آخر ساعة

منطقة القبائل الجزائرية والمطالبة بالانفصال

ودارت الأيام، وجاء الدور على الجزائر لتدوق مرارة الانفصال التي سعت لأربعين سنة الى تطبيقه على المغرب بدون جدوى، لتجد نفسها اليوم وسط معمعة انفصال القبائل الذين لهم تاريخ طويل يوازي تاريخ المغرب وإنهم كانوا دولة قائمة قبل أن تكون الجزائر. وإن كان للقبائل العريقة كل الحق أن تطالب بالانفصال عن الجزائر فليس من حق الجزائر إقامة دولة في صحراء المغرب خلقت من عدم، كما أن أعضاءها مجرد خونة.

 

الحركة التي أسسها الناشط فرحات مهني تكسب مساحات جديدة يوميا حيت كشفت المظاهرات التي نظمتها منطقة القبائل بمناسبة مرور ذكرى أحداث الربيع الأمازيغي في منطقة القبائل عن اتساع رقعة حركة الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل، التي ترفع مطالب انفصالية، في منطقة يتفق الكثير من المراقبين على أنها مهملة من جانب السلطة، وحتى من طرف الأحزاب التقليدية والتنظيمات التي كانت تسيطر على الشارع القبائلي، لكنها تراجعت لصالح حركة فرحات مهني، الى وضع بدأ يقلق كل المتابعين لما يجري في هذه المنطقة، خاصة وأن ذلك يتزامن مع الاحتقان العام الدي تعيشه الجزائر حاليا.

المظاهرات التي عرفتها  منطقة القبائل مؤخرا بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي دعت إليها عدة أطراف، من بينها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية  الجزائري دو التوجه العلماني، وكذلك حركة الحكم الذاتي في منطقة القبائل، والتي كانت تقريبا أكثر تمثيلا من حزب التجمع ومن الأحزاب الأخرى في تلك المظاهرات، حيت رفع المشاركون فيها مطالب متعلقة بترسيم الأمازيغية إلى جانب العربية، فيما رفع أنصار الحركة التي أسسها فرحات مهني مطالب انفصالية عن الجزائر.

وقد أورد المتتبعون للتحركات التي تقع في الجزائر  أن ما يحدث في منطقة القبائل خطير، ويتطلب متابعة دقيقة ، موضحين أن هذه المنطقة مهملة منذ سنوات، كما أن تراجع الممارسة الديمقراطية والحريات يفتح الباب أمام التطرف، وهذا هو التفسير المنطقي لانتعاش حركة الاستقلال الذاتي في منطقة القبائل، كذلك الشعور بالتهميش والإقصاء والظلم الذي يعطي فرصة لهذا الخطاب ليجذب إليه المزيد من الأنصار.

إن الجزائر مطالبة بمنح منطقة القبائل استقلالها والكف عن الإنفاق على مرتزقة البوليساريو الدين يستهلكون أموال الشعب الجزائري في قضية خاسرة ، لأن صراع القبائل من اجل الاستقلال لاح  مند سنوات لكن لم يحسم فيه من طرف الرئيس الجزائري الذي انتهج  سياسة الهروب إلى الأمام ودعم قضية الجبهة الهلامية التي أكل عليها الدهر وشرب وأصبحت تفقد مكانتها وتراجع العديد من الدول بالاعتراف بها مما يندر بزوالها ومناصريها إلى مزبلة التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *