آخر ساعة

“المعلومة أهل حمدي”..من الاحتجاز المزعوم إلى الاختطاف المفضوح

خوفا من قطع المساعدات الإنسانية التي تقدمها جمعيات اسبانيا لجبهة البوليساريو، و في محاولة لإرضاء المانحين ولو على حساب عادات وتقاليد الصحراويين محتجزي المخيمات، التي طالما نددت واستنكرت العمليات المتكررة للقيادة ل”تفويت” أبنائها مقابل المساعدات التي تصل لجيوبها دون المعنيين بها، أقدمت الفرقة التابعة لما يسمى بالناحية العسكرية الثالثة لجبهة البوليساريو على اختطاف الشابة ”المعلومة أهل حمدي” ، بعدما داهمت خيمة عائلتها بمنطقة “مجيك” مساء الخميس الفارط، وتم استعمال القوة المفرطة للسيطرة على أفراد العائلة خاصة إخوتها بعد إبدائهم مقاومة كبيرة، ليتم اقتياد الفتاة رفقة والدتها وخالتها و التخلص من الأم والخالة فيما بعد بمدينة “ازويرات ” الموريتانية قرب منطقة تسمى “الزعزاعيات”، حيث وجدهما راع غنم ساعدهما على ربط الاتصال بالمخيمات لإبلاغ العائلة بتفاصيل عملية الاختطاف التي انتهت باختفاء الشابة الصحراوية.

و جدير بالذكر أن الشابة الصحراوية كانت قد أثارت ضجة إعلامية على غرار قضية “محجوبة حمدي الداف ” حيث تطالب بها عائلتها الاسبانية بالتبني حيت منعت من مغادرة المخيمات بعد وصولها مع والدها الاسباني ” خوسي موراليس أورتيغا ” الذي غادر المخيمات بدونها وحاول بعد وصوله إلى اسبانيا تسليط الضوء على قضية “المعلومة ”، التي اعتبرها محتجزة قسرا ، وهو الأمر الذي أكده تقرير منظمة هيومن راتس ووتش الذي اعتبر الفتاة بالغة ومن حقها اختيار مكان إقامتها، فيما حاولت العائلة الصحراوية الابتعاد بابنتها عن المخيمات وقررت الاستقرار بالبادية قبل أن تهاجمها القوة العسكرية، التي أثبتت استسلام جبهة البوليساريو للضغط الإعلامي الذي تعرضت له من طرف الجمعيات الاسبانية والمنظمات الحقوقية الدولية، لتقرر للمرة الثانية ترحيل فتاة صحراوية عن طريق الاختطاف القسري المسلح كما فعلت مع الشابة الصحراوية “محجوبة حمدي الداف”.

وبهذا المشهد الهوليودي الذي تمت فيه عملية الاختطاف في واضحة النهار، تحاول البوليساريو أن تسدل الستار عن قضية كادت أن تحرمها من المساعدات الدولية التي جعلتها من الموارد الضرورية لاستمرارها، غير أن ما كانت قد كشفت عنه الجريدة الاسبانية “الموندو” مؤخرا، وعلى صفحاتها الالكترونية، بأن أزيد من مائة شابة صحراوية تم اختطافها مؤخرا داخل مخيمات تندوف، وتم احتجازهن في السجون التي تعج بها المخيمات رغما عنهن بل بإيعاز من قيادة البوليساريو، بالرغم من أن البعض منهن يحملن الجنسية الاسبانية، حيث غادرن المخيمات مند صغرهن واستقررن إما في اسبانيا أوفي دول أمريكا اللاتينية، إذ تابعن دراستهن وبعد رجوعهن إلى المخيمات لزيارة الأهل تم القبض عليهن والزج بهن داخل سجون المخيمات.

وتجعل هذه الاحداث من حالات المحتجزات ملفا ما زال مفتوحا على مصراعيه، حيث تعتبر كل واحدة منهن قنبلة إنسانية قابلة للانفجار في وجه البوليساريو في أي لحظة، كحالة المسماة الكورية المحتجزة منذ خمسة سنوات، والمسماة داريا التي تم اعتقالها ومنعها من العودة إلى عائلتها الاسبانية بالتبني في تينيرفي، والمسماة نجية التي تم فصلها عن عائلتها المتواجدة بويلفا الاسبانية مند ثلاث سنوات.

ليبقى التساؤل لماذا تغض بعض المنظمات الحقوقية الدولية الطرف عن هذه التجاوزات التي ترتكبها البوليساريو في حق ابناء وبنات المخيمات العزل؟ وما هو المقابل من وراء ذلك ياترى؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *