط لندوة علمية حول”البعد المغاربي في التراث الولاتي”، وإطلاق مفوضية الأمن الغذائي، بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، برنامجا وطنيا لتقديم العون لنحو 60 ألف أسرة معوزة في موريتانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *