ثقافة وفن

مسرحية “شاطارا” تمثل المغرب في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

اختيرت مسرحية “شاطارا” لفرقة ثفسوين للمسرح بالحسيمة، التي أنتجت بشراكة مع مسرح محمد الخامس، للمشاركة في الدورة الـ 29 في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، التي ستنظم فعالياتها من 01 إلى 08 شتنبر 2022.

وستتنافس فرقة المغرب مع 15 عرضا مسرحيا يمثلون 15 بلدا مثل : اليونان، كندا، سويسرا، المكسيك، اسبانيا، البرازيل، بولندا، ألمانيا، سوريا، الكويت، تونس، المغرب ومصر، إضافة لثلاث مسرحيات اختارتها إدارة المهرجان من: النمسا، إيطاليا وتونس.

وقال مخرج المسرحية أمين ناسور لـ “مشاهد”،إن “فرقة ثفسوين الحسيمة سعيدة جدا باختيار عرضها “شاطارا” لتمثيل المملكة المغربية بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذي يعتبر من أعرق وأكبر المهرجانات على المستوى العربي ،وهذه ستكون أول مشاركة مغربية في المسابقة الرسمية لهذا نحن سعداء بهذا الاختيار، ونتمنى أن نمثل المسرح المغربي أحسن تمثيل في هذا المحفل الدولي الهام”.

و أضاف المتحدث ذاته،بأن مسرحية “شاطارا” هي توليفة فنية جمعت عدة طاقات من مختلف المشارب لإعطاء عمل فني متنوع و متجدد في أفكاره و أساليبه الفنية، وقال أن هذا العرض يندرج في إطار ثلاثية بدأت بمسرحية “بيريكولا” ثم مسرحية “باركينغ” وكانت التكملة مع شاطارا.

وعبر أمين ناسور،عن سعادته في الاشتغال مع هذا الفريق الذي يتكون من فنانين محليين من مدينة الحسيمة وكذلك من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي خاصة خريجي الفوج 17 الذي أنتمي له، وأتمنى أن تكون مشاركتنا كفرقة مشرفة للمسرح المغربي، و كلنا أمل في أن نبصم في مهرجان القاهرة بعرض متميز.

في السياق ذاته،قال مؤلف العرض سعيد أبرنوص في تصريح مماثل،إن “مسرحية شاطارا جاءت كتتويج لثلاثية مسرحية مع نفس فريق العمل التقني و الفني و الإداري، هذه الثلاثية تعالج التيمات المتعلقة بالهجرة، وما تميز به هذا العرض كجزء أخير هو الاشتغال على الهجرة بنون النسوة، باعتبار أن المرأة متضرر كبير جدا من الحروب والأوضاع الاجتماعية والسياسية في بلدان العالم الثالث، مما يجعلها مضطرة أن تتحمل الهجرة وتتحمل سلبياتها بشكل مضاعف إذا ما قارننا الأمر مع الرجل.

و أضاف سعيد أبرنوص متحدثا عن موضوع العرض “هي مسرحية تحكي ثلاث قصص لثلاث نسوة، واحدة مغربية اسمها “ربيعة” والثانية ايفوارية اسمها “شاني” والثالثة سورية اسمها “طاليا”، هكذا يكون اسم المسرحية مكونا من الحروف الأولى لأسامي شخصيات المسرحية، بالإضافة لما يحيل عليه اسم “شاطارا” بالمعنى الإسباني المتداول بشمال المغرب والذي يعني المتلاشيات، كتعبير عن التلاشي الذي تعانيه المرأة في مختلف هذه المجتمعات.

وتابع أبرنوص،أن “لكل من هؤلاء الشخصيات قصة، فالسورية تحكي قصتها مع الحرب الأهلية في سوريا، فبعد أن تم تزويجها قسرا وهي قاصر، ظل قلبها متعلقا بالطفل الذي أحبته في صباها، لكن جراء ويلات الحرب والصراعات الأهلية هربت والتقت بحبيبها وقررا الهجرة للضفة الأخرى بحثا عن مستقبل جديد، لكن للأسف تبتلعه الأمواج، أما الايفوارية تحكي عن الاستغلال البشع الذي تعرضت له أمها من طرف جندي فرنسي وعن هجرتها لفرنسا للبحث عن أبيها، أما ربيعة فقد جعلتها الظروف الاجتماعية والاقتصادية الهشة تهاجر صغيرة من القرية الى المدينة، ثم بعد تعرضها لاعتداءات منها الجنسية، تقرر أن تهاجر وهي حامل لكي تضع مولودها في مكان تعده جنة موعودة وهو أوروبا، فتلتقي النسوة الثلاث في ملجإ بأوروبا لتتشاركن قصصهن سردا وغناء وشعرا وبكاء وحتى هيستيريا، كل هذا اشتغل عليه المخرج على شكل لوحات فنية تعبر بالصوت والصورة والجسد عن معاناتهن.

يذكر أن مسرحية “شاطارا”، التي ألفها الكاتب المسرحي سعيد أبرنوص بتعاون مع فريق العمل وأخرجها الفنان أمين ناسور، هي ثمرة شراكة بين فرقة ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة ومسرح محمد الخامس خلال الموسم المسرحي 2019/2020 ، وهي جهد جماعي لفريق مكون من 18 فنانا و فنانة، حيث قام بتشخيص أدوار المسرحية كل من أمل بنحدو وقدس جندل وشيماء العلاوي، بمصاحبة الفنانة ثيفيورفي الأداء والغناء، والأداء الموسيقي للعازف إلياس المتوكل، فيما أشرف على السينوغرافيا طارق الربح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *