آخر ساعة

مؤشرات: تفكك البوليساريو.. مسألة وقت فقط

 رحل زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز الى دار البقاء،  وترك من ورائه مجموعة من الأسئلة العالقة التي لها علاقة بمستقبل ساكنة مخيمات تندوف، بل ترك  من ورائه أيضا ثلة من الانفصاليين والانتهازيين الذين يتحينون الفرص للاستفادة من ريع المساعدات الإنسانية والنزاع حول السلطة والنفوذ. مما يجعل مستقبل المخيمات أمام مرحلة انتقالية غير مسبوقة، لما تعرفه من تحركات واحتجاجات وحملات اعتقالات واسعة في صفوف الرافضين للأوضاع المزرية، والمطالبين بالالتحاف بالوطن الأم المغرب، لا سيما أن هذه النقطة تعتبر النواة المحركة لكل ما يجري داخل تلك المخيمات  من معارك سياسية كبرى، ومن ثم تُطرح تساؤلات عديدة، حول الطريق الذي ستتبعه البوليساريو، في تعاملها مع مشكلها المطروح، وهو أمر يعني المغرب كذلك باعتبار أن الحكم الذاتي كفيل بإنهاء هذا المشكل بالتحديد.

 

      الجزائر عرابة البوليساريو لها دور كبير في حلحلة هذا الملف ولها دور رئيسي بشكل أو بآخر، في اختيار الزعيم الجديد لجبهة البوليساريو،  حتى أنها أعلنت الحداد لثمانية أيام، إثر وفاة محمد عبد العزيز، ومن ثم فإن الرئاسة ستتجه ، بدعم من الجزائر، نحو جناح ما يسمى بصقور الجبهة، من أمثال إبراهيم غالي ومحمد لمين البوهالي.

 

        في حالة ما حصل هذا الجناح على الزعامة فإن جبهة البوليساريو ستعتنق مجددًا، حسب بعض المحللين  مذهب الخيار العسكري، وستعود إلى اسطوانة إشهار السلاح أمام المغرب وان كانت لا تملك ترسانة عسكرية تستطيع بها مواجهة المملكة التي انخرطت مؤخرا في تطوير ترسانتها العسكرية، كما فعلت خلال الثمانينيات، خصوصًا بعد وصول مفاوضات ملف الصحراء إلى النفق المسدود، وعدم ظهور أي مقاربة جديدة، يتوافق حولها المغرب والجبهة، في الوقت الذي قدم فيه المغرب منذ 2007 ملف الحكم الذاتي كحل واقعي وديمقراطي لمشكل الصحراء المفتعل من طرف الجزائر والذي لقي ترحيب جل الدول العظمى وكذلك الأمم المتحدة.

 

         من جهة أخرى، يُرجح أن تستمر وضعية السكون السائدة واجترار الماضي،  إلا أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك لمنع القمع والاحتجاز ومنح الحرية للساكنة لتغادر تندوف إلى المكان الذي تريده دون اندلاع حرب جديدة، في المنطقة المغاربية، التي لا تنقصها الأزمات السياسية والأمنية، في ظل انهيار الوضع بليبيا، وتوالي الهجمات الإرهابية على تونس، ونشاط الجماعات الجهادية على الحدود الجزائرية والمالية.

 

       ان هذه المرحلة المفصلية، التي تعيشها البوليساريو بعد رحيل زعيمها، ستحدد مستقبل قضية الصحراء، ومستقبل الوضع الأمني بالمنطقة عمومًا، حسب سياسة الزعيم الجديد وتوجهه، ووفق تطورات السياق السياسي الإقليمي والدولي. وتبقى كل الاحتمالات واردة رغم ان جل المتتبعين يرون أن نهاية البوليساريو حتمية، وهي مسألة وقت ، حيث من المنتظر أن تنشب الصراعات الداخلية فيما بين الجبهات التي تقيم داخل المخيمات والقيادات الجديدة التي تعاني الأمرين: الضغوطات الجزائرية والتهديد الداخلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *