متابعات | هام

العماري:الجهات تمثـل قيـادات فعلية لتنزيل مخطـطات العمل لمواجهة التغيرات المناخية

أكد رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة إلياس العماري اليوم الاثنين بالدار البيضاء أن الجهات تمثـل قيـادات فعلية لتنزيل مخطـطات العمل المتعلقة بكسب الرهانــات المطروحــة على مستوى مواجهة التغيرات المناخية العالمية.

وقال العماري، في كلمة خلال ندوة صحفية عقدتها اللجنـة القياديـة للنسخة الثانية للمنتدى المتوسطي للمناخ (ميد كوب) التي ستحضنها مدينة طنجة يومي 18 و19 يوليوز الجاري لاستعراض التقـدم المسجل على مستوى الاستعدادات الجاريـة لتنظيـم هذه القمة، إن عقد قمة من هذا الحجم يمثـل خطـوة هامـة لتفعيل دور الجهات في تنفيـذ الأجنـدة الإقليمية فـي مجـال التغيـر المناخـي، مشددا في هذا الصدد على ضرورة تعبئــة جميــع الفاعليــن الترابيين، وفي مقدمتهم المنتخبين المحليين، إلى جانب المتدخلين غيــر الحكومييــن مــن مــدن ومقــاولات وجمعيـات وباحثيـن مـن أجـل إيجـاد الحلـول الملائمة للتحديات المناخية الكبرى التي تواجه الحوض المتوسطي.

وأبرز في هذه الندوة الأهمية التي تحظى بها المنطقة المتوسطية بالنظر إلى مؤهلاتها الحضارية والإنسانية، والتي تحتم على جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط العمل المشترك من أجل مجابهة المخاطر الكبرى التي تواجهها على المستوى البيئي والإنساني، والتي جعلت منها “مقبرة للحياة” بعد أن كانت مهدا للديانات والحضارات بفعل حجم التلوث الذي تعاني منه، مشيرا إلى أن قمة (ميد كوب) الثانية تشكل منعطفــا حاســما فــي ترســيخ منطــق العمــل التضامنــي المتوسـطي فـي مجـال التغيـرات المناخيـة.

وألح في هذا السياق على أن التكيـف مـع الاضطرابات المناخيـة يشــكل أولويــة بالنســبة لكل دول المنطقة فــي الوقــت الراهــن، مسجلا أن الأهداف المسطرة لهذه القمة، والتي تعتبر بحق مناسبة للتعبيـر الإرادي عـن الصوت المتوسـطي في ما يخص القضايا المرتبطة بالتغيرات المناخية، جاءت بصيغة تنسجم تماما مــع الرهانــات التــي يطرحهـا مؤتمر (كـوب 22) بمراكش .

كما أكد أن اختيار مدينة طنجة، التي تعتبر ملتقى للحضارات الإنسانية ومنبعا للتعدد الثقافي، جاء ليعكس موقع هذه المدينة، التي تشرف على بحرين، كحاضنة لكل المبادرات الرامية إلى تدعيم السلم العالمي، وتحقيق الانفتاح والتعاون بين مختلف شعوب العالم، مسجلا من جهة ثانية حرص الجهة على جعل هذه النظاهرة البيئية الكبرى فرصة لتثمين القدرات والكفاءات المحلية سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو بالمنتجات والمواد التي سيتم استخدامها أيام المؤتمر.

ومن جهتها، أوضحت رئيسة لجنة القيادة آسية بوزكري أن هذه النسخة من (ميد كوب)، التي ستتميز بتنظيــم العديــد مــن المناظــرات والتظاهــرات الكبــرى والتظاهــرات الموازيــة إضافـة إلـى أنشـطة أخـرى، تسعى إلـى التعبيـر عـن صـوت المنطقـة المتوسـطة الكبيـرة وخصوصياتهـا، وإلى إدراج هـذا الصـوت ضمـن أجنـدة الحلـول، مـع الربـط بيـن تطويـر أهــداف التنميــة المســتدامة وتثميــن المبــادرات الجيــدة المحليــة، مضيفة أنها تشكل كذلك فرصــة لتســليط الضــوء علــى التجربــة المغربيــة فــي مجــال التنميــة المســتدامة، ســواء علـى مسـتوى خيـارات السياسـات العموميـة الكبـرى أو علـى مسـتوى التجـارب الناجحـة فـي ميـدان النجاعـة الطاقيـة، والحفــاظ علــى النظــم الإيكولوجية الهشــة، أو علــى مســتوى الطاقــات البديلــة ضمــن الخطــة الوطنيــة لتنميــة الطاقــة الشمســية.

وأشارت إلى أن نسخة هذه السنة ستعرف مشـاركة أكثـر مـن 200 متدخـل مـن 25 دولـة، و200 فاعـل شـاب فـي المجـالات الترابيـة والميــدان الاقتصادي بمنطقــة البحــر الأبيض المتوســط، بينما يتضمن البرنامج عقد ســتة مناظــرات كبــرى، وعشــر ورشــات عمــل والعديــد مــن التظاهــرات الكبــرى والتظاهــرات الموازيــة، ليمنح المشاركين فرصا حقيقيــة للنقاش وتبــادل الآراء والتجــارب واتخــاذ القــرارات العمليــة المناســبة للمنطقــة.

وكان مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة قد صادق بالإجماع خلال دورة استثنائية عقدها في يناير الماضي على مشروع اتفاقية بين مجلس الجهة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المكلفة بالبيئة من أجل تنظيم مؤتمر الأطراف لدول البحر الأبيض المتوسط حول التغيرات المناخية بعد النسخة الأولى التي احتضنتها مدينة مارسيليا الفرنسية يومي 4 و5 يونيو من العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *