مجتمع

حسابات انتخابية تعيد ملف ساقية “تينوفلا” بزاكورة للواجهة

علمت “مشاهد” من مصادر مطلعة أن عامل إقليم زاكورة عبد الغني الصمودي دعا بعض ممثلي قبائل مزكيطة للحضور إلى مقر عمالة زاكورة يوم الجمعة 22 أبريل الجاري، وذلك قصد النظر في قضية “ساقية تنوفلا” بناء على طلب بعض سكان دواوير أبو صاص وتلمزيت وآيت أُعلي وزاوية السوق، حول توزيع حصص مياه السقي.

وأثارت الدعوة للاجتماع وإعادة إحياء هذا المشكل استغراب الرأي العام المحلي في المنطقة لعدة أسباب أهمها أن العامل السابق لحسن أغجدام استغرق وقتا طويلا وعقد عدة جلسات ماراطونية للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف وأصدر قرارا عامليا رقم 01 بتاريخ 03/06/2011 يقضي بإحداث لجنة إقليمية مكلفة بالبث في مشاكل الري التي تعاني منها الساكنة المستفيدة من ساقية تينوفلا.

وتتكون اللجنة من ممثلي السلطات المحلية ورؤساء المصالح المعنية وممثلي السكان، وبعد عدة حوارات واجتماعات لجميع الأطراف مع مراعاة الأعراف المتداولة والإحتفاظ بجميع الحقوق المكتسبة وفقا للعرف والعادة وعدم المساس بالوثائق التي يتوفر عليها كل طرف وترشيد مياه السقي والحد من ضياعها قرر عامل إقليم زاكورة بناء خلاصات اللجنة تمكين كل طرف من الاستفادة من حصته من مياه السقي حسب مدة زمنية من الساعات.

كما أن بعض الدواوير التي تراجعت عن الامتثال والقبول بالقرار العاملي قررت اللجوء إلى المحكمة الإدارية التي رفضت طلب الطعن في المرحلة الابتدائية بأكادير وفي المرحلة الاستئنافية بمراكش واعتبرت القرار غير منصف لها ويمس بمصالحها.

ويعمد بعض المعترضين على الحكم إلى بدء حصتهم قبل موعدها، مما تسبب لهم في إدانتهم بأحكام قضائية تترواح بين السجن النافذ وغرامات مالية. وبعد تكرار خروقاتهم، وجه عامل إقليم زاكورة عبد الغني الصمودي مراسلة إلى السلطات المحلية بتاريخ 12 فبراير 2013 حول تنظيم الدورة المائية للسقي بساقية “تينوفلا” حيث قام ممثلي السلطات المحلية، بحضور مدير مركز الأشغال الفلاحية، بمعاينة لتنظيم نظام الري بنفس الساقية.

وحسب محضر المعاينة ليوم الخميس 14 فبراير فإن اللجنة عاينت مجموعة من الأشخاص المنتمين لساكنة دوار “أبوصاص” قاموا بمخالفة القرار العاملي، وعمدوا إلى تحويل مياه السقي لفائدتهم ابتداء من توقيت أذان صلاة العصر حسب اعترافاتهم، مخالفين بذلك مقتضيات القرار العاملي الذي يمنحهم الحق في ذلك ابتداء من الساعة السادسة مساء.

وتتساءل ذات المصادر عن دواعي وأهداف إعادة هذه القضية من جديد بعد سنوات من تنفيذ القرار العاملي وحسم القضاء في القضية بصدور عدة أحكام قضائية مؤيدة له، وفي وقت اقتنعت فيه الأطراف أن الوصول لحل لقضية استغرقت عدة سنوات.

ويرى بعض المتتبعين أن سبب إعادة إثارة هذه القضية مرتبط بقرب موعد الانتخابات التشريعية وشروع بعض الاحزاب في حملات انتخابية سابقة لأوانها مستغلة مثل هذه القضايا لحصد الأصوات الانتخابية للمواطنين، خاصة وأن المنطقة تعرف تجاذبا ومنافسة قوية بين حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار حيث يساند كل منهما أحد الطرفين المتنازعين حول قضية “ساقية تينوفلا”.

غير أن مصادر أخرى ذات علاقة بالقضية استبعدت ان يتخذ عامل إقليم زاكورة عبد الغني الصمودي قرارات جديدة في القضية بسبب وجود قرار عاملي سابق وصدور أحكاما قضائية،ورجحت نفس المصادر أن تكون دعوة عامل الإقليم للأطراف الى اللقاء بهدف الحوار والاستماع اليهم وتبادل وجهات النظر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *