آخر ساعة

ورطة الجزائر وصنيعتها البوليساريو

بعد الموقف الصارم والجريء و الإجراءات العملية التي اتخذها المغرب إزاء التصريحات المنحازة للامين العام للأمم المتحدة بخصوص ملف الصحراء المغربية، تعيش الجزائر وربيبتها البوليساريو حالة من الغليان و الشرود غير المسبوقين، في محاولة يائسة منهما لوقف التأييد الذي تعرفه القضية الوطنية للمغرب التي أشعلت لهيب حماس الشعب المغربي بكل أطيافه على صعيد العالم.

ولعل تسارع الأحداث في اتجاه تفهم العواصم الغربية المؤثرة في مجلس الأمن الدولي لموقف المغرب القوي، جعل قيادة البوليساريو في أمس الحاجة لالتقاط أنفاسها أمام السرعة القصوى التي باشرت بها المملكة تدبير مرحلة ما بعد تصريحات بان كيمون، وهو ما فشلت فيه فشلا ذريعا لا يوازيه في ذلك إلا ما تم الكشف عنه مؤخرا عن طريق مصادر صحفية جزائرية عن فشل المحاولات التي تقوم بها البوليساريو والجزائر من اجل تدبير ملف قضية المحتجزين من خلال الاجتماع الأخير الذي جمع مابين استخبارات الجزائر وأعضاء قيادة البوليساريو في غياب الرئيس الأبدي محمد عبد العزيز الذي تفاقمت وضعيته الصحية مؤخرا.

هاته الاجتماعات الطارئة في الجزائر تأتي بعد التدهور الحاصل سواء في الحالة الصحية لرئيس الجبهة أو نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية داخل المخيمات، التي عرفت اضطرابات تجلت في تنظيم احتجاجات أمام ما يسمى بمقر الرئاسة، والتي انتهت بتدخل عنيف في حق المتظاهرين، وكذلك أمام مقر بعثة المينورسو حيث ناشد المتظاهرون قوات حفظ السلام التدخل من أجل حمايتهم من بطش القيادات و المليشيات التابعة للبوليساريو، بالإضافة إلى اختيار قيادة جديدة للبوليساريو في الوقت الذي تنادي فيه الساكنة بإطلاق سراحها للرجوع إلى الوطن الأم ومساندتها للحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل نهائي لهدا المشكل المصطنع.

واستعدادا لمرحلة ما بعد فترة حكم محمد عبد العزيز، ترأس عبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري، مؤخرا اجتماعا مع كبار المسئولين الجزائريين بحضور ما يسمى بالوزير الأول لجبهة البوليساريو عبد القادر طالب عمر، وهذا دليل قاطع على كون الجزائر هي المتحكمة في مسار البوليساريو وأن السيناريوهات المستقبلية لقضية محتجزي مخيمات تندوف تتم هندستها من طرف القادة والمخابرات الجزائرية، والتي يتم تنفيذها فيما بعد عن طريق الانفصاليين.

وتعيش الجزائر بمخابراتها وجيشها ودبلوماسيتها حالة تأهب قصوى منزعجة بهاته التطورات التي أحست أنها تجاوزتها بعدما راهنت على إحراج المغرب أمام الأمم المتحدة، وعلى دعم بان كيمون لأطروحتها الانفصالية، وهو ما جعلها تحس بخيبة أمل كبيرة وأصبحت تشتكي من الدعم الذي وجده المغرب من القوى الكبرى وخاصة من فرنسا وأمريكا واسبانيا، ولم تجد أمامها من سبيل إلا تحريض بيادقها من متنفذي البوليساريو لكي يدقوا طبول الحرب و التهديد بالرجوع إلى السلاح ضد المغرب، مما يشكل تهديدا لاستقرار المنطقة وتشجيعا على الفوضى وخروجا على مقررات مجلس الأمن واتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة مع المملكة المغربية التي لن تتوانى على الدفاع عن وحدتها الترابية بشتى الوسائل سبيلها الوحيد في ذلك إيمانها بقضيتها وحبها لملكها ضامن وحدتها وحامي حماها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *