آخر ساعة

البوليساريو وتداعيات قرار مجلس الامن الدولي

بعد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بتمديد ولاية بعثة المينورسو لسنة واحدة، إلى غاية 30 أبريل 2017، وهو ما يكرس مرة أخرى تفوق المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء على حساب الطرح الانفصالي، حيث تم وصف المقترح المغربي بالجدي وذي المصداقية في إطار الجهود التي تبذلها المملكة للمضي قدما في مسلسل تسوية نزاع الصحراء، وبصدور القرار الجديد تكون جبهة البوليزاريو قد تلقت صفعة جديدة من المجتمع الدولي، لتعود إلى أدراجها خائبة، في انتظار فرصة أخرى للتآمر على الوحدة الترابية للمملكة.

جبهة “البوليساريو” ، سعت إلى حشد تعاطف الأمين العام للأمم المتحدة “ موازاة مع مناقشة الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتقرير الذي أعده بان كيمون حول ملف الصحراء المغربية عبر أبواقها الإعلامية والدعائية المتمثلة في الصحافة الجزائرية، إلا أن هذا التقرير اعتبر رصاصة رحمة في نحور أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية.حيت إن المشروع لم يتضمن أية عقوبات أو تهديدات ضد المغرب في حال لم تعد البعثة للعمل كما كانت عليه سابقًا، أي قبل إقدام المغرب على طرد غالبية المكوّن المدني من بعثة المينورسو، بعد الأزمة التي طالت علاقته ببان كي مون، على خلفية استخدام هذا الأخير للفظ “احتلال” في حديثه عن النزاع المفتعل.

ولتبرير فشلها الديبلوماسي لجأت البوليساريو إلى التكثيف من الخرجات الإعلامية على صفحات الجرائد الجزائرية، كصحيفة “الوطن” الجزائرية، التي نشرت حديثا لما يسمى بوزير الدفاع في جبهة “البوليساريو” عبد الله ولد الحبيب ولد لبلال، قال فيه إن المناورات العسكرية التي تقوم بها الجبهة، هي بمثابة رسالة للمغرب مفادها “أننا نستعد للأسوأ ”. وأورد أن قيام المغرب بطرد الشق المدني لبعثة “المينورسو”، ردا على خروج الأمين العام ألأممي عن مبدأ الحياد فعل “غير مقبول”، ما يعتبر إشارة أُعطيت “للذهاب نحو الحرب”، متهما المغرب بـ”الرغبة في إفراغ عملية السلام من مضمونها.

وزير آخر ساعة اتهم كذلك المغرب”بخلق التوتر في شمال إفريقيا”، كرد فعل على النجاح الباهر الذي عرفته القمة المغربية الخليجية التي عقدت مؤخرا بالرياض، والتي خرجت بتقرير عام تؤكد فيه رفضها المساس بالمصالح العليا للمغرب. وقال إن الازدهار الذي يعرفه الجزائر جعل هذه الأخيرة موضوع حسد من المغرب فعن أي ازدهار يتحدث، في الوقت الذي تعرف فيه الجزائر مجموعة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والحركات المطالبة بالانفصال، زيادة إلى ظهور عدة تحركات اجتماعية تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية للسكان وبالانفتاح السياسي.

من خلال هذه الخرجات الإعلامية الفارغة جبهة “البوليساريو” تتخوف من الانعكاسات المستقبلية للقرار النهائي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الماضي، والذي أخذ بعين الاعتبار الموقف المغربي فيما يخص المكون المدني للمينورسو الذي لم يعد له أي مبرر للبقاء في الصحراء طالما أن الاستفتاء لم يعد قائما.

في هذا الصدد فشلت البوليساريو في خطتها التي كانت تهدف الى حشد تعاطف دولي، بتسخيرها لجهات افريقية مناوئة للمغرب في قضيته الوطنية حيت خرج ما يسمى بموفد الإتحاد الإفريقي الخاص للصحراء المغربية “جواكيم شيساتو”، والمعروف بمواقفه المعادية للمغرب، مطالبا بدور أكبر للاتحاد الإفريقي في التوصل إلى تسوية للنزاع المفتعل، ومطالبا بإجراء “استفتاء حول تقرير المصير.

 

كل هذه التحركات لم تأت أكلها أمام النجاح الباهر الذي يححقه المغرب فيما يخص ملف قضيته الوطنية الأولى معتمدا في دلك على الشرعية الدولية تاركا جبهة البوليساريو وحاضنتها يلهتان وراء السراب لأنهما لا يتوفران على بصيص من الشرعية الدولية بل كل مزاعمها مبنية على الاكاذيب والأضاليل وتحريف الحقائق التاريخية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *