متابعات

كلميم وادنون.. انخفاض إنتاج الزيتون بنسبة 45%

سجل إنتاج الزيتون خلال الموسم الفلاحي الحالي على مستوى جهة كلميم وادنون، انخفاضا بنسبة 45 في المائة.

ويعزى هذا الانخفاض، بحسب المديرية الجهوية للفلاحة بكلميم وادنون، إلى قلة التساقطات المطرية لهذه السنة وتوالي سنوات الجفاف، وأيضا ظاهرة التناوب وهي ظاهرة تعرف لدى فلاحي المنطقة ب”المعاومة” (تناوب منتظم في الإنتاج من خلال تعاقب سنة من إنتاج وفير وسنة من إنتاج متدني) التي تشهدها الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون.

وفي هذا السياق، أكد المدير الجهوي للفلاحة، محمد فضايلي، في تصريح لقناة M24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال زيارة ميدانية لضيعة نموذجية لإنتاج الزيتون بجماعة تكانت، أن إنتاج سلسلة الزيتون خلال الموسم الفلاحي 2021-2022 ، سجل انخفاضا بحوالي 45 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط، مرجعا ذلك بالأساس ، إلى قلة التساقطات المطرية وظاهرة التناوب.

وأشار  فضايلي، إلى أن المساحة المغروسة بأشجار الزيتون بالجهة تصل 2800 هكتار حاليا ، أزيد من 280 هكتار منها عبارة عن ضيعات عصرية مجهزة بنظام الري بالتنقيط، فيما تتوزع باقي المساحة على مختلف الواحات بالجهة، مبرزا أن مجموع هذه المساحات المغروسة يمتد على واحات وضيعات بأصناف “البيشولين ماروكين” و”المنارة” و”الحوزية وهي أصناف تتأقلم مع ظروف المنطقة وقدرة تحملها للحرارة، بالإضافة إلى أنها تميز بالجودة والإنتاجية .

وتتواجد معظم ضيعات الزيتون بجماعات أباينو، تكانت، بويزكارن، إفران الأطلس الصغير وتيمولاي بإقليم كلميم ، وجماعتي بوطروش وإبضر بإقليم سيدي إفني.

وأشار إلى أنه بفضل مخطط المغرب الأخضر والدعم الذي توفره الدولة لتشجيع استعمال نظام السقي بالتنقيط في إطار صندوق التنمية الفلاحية ، أصبحت زراعة الزيتون خلال العشرية الأخيرة منتشرة أكثر بالجهة وذات مردودية جيدة .

وبخصوص العوامل التي ساهمت في تحسين مردودية الزيتون ، أبرز المدير الجهوي أنه تم في إطار مخطط المغرب الأخضر إطلاق مشاريع الفلاحة التضامنية التي تروم النهوض بسلسلة زراعة الزيتون على مستوى الواحات، مشيرا بهذا الخصوص، إلى تنظيم الفلاحين في إطار تعاونيات فلاحية وجمعيات مهنية وتكوينهم في مجال التقنيات الزراعية من أجل تطوير الإنتاجية، بالإضافة إلى إدخال أصناف جديدة منتجة من الزيتون، والتهيئة الهيدرو فلاحية للواحات عبر خلق نقط مائية واستصلاح الخطارات والسواقي بهدف تحسين المردودية والتأقلم مع التغيرات المناخية وأيضا ترشيد استعمال المياه.

كما تم في إطار صندوق التنمية الفلاحية، يضيف السيد فضايلي، خلق ضيعات نموذجية صغيرة الحجم لا تتجاوز 5 هكتارات والتي تم بفضلها زراعة الزيتون واستخدام نظام الري بالتنقيط باستعمال الطاقة الشمسية مما سيسمح باستدامة هذه المشاريع .

وأضاف أنه من أجل تثمين زيت الزيتون، تم إنشاء ثلاث وحدات عصرية في إطار مشاريع الفلاحة التضامنية لمخطط المغرب الأخضر ، وسيتم إنشاء وحدة أخرى بجماعة تيمولاي بإقليم كلميم، والتي ستمكن من إنتاج زيت الزيتون في ظروف سليمة وصحية أكثر ، وكذا الرفع من جودته.

ولفت المدير الجهوي إلى أن هذا القطاع يضطلع بدور اجتماعي واقتصادي مهم بالجهة حيث يساهم في خلق فرص شغل عبر تشغيل يد عاملة مهمة سواء على مستوى الواحات أو الضيعات وذلك ضمن مراحل سلسلة الزيتون (أشغال إنشاء ضيعات، حفر آبار، صيانة وتشذيب الأشجار، جني وعصر الزيتون ….) .

وأبرز ، بهذا الخصوص، أن المديرية الجهوية وبشراكة مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية ، تطمح إلى خلق تعاونيات أو شركات خدماتية متخصصة في هذه السلسلة في ما يخص جميع العمليات الزراعية للزيتون (تقليم ، تسميد، تسويق رقمي…) ، مما سيشجع الشباب على الولوج إلى سوق الشغل.

وأشار من جهة أخرى، إلى أن إنتاج الزيتون بالجهة بلغ خلال الموسم الفلاحي الحالي 1500 ألف طن، أي 200 طن من زيت الزيتون.

وللوقوف على مستوى التطور الذي شهدته سلسلة الزيتون بالجهة، التقت وكالة المغرب العربي للأنباء بالسيد اسماعيل الوزاني، عضو الغرفة الفلاحية الجهوية بكلميم وادنون، بقلب الضيعة النموذجية (حوالي 25 كلم عن كلميم) ، والذي أكد أن انخفاض الإنتاج بالنسبة لهذا الموسم يعود لظاهرة التناوب وأيضا لقلة التساقطات المطرية.

كما نوه بالجهود التي تبدلها مصالح وزارة الفلاحة بالجهة، والغرفة الجهوية للفلاحة ، من أجل تطوير سلسلة الزيتون سواء من حيث تكوين وتأطير الفلاحين أو تجهيز ضيعات حديثة، مبرزا أن قطاع الزيتون يساهم بشكل كبير في تحسين الظروف المعيشية بالمنطقة.

من جهته، أكد محمد أيت باعزي، صاحب هذه الضيعة النموذجية الممتدة على مساحة 23 هكتارا بها أصناف متعددة من الزيتون مثل “البيشولين ماروكين” و”المنارة” و”الحوزية”، ومجهزة بتقنيات الري بالتنقيط والطاقة الشمسية، أن منتوج الزيتون لهذا الموسم بالمنطقة المعروفة بجودة زيت الزيتون، كان “متوسطا ” مقارنة مع الموسم المنصرم، معزيا ذلك الى قلة التساقطات المطرية .

أما لحسن العايدي، صاحب معصرة تقليدية للزيتون بدوار إدا وسعيد بتكانت ، فأكد أن منتوج الزيتون لهذا الموسم بالمنطقة كان “ضعيفا” مقارنة بالموسم الماضي، معزيا ذلك الى قلة الأمطار وظاهرة المناوبة مما ساهم في تقليص كمية زيت الزيت ، مشيرا إلى أن عصر كمية 30 كلغ على سبيل المثال بالكاد يسمح باستخراج لترين اثنين بدلا من 3 أو 4 خلال المواسم الفلاحية الأخيرة وذلك بسبب ضعف كمية الماء في الزيتون.

وأشار الى أن هناك إقبالا على المعاصر التقليدية نظرا لجودة زيت الزيتون التي يتم عصرها بطريقة طبيعية لا تخضع للتسخين أو عمليات أخرى (طحن ميكانيكي) يمكن أن تضعف من جودتها.

وتبقى سلسلة الزيتون على مستوى الجهة تكتسي أهمية سوسيو- اقتصادية وبيئية، لا يمكن تجاهلها ما يفرض تثمين هذه المؤهلات على نحو متزايد من أجل مساهمة أفضل لهذا القطاع في الاقتصاد المحلي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *