مجتمع

مهدي جوهري .. متى سيعيش الشخص المعاق بكرامة واحترام في بلده؟

شخص معاق، شخص ذو احتياجات خاصة، شخص في وضعية صعبة، وغيرها، كلها تسميات يُنعت بها الشخص المعاق في المغرب. كلمة “معاق” حسب اعلان الأمم المتحدة هي كل شخص عاجز جزئيا أو كليا عن ضمان حياة شخصية واجتماعية أو طبيعية نتيجة نقص خلقي وغير خلقي في قدراته الجسمية أو الفكرية.

والأصح أن “المعاق” في المغرب هو ذلك المواطن المهمش بل المحروم من أبسط الحقوق والحاجيات التي تسهل اندماجه داخل مجتمع مازال ينظر إليه بشفقة ويصنفه ضمن قائمة المساكين والفقراء، مع العلم أن هنالك معاقين مغاربة حققوا ما لم يحققه مواطن سليم يمارس حياته الاجتماعية بشكل عادي.

“أزول” بنكهة فاسية

بعيدا عن جهة “سوس ماسة”، قرر “مهدي جوهري” ابن مدينة فاس أن يتواصل مع جريدة “مشاهد” لينقل من خلالها معاناته والمعاقين مثله إلى كافة القراء والمهتمين بشأن المعاقين أينما حلوا وارتحلوا.

بصعوبة وتلعثم في الكلام حدث “مهدي” طاقم الجريدة عن نفسة، إنه شاب ذو 28 عاما، مقعد ويعاني من اعاقة حركية على مستوى يدية ورجليه، درس المرحلة الإبتدائية، ثم واصل الدراسة الحرة لمدة خمس سنوات واجتاز امتحان السنة الثالثة اعدادي ليحصل على معدل مشرف جدا.

يتحدث “مهدي” اللغة الإسبانية والفرنسية بشكل جيد، غير أنه غادر المدرسة  لأن المؤسسة التي لجأ إليها لا تتوافر على ولوجيات خاصة بالمعاقين، فهل اهتم مسؤولو التربية والتعليم أو السلطة لأمره؟.

“أعيش رفقة والداي المسنين بشقة تتواجد في الطابق الثالث، وأعاني دائما من صعوبة في التنقل الذي يجهدني كثيرا، أنا أريد  أن يقوم المسؤولون بتسهيل عمليات ولوجنا إلى مختلف المرافق، فهناك العديد من “مهدي جوهري” في كل أرجاء المملكة يعانون مثلي في صمت قاتل، أرغب أن أكون لسانهم وأناضل من أجلهم ومن أجل الجيل الذي سيأتي بعدنا” حسب تعبر “جوهري”.

يضيف “مهدي” أنه قام بتأسيس جمعية بمدينة فاس اختار لها وزملاءه اسم ” جمعية فجر المستقبل لإدماج الأشخاص دوي الإعاقة”، هذه الجمعية غير ربحية ولا يجني منها أية قيمة مادية، كما أنها لا تتوفر على شركاء أو داعمين يشجعون مهامها.

مهدي جوهري

“يتلقى الأشخاص المعاقون داخل مؤسسة محمد السادس للتضامن عشر حصص ترويضية فقط، وكأن إعاقتهم ليست دائمة، أما في المستشفيات فيكتفي الممرض بتقديم ثلاث أو أربع حركات لكل معاق وبشكل غير مستمر، سوء التعامل والإهمال الطبي يؤثر كثيرا على نفسية الأشخاص المعاقين، مما يجعلهم يحسون بنقص وحرمان اجتماعي شديد” حسب تعبير مهدي.

فالترويض الطبي كما صرح “جوهري” واجب توفيره للشخص المعاق نظرا لتعدد الإعاقات الجسدية واختلافها من شخص إلى آخر حسب درجة الإعاقة. مع وجوب توفير خدمة الترويض بالمجان في المستشفيات كما هو منصوص عليه في القانون. قلة الأجهزة الطبية والمتخصصون في مجال الترويض وندرة الأدوية الخاصة بهم تطرح إشكالا آخر،  فالأطباء يصفون للأشخاص في وضعية اعاقة أدوية لا تتواجد أحيانا في المغرب مما يعرقل مسار العلاج الخاص بهم.

إن إرادة الأشخاص في وضعية عجز أو إعاقة تختلف تماما عن إرادتك أنت وذاك، “مقعد” على كرسي متحرك يراك أنت السليم تمشي وتتنقل من مكان إلى آخر، أما هو فيكتفي بمشاهدة الحياة من زاوية منفردة ومظلمة، يطل يمينا ويسارا ويتبع نور الحياة المثالية التي يحلم بامتلاكها ليكسر قيود الحرمان في بلده الذي لم ينصفه ولم يمتعه بكامل حقوقه بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *