مجتمع | هام

“لا نريد كل المغاربة فلاسفة وشعراء”.. تصريحات بنكيران التي أثارت جدلًا

لاتزال تصريحات رئيس الحكومة  عبد الإله بنكيران، تثير انتقادات واسعة على المواقع الاجتماعية، عندما نقلت عنه مواقع إخبارية الأربعاء 30 مارس 2016 القول إن “المغرب ليس في حاجة مستقبلاً إلى الأدباء والفلاسفة والشعراء، بقدر حاجته إلى أبناء ينتجون الثروة”.

وحسب فيديو يتم تناقله فإن بنكيران تساءل “هل كل المغاربة سيصبحون أدباء يكتبون النصوص والقصائد الشعرية ويتفلسفون؟ هذه القطاعات ليست لها إنتاجية مباشرة”.
وقال بنكيران خلال توقيع اتفاقيات تهم مجال التكوين المهني إنه “تمنى لو جعل التكوين المهني واجباً على كل تلميذ وطالب، لأن المواطن العادي يحتاج إلى مهارات مهنية في حياته اليومية”.

موقف ديني ضد الفلسفة

وقال منتصر حمادة رئيس تحرير مجلة “أفكار” التي تعنى بالفكر والثقافة، إن تصريح رئيس الحكومة “منسجم مع الجهاز المفاهيمي للعديد من الإسلاميين المغاربة الذين تشربوا على أدبيات فقهية مشرقية، تُدين وتشيطن الفلسفة والمنطق، وتعادي الفن والأدب والشعر..”.

وأضاف حمادة أن بن كيران لم يأتِ بجديد، بل كان متناغماً مع ما صرح به الداعية الإسلامي أحمد الريسوني، من أننا لسنا في حاجة لتدريس الفلسفة، وهذا موقف ديني قديم، وتعود مسبباته لقرون مضت. وما زالت نفس المسببات تدرّس اليوم في أدبيات الإسلاميين، من إخوان وسلفية وجهاديين”.

نفس الموقف مضى إليه الإعلامي هشام تسمارت، الذي قال إن إسلاميي المغرب (في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية) “يعانون عقدة تجاه الشُّعَب الأدبية والعلوم الإنسانية، والأمر لا يبعث على الغرابة، إذا علمنا أن تجارتهم في الدين تعتمد في جزء كبير من رواجها على الخريج المُعَلَّب بمعلومات تقنية، ومعرفة سطحية بمفاهيم الأخلاق والسياسة”.

 

استخفاف بالمثقفين ورغبة في التسطيح

 

وتساءل تسمارت في تدوينة على صفحته على فيسبوك “ما حاجتهم بإنسان يسائل الأشياء ويطمح لدور المثقف كما صوره غرامشي؟ ويغوص في أخلاق كانط، ويقلب روح القوانين والعقد الاجتماعي عند مونتسكيو وروسو؟ إذا فتحوا تلك الأبواب أمام المواطن، سيقطعون رزقهم ورزق أبنائهم، والحكمة تقتضي ترجيح قطع الأعناق على قطع الأرزاق”.

“أعتبره استهزاءً واستخفافاَ بشريحة مهمة من المجتمع المثقف”.. هكذا علقت الشاعرة سعاد المدراع، وقالت إن أولئك الشعراء والأدباء والفلاسفة منهم أساتذة ومحامون ومفكرون، هم من يدافع عن القيم ويرسخ مبادئ التسامح والعدل ومحاربة الفساد”.

 

تحوير لكلام رئيس الحكومة

 

من جانبه قال الشاعر المغربي الهواري غباري “أعتقد أن هناك تزييفاً لكلام رئيس الحكومة، وهذا صار شيئاً معتاداً عند بعض المواقع الإلكترونية، بنكيران يقول إنه لا يمكن أن يصبح الجميع أدباء وفلاسفة، والأولوية يجب أن تعطى للمهن المنتجة”.

وأضاف غباري حتى لو أعطى موقفاً مناهضاً للفلسفة والشعر “فهذا لا يتناقض مع أطروحاته كمسؤول في حركة إسلامية، على اعتبار أن الحركات الإسلامية لا ترتاح كثيراً للفلسفة باعتبارها قاطرة للكفر، ولا للشعر باعتباره تمظهراً للحرية، وهم سجناء الماضي، ولهذا تراهم يُكفّرون الشعراء والمفكرين ووصل الأمر أحياناً حد اغتيالهم”.

 

التكوين المهني.. ضمان المستقبل

 

من جانبه قال غسان بنشهاب، عضو شبيبة العدالة والتنمية، إن “ما قصده بنكيران هو استدعاء أهمية قطاع التكوين المهني في صناعة قاعدة بشرية تُنمّي المغرب، لأن بلدنا اليوم في حاجة ماسة لحرفيين ومهنيين، يطلبهم سوق الشغل”.

وأضاف بنشهاب الدليل على أنه كرئيس حكومة يدعم فكرة التوازن بين الفكري والمهني، أنه في السنة الماضية تحدث إلى منظمة التجديد الطلابي، وشدد على أن المغرب يحتاج أيضاً إلى مفكرين وفلاسفة وأدباء، لا فقط لمهنيين وتقنيين، كي نستطيع أن نوازن بين المهارات الفردية وبناء مجتمع يفكر، يبدع..”.

وكان  بنكيران أكد أن المغرب يحتاج أن ينتج أبناؤه الثروة، ولن يتأتَّى ذلك إلا بالتكوين المهني.
وحسب رئيس الحكومة، فإن الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، تهدف إلى تكوين ملايين المغاربة في مجال التكوين المهني، وسترصد لها اعتمادات مالية تقدر بـ65 مليار درهم خلال السنوات المقبلة.
https://www.youtube.com/watch?v=LarJBvHcUpI

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *