آخر ساعة

مصداقية المغرب وعبثية البوليساريو

من باب الإجحاف المقارنة بين المغرب كبلد ذي سيادة تتوفر فيه كل مكونات الدولة حسب معايير التاريخ والقانون الدولي ,  و بين جمهورية وهمية ,ترتكز على جماعة من الضالين  المغرر بهم من طرف عرابيهم ,حكام قصر المرادية .

دعاة استقلال’’ُالجمهورية الصحراويةُ’’ُ, أو بالأحرى دعاة الانفصال عن الوطن الأم ,هم خليط هجين ممن تنكروا لجذورهم التاريخية و الدينية, وتنكروا لتضحيات آبائهم و أجدادهم اللذين قاوموا الاستعمار تحت راية سلاطين المغرب ,و انبطحوا أمام إغراء أموال الغاز الجزائري, و قبله الليبي, ليدخلوا في صراع مع أبناء عمومتهم من الصحراويين ومع باقي مكونات الشعب المغربي, في حرب بالوكالة عن النظام الجزائري, الذي عوض أن يهتم بتحسين ظروف عيش شعبه, جعل من المغرب في شكل هستيري شغله الشاغل الذي يؤرق باله و يقض مضجعه مند أكثر من أربعين سنة.

زعماء ,أو بالأحرى أقزام البوليساريو يعتقدون, وهما, ان  الجمهورية الصحراوية كيان يتوفر على كل مكونات الدولة بمفهومها الحديث, و هنا يحق لنا ان نجادلهم,هل تتوفرون على شعب علما أن الغالبية العظمى من الصحراويين تعيش في رخاء داخل الأقاليم الصحراوية و باقي مدن المغرب ,في تناغم مع كل أطياف الشعب المغربي ,و القلة القليلة من الانفصاليين أثبتت مجريات الأحداث ,أن همهم الوحيد هو الاسترزاق و تلقي الأموال من ما تبقى من بعض الدول المانحة الفاشلة سياسيا واجتماعيا  لافتعال أحداث شغب وقودها الأطفال المراهقين, وتقديمها على أنها انتفاضة عارمة للشعب الصحراوي ,و الصحراويون منها براء.

و يحق لنا أيضا أن نتمادى في سؤالهم ,هل الصحراويون المحتجزين بمخيمات لحمادة شعبكم ؟ و ان كنتم متأكدون من ولائهم فلما احتجازهم ؟  لما تحاصرونهم , تقمعونهم و تكممون أفواه المنادين بالتغيير ؟ .

الإجابة عصية عن الإدراك ,فأحرى الإمساك بها, وواقع الحال يقول ان الصحراويين المحتجزين  هم مجرد ورقة للاغتناء غير  المشروع ,عبر الاتجار في المساعدات الدولية المقدمة من طرف دول و منظمات مانحة.

السؤال الثاني الذي نطرحه على قادة الرابوني, هل تتوفرون على ارض لقيام دولتكم المزعومة ؟ .

الساقية الحمراء ووادي الذهب أكدت محكمة لاهاي في 1975, كما تؤكدها كل المواثيق التاريخية ,أنها لم تكن ارضا خلاء، وأنها كانت دائما على ارتباط مع سلاطين المغرب ,فكيف بجماعة من دعاة الانفصال ان ينادوا بتقرير مصير شعب وهم لا يمثلون أصلا الشعب الصحراوي ولا حتى انفسهم,و لا يتوفرون قانونيا و تاريخيا على ارض يقطنها شعبهم المزعوم؟.

يقول المثل, إذا عرفنا أصل الداء ,عرفنا الدواء ,و أصل الداء في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية, هو أشقاءنا في الجزائر ,و على هؤلاء الأشقاء بحكم الذين و التاريخ و الجغرافيا أن يعلموا و يدركوا أن موقفهم المتعنت من وحدتنا الترابية لن يزيدهم إلا تقهقرا و استنزافا لخزينتهم ,و تصريفا مؤقتا لمشاكلهم السياسية المستعصية, فطال الأمد أو قصر فان الشعب الجزائري سيتمرد و ينفرج و سيصيح جهارا ,لقد هرمنا من تمويل حربكم بالوكالة ضد إخواننا و أشقائنا المغاربة.

أما أبناء أقاليمنا الجنوبية فهم يعيشون الحيوية والتقدم والتنمية والمشاركة في المؤسسات المنتخبة والقطاع الخاص والمؤسسات العمومية والوكالات والمنظمات غير الحكومية . هذه الحركية جعلت مجموعة من الدول تريد الاستثمار في القطاعات الإستراتيجية التي يسيل لعاب الحاقدين من النظام الجزائري كالفوسفاط والصيد البحري والماء والري والطاقات البديلة، حيث أن المغرب  استطاع أن يكسر الرتابة التي عرفها ملف الصحراء بطرحه لمشروع الحكم الذاتي الذي وصفته هيأة الأمم المتحدة بالجدي و ذي المصداقية والواقعي مند  2007  الا إن النظام الجزائري لم يع الرسالة مما جعل منطقة الساحل والصحراء تتعرض للفتن والاضطرابات وظهور عدة اخطار تتمثل في الأساس في الإرهاب الذي ضرب بعمق في الصحراء بسبب البوليساريو الذي فتح له المجال ليلج المخيمات.

فلماذا لا تتوفر الجزائر على شيء من الحكمة السياسية ؟ ألم ترق بعد إلى مصاف الدول التي تساهم في حل مشكل الصحراء بكل بواقعية ومصداقية في إطار الحكم الذاتي؟ ولماذا توثر خيار الموت للمحتجزين على خيار الحياة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *