آخر ساعة

تقارير صحفية: الثالوث المخيف.. الجزائر، والبوليساريو، والارهاب

جبهة البوليساريو صنيعة الجزائر التي حولتها إلى ميليشيات تستفز المغرب في صحرائه لأكثر من أربعين سنة، والتي تحولت الان إلى اداة من أدوات السلفية الجهادية في جنوب الجزائر وشمال مالي، حيث يقول الصحفي الأمريكي ريتشارد مينيتر والمتتبع لملف الحركات الجهادية ان  56 من المسؤولين العسكريين من البوليساريو متورطون في التعامل مع الكيانات الإرهابية التي تعمل في الصحراء ، وأن هؤلاء لهم روابط وعلاقات وطيدة مع تنظيم القاعدة الإرهابي ويأتي تأكيد هده الحقيقة من طرف الصحفي ” تيري أوبيرلي بجريدة لو فيغارو المختص في شؤون المنطقة المغاربية بأن هناك عناصر من البوليساريو تحارب إلى جانب القاعدة بشمال مالي. ففي يناير 2004 تم اعتقال بابا ولد محمد باخيلي بموريتانيا ويعتبر العضو الأكثر نشاطا في جبهة البوليساريو والذي ينظر إليه على انه العقل المدبر لعمليات سرقة مواد متفجرة في الجزائر من اجل تسليمها إلى التيار السلفي المتطرف في الصحراء، وهذا يحدث على مسامع وأمام أنظار الجزائر راعية البوليساريو الابن غير الشرعي.

 

بعد النكسات التي منيت بها هذه الحركة الانفصالية كموت تشافيز والقذافي وتراجع المساعدات التي تغدقها الجزائر، اتجهت البوليساريو إلى الإرهاب والتلاعب بالمساعدات الإنسانية وترهيب السياح والمساهمة في خطفهم، وذلك بالانضمام إلى ”الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا”. فالعالم أصبح أمام  خطر داهم  فالأهالي المحتجزون بمخيمات تندوف يعيشون الحرمان والقمع والتسلط ويفتقرون إلى أبسط أساسيات العيش الكريم ويعانون من أنواع  التعسف والظلم والاغتصاب والتعذيب، مقابل ما يرفل فيه القادة من نعمة باستغلال المساعدات الغذائية والطبية والمالية التي أصبحت مصدرا لتجارة مربحة، زائد التهريب بشتى أنواعه والاختطاف والاتجار بالمخدرات والسلاح، هذا الاتجاه الذي يضرب مبادئ حقوق الإنسان في الصميم. فهذه البيئة مناسبة لتفريخ مجموعات ناقمة ومؤهلة للاستقطاب من قبل جهات تعبر عن عقيدتها المتطرفة وتشجعها على تفريغ تلك الشحنات من الغضب والاختناق، وهذا ما يشكل تهديدات حقيقية لاستقرار وأمن المنطقة وجب التعامل معها بعيدا عن منطق المزايدات الضيقة الأفق.

 

بدعم من نظام الجنرالات والمخابرات في الجزائر لابنها غير الشرعي  البوليساريو أصبحت هده الأخيرة لا تتورع في توسيع شبكة تعاملاتها المشبوهة إلى خارج حدود مخيماتها وربط العلاقة مع أباطرة مهربي المخدرات الصلبة مما يؤكد على أن غاية البوليساريو لم تعد دفاعا عن ما يسمى مشروع شعب  بل هي أعمال عصابات ومأجورين الهدف منها إشاعة الإرهاب في المنطقة وإدخالها في أتون حروب بالوكالة واستدعاء تدخلات مجموعات متطرفة تجتاح الحدود وتعبث بالأمن ضد مصالح المملكة المغربية كدولة لها عمقها المتجذ ر في الجغرافيا والتاريخ. وهناك تقارير المركز الأوربي للدراسات الإستراتيجية والأمنية (ESISC) تؤكد بما لا يدع مجالا للشك تحول جبهة البوليساريو نحو الإرهاب.

 

ان جبهة البوليساريو لها رؤية  متطابقة مائة في المائة مع أطروحات القاعدة في المغرب الإسلامي حيت تتمتع بقدرة عالية على التحرّك في الصحراء الجزائرية والساحل والمشاركة في عمليات اختطاف السياح الغربيين الشئ الذي يعتبر موردا هاما للعملة التي يحصلون عليها عن طريق المقايضة بمبالغ تعتبر فدية. فنشاطات البوليساريو بتعاونها مع القاعدة عبر الحدود الجزائرية في منطقة الصحراء والاعتماد على شبكات الجماعة السلفية المحلية في الصحراء الكبرى توزعت بين تهريب المخدرات والأسلحة والمهاجرين غير الشرعيين زيادة على شن هجمات اعتبرتها جهادية ضد مصالح دولية ومحلية. وفي هدا الصدد يقول الخبير في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب “جو غريبوسكي” بأن “مخيمات تندوف أصبحت مجالا خصبا لاستقطاب المقاتلين إلى صفوف تنظيم القاعدة”.

 

أمام هذه المعطيات فدعم الانفصاليين من طرف الجزائر التي تتحمل المسؤولية في وجودهم وإمدادهم بأسباب العيش، لا يمكن القول عنه دفاع عن حركة تحرر وطني بعد الإثباتات المتتالية والتي خرجت للعلن على أن البوليساريو حركة إرهابية وذراع استراتيجي لتنفيذ مخططات توسعية وخيار يخدم أجندات قوى لا تؤمن بالسيادة والمشروعية في المنطقة. بعدما تبين أن البوليساريو ومن يدعمها إعلاميا وماديا ولوجيستيكيا برعت في التّلاعب بالمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية.

 

إن  المغرب لا يتاجر بمبادئه، لكنه يفاخر بمساره الديمقراطي ويعتنق الأهداف النبيلة ويدافع عنها وهذا المسعى وراءه أسباب قوية منها إيمانه بأحقية أبنائه بأرضهم وخيراتهم. ألم يطلق العاهل الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه مقولته المتشبعة بالحق في الحياة والرؤية المستقبلية والانتماء للجغرافيا والتاريخ، “إن الوطن غفور رحيم” لتدعمها عدة مبادرات تنبئ بالحس الإنساني والمسعى الحثيث نحو الوحدة، ومن ضمنها مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحكم الذاتي والجهوية الموسعة والتي تعبر على هوية هذا الوطن ومواطنيه. ونقول أن الطريق طويل لكن نَفَسُ المغاربة أطول وأجدر بأن يكون ملهما لغيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *