آخر ساعة

كيف تحولت الزيارة الملكية للصحراء إلى شوكة في عنق البوليساريو

في الوقت الذي كان يقوم فيه جلالة الملك محمد السادس بزيارة مدينتي العيون والداخلة لإعطاء الانطلاقة الفعلية وعلى ارض الواقع لعدد من الاوراش الضخمة، التي كانت مقررة في تلك الربوع من الصحراء المغربية في إطار إرساء دعائم التنمية وتأهيل المنطقة لتصبح قطبا اقتصاديا يربط بين المغرب وإفريقيا، باعتبارها بوابة القارة السوداء، ذهبت قيادة البوليساريو التي أصيبت هده الأيام بنوع من الدوار والحيرة إلى مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون تندد فيها بالزيارة الملكية للأقاليم الصحراوية، مستعملة أسلوبا ينبع من قاموس العهود البائدة التي لم يعد لها أي وجود إلا عند ديكتاتور الرابوني وحده، والذي مازال يحن إلى حكم الشيوعية البائدة التي اندثرت منذ عهود، متناسيا ان ملك المغرب يتواجد على ارض بلده التي تمتد من الشمال إلى الصحراء جنوبا والذي استقبله شعبه بالحبور والترحاب.

 

حاكم الرابوني الدائم رجع مرة أخرى إلى اسطواناته القديمة المشروخة ليقول في رسالته ان تلك الزيارة تعبر عن تعنت المغرب في عدم إيجاد حل لمشكل الصحراء، وهذا يعد من بين المراوغات التي يستعملها محمد عبد العزيز محاولة منه لاستمالة الامم المتحدة وتأليبها ضد المغربن متناسيا ان مقترح المغرب فيما يخص الحل النهائي لهذا المشكل والذي قدمه لبان كيمون مند 2007 قد لقي تأييد المنتظم الدولي .لهذا بدأ المغرب يخرجه الى حيز الوجود من خلال برنامج للتنمية والبناء والتقدم بربوع الصحراء.

 

حاكم الرابوني أصبح متجاوزا في كل شيء فلم يبق له إلا النواح والبكاء لأنه يحس ان الكل قد تخلى عنه، وأصبح يتجاهل ماوصلت إليه الاقاليم الجنوبية للمملكة من تقدم اقتصادي ورقي وتنمية بشرية، وهذا ما عبرت عنه الساكنة التي تمنت مجهودات جلالة الملك وخرجت عن بكرة ابيها لاستقباله حاملة الأعلام الوطنية بكل تلقائية وعفوية، وهذا عربون على أن أبناء الصحراء يثمنون المجهودات التنموية التي يقوم بها جلالة الملك في هذه الربوع.

 

الزيارة الملكية وصلت أصداؤها الى ساكنة مخيمات تندوف التي وزعت مناشير وأعلام وطنية مغربية، إلا أن قيادة الرابوني قامت كالعادة بجمعها وضربت طوقا امنيا حول تلك المخيمات تحسبا لقيام أي تحرك ضدها.

 

واستقبلت قيادة الرابوني هذه الزيارة بنوع من الحسرة، مما فاقم جراحها التي مازالت لم تندمل بعد، بسبب تراجع الدول عن الاعتراف بها لتعيش نوعا من الهذيان والعزلة، لأنها تحلم مند الأبد ان تكون كيان قائم بذاته وتناست أنها قيادتها مجموعة منعزلة  تحتجز ساكنة  فوق التراب الجزائري وتحت خيام رثة وبنايات من الطين ايلة بالسقوط، في الوقت الذي شرعت فيه الدولة المغربية في إرساء دعائم الجهوية الموسعة في أقاليمها الجنوبية بكل اريحية و ثبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *