آخر ساعة

فيسبوك وتويتر .. هل يتسببان في دمار الأسر؟

في الوقت الذي نجحت فيه الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر في جسر الهوة بين الأهل والأقرباء والأصدقاء، فإنها تسببت في إحداث فجوة بين الأزواج بعدما أصبحت شريكاً افتراضياً ثالثاً.

تفقد الهاتف المحمول صباحاً وتصفح الرسائل والإشعارات المرسلة من الشبكات الاجتماعية طوال الليل، بات سلوكاً مشتركاً لملايين الأشخاص كأنه طقس لا مفر منه.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

ووفق خبراء علم الاجتماع، بدأت الحياة بين الأزواج تفقد حميمتها وتخسر وهجها لصالح الشبكات الاجتماعية، فبات يعتريها الفتور والشكوك والاتهامات طوال الوقت، ما يهدد استمراريتها.

أما الأسئلة الأكثر شيوعاً فهي: مع من تتحدث أو تتحدثين؟ ولماذا تخفي عني ما يدور بينك وبين أصحابك؟ والإجابة واحدة “إنها حياتي الخاصة”، أو”مجرد دردشة مع الأصدقاء والزملاء”.

تقول الأخصائية الاجتماعية، أميرة سراج الدين، إن الزوجة أو الزوج “بات يخسر دفء القرب من الآخر بسبب انشغال أحد الشريكين أو كلاهما بفيسبوك أو تويتر أو أي تطبيق آخر”.

هل تحول الأزواج إلى رفقاء؟

سراج الدين أضافت لـ “هافينغتون بوست عربي” أن بعض الأزواج “يقضون وقتاً هو في غاية الأهمية في قراءة وكتابة الردود، والانغماس في عالم افتراضي، وترك العالم الواقعي الذي سعيا طوال حياتهما لتكوينه”.

الأخصائية الاجتماعية حذرت من “أن يضل الزوجان عن الهدف الذي تزوجا من أجله، وكأنهما أصبحا رفقاء طريق، لا شركاء حياة”. وضربت بذلك مثلاً “كأن ترى أحدهما يضحك، ويبتسم أثناء تصفحه فيسبوك، وعندما يسأله شريكه يتجاهله”.

في مصر مثلاً، كشف تقرير صادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نمو عدد المشتركين في الانترنت بنسبة 28%، ليبلغ إجمالي عدد المشتركين 49 مليوناً بنهاية يناير/كانون الثاني 2015.

فيسبوك يسرق الأزواج

ولرصد مدى تأثير الشبكات الاجتماعية على حياتهم التقت “هافينغتون بوست عربي” عدداً من الزوجات والأزواج، والذين أكد معظمهم أنها أصبحت “ناقوس خطر يهدد حياتهم”.

منى إبراهيم، موظفة حكومية، تشعر أنها في مطاردة مع زوجها فتقول، ”الأزواج طوال الوقت على فيسبوك، والزوجة مغتاظة، وتسأله مع من تتحدث؟ ما الذي يضحكك؟ وتلح عليه لمعرفة كلمة المرور، فإذا لم يفعل، هذا يعني أنه خائف من شيء لا يريدني الاطلاع عليه، وهنا يبدأ الشك والتخوين”.

جزء من العمل أو الوظيفة

إلا هناك سبب آخر، يجعل البعض ينهمكون في استخدام فيسبوك، أو تويتر، وهو طبيعة عملهم التي تتطلب التواصل لمعرفة الأخبار، كما يقول الصحفي فتحي الضبع.

ويشرح الضبع، “بحكم عملي، لا استغني عن فيسبوك وتويتر، وهذه مشكلة تلازمني، ومتابعة الأخبار تدفعني لتصفح تلك الوسائل من وقت للآخر”.

ومع ذلك، أقر الضبع بوجود مشكلة حقيقية تؤثر على جودة الوقت الذي يمضيه مع الزوجة والأولاد.

الدقائق تتحول إلى ساعات

أما المحاسبة مي شريف، فقالت بتذمر “تهدد مثل هذه الوسائل الأسر، فبينما أنتظر زوجي طوال النهار، أراه ينشغل عني بالجلوس على فيسبوك، لتتحول الدقائق إلى ساعات”.

أما المراسل والمصور وليد البدري، فقال بدوره إنه يقضي ساعات طويلة بتصفح الشبكات الاجتماعية لمتابعة الأخبار أو نقلها أو كتابتها، وأعرب لـ “هافينغتون بوست عربي” عن مخاوفه بأن يؤدي هذا الانجراف إلى تدمير حياته الأسرية.

أسباب عدة تدفع البعض للإفراط في استخدام وسائل التواصل أو التطبيقات، كالملل والرتابة، أو كثرة الضغوط من أحد الشريكين أو العمل أو الحياة أو الشعور بالتعاسة، فيبدأ بالبحث عن بديل.

وبينما نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في تقريب البعيد، فإنها أدت في بعض الحالات إلى إبعاد القريب… لذا وجب التحذير!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *