آخر ساعة

قيادة البوليساريو بين مطرقة تراجعات الاعترافات وسندان الزيارة الملكية للصحراء

اختلط هذه الأيام على قيادة البوليساريو الحابل بالنابل إلى درجة أنها تعيش نوعا من الهذيان والجنون، حيث تجهل هذه القيادة ماذا ستقدم وماذا ستأخر وأصبحت، فهي تبحث عن مخرج ينقذها من المأزق الذي تعيش فيه مع دخول سنة 2016 . وهو العام الذي كانت تتبجح انه سيكون عام الحسم، لكن الملاحظين يرون أن الوضعية مازالت على ما كانت عليه ولاشيء تبدل، بل إن هذه السنة تعتبر سنة انتكاسة بانسبة لهذه القيادة القيادة نظرا للتراجعات التي عرفتها ”القضية”، إذ سحب البساط من تحت أقدامها من طرف بعض الدول الأوروبية التي كانت إلى عهد قريب الحليف الإستراتيجي لها كالسويد و بعض الدول الامريكو -اللاتينية، إضافة إلى تخلي جهاز المخابرات الجزائرية DRS عنها بعد التغييرات التي أحدثها الرئيس بوتفليقة عليه، والذي يعتبر من أقوى الأجهزة الأمنية الجزائرية التي احتضنت ولمدة طويلة جبهة البوليساريو.

وتأتي الزيارة الملكية للأقاليم الجنوبية لتزيد من جراح قيادة البوليساريو، فقد وقفت هذه الأخيرة مرة أخرى منبهرة أمام ماسيقوم به جلالته من إعطاء الانطلاقة للمشاريع التنموية الضخمة التي كانت مسطرة فيما قبل لتلك الأقاليم وإخراجها الى أرض الواقع لتفنيد كل الادعاءات المغرضة والاكاذيب التي ألفت تلك القيادات الهلامية إطلاقها حول مغربية الصحراء.

 

أمام كل ماسبق اندهشت القيادة الكرتونية، وهي منهمكة لا محالة في إحضار وصفتها السحرية والمنومة التي الغرض منها هو تلقيحها كالعادة لسكان المخيمات لقمع الاحتجاجات التي تنادي بالتغيير، حيث إنها لم تعد تؤمن بالوعود الفارغة، بل تريد الأشياء الملموسة وعلى أرض الواقع، لأنها ترى وتسمع بالتطور التنموي والاقتصادي اللذان تعرفهما الأقاليم الجنوبية، في حين أن جبهة البوليساريو لم تستطع تلبية ولو الاكتفاء الذاتي من الطعام و الشراب لتلك الساكنة، ناهيك ان يقوم بمشاريع تنموية واقتصادية والتي يفتقر إلى وسائلها وحتى الى الحنكة لاخراجها الى ارض الواقع .

 

نتيجة لتوالي هذه الاحداث المتسارعة، فالمخيمات تندر بانفجار حقيقي للتخلص من الواقع المزري الأليم الذي جثم على أنفس العباد لمدة اربعين سنة مطبوعة بتفشي الفساد والاستغلال البشع والسرقات وتحويل المساعدات. وهي ممارسات يتم ارتكابها في حق ساكنة مخيمات تندوف.

وأمام انسداد الأفق واستمرار المعاناة فإن الجميع يبحث عن مخرج لهذه الوضعية، حيث يغلب اتجاه يتمثل نهج معركة التغيير واجداث ثورة عارمة ضد القيادة المستبدة، للبلوغ إلى بر الأمان وتحقيق المبتغى، وهذا ماستعرفه الأيام المقبلة، لأن محتجزي المخيمات وصلوا الى مستوى من اليأس إلى درجة عدم تحمل رؤية من سلب حريتهم لسنوات عديدة وجعلهم رهينة لأطماع سياسية منعدمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *