آخر ساعة

تفاصيل علاقة المخابرات الجزائرية بصناعة البوليساريو

النزاع المفتعل حول قضية الصحراء، ليس أمرا جديدا،فالأمر يتعلق بتعطيل مسار تسوية النزاع، شاركت فيه الجزائر التي تعتبر  جبهة البوليساريو، واحدة من الولايات التابعة لها، سيما أنها تقع في عمق الصحراء الجزائرية في منطقة تندوف. ذلك أن الأمر يعود إلى سنوات ماضية، وصراع كشفت عنه تقارير استخباراتية أمريكية، تشير إلى أن الجزائر مسؤولة عن إطالة الصراع، ودعمها للجمهورية الوهمية لدواع متعددة. فالمخابرات الجزائرية تحكم قبضتها على مخيمات تندوف، ففي الوقت الذي تمنع فيه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من إحصاء سكان المخيمات، ومنحهم بطاقة لاجئ، ومساعدتهم على الاختيار بين البقاء داخل مخيمات لحمادة أو الانتقال لإعادة توطينهم في بلد آخر، تأكد الجزائر كذبا وبهتانا على أن لا يد لها في الصراع وأنها تدعم حق الشعوب في تقرير المصير، و لم نسمع بالمقابل عن هذا الدعم حين يتعلق الأمر مثلا بجنوب السودان أو أي بلد آخر.
وهكذا فالأجهزة الاستخبارية الجزائرية، تضمن بهذه الطريقة التحكم في التنقلات داخل المخيمات، ومراقبة كل ما يجري على أراضيها في تندوف. حيت سعت الجزائر منذ فترة طويلة إلى ربط كل تحرك فوق أو خارج المخيمات بوثائق تستصدرها سلطات هدا البلد، وهي بذلك تجعل الوثائق الإدارية وسيلة للمراقبة أكثر منها أداة لإثبات الهوية داخل المخيمات، وحين يتعلق الأمر بالرقابة على المخيمات، فإنها تجند البوليساريو لهذا الغرض. ولقد ارتبط تاريخ الصراع حول الصحراء بأجهزة المخابرات الجزائرية، وهو ما يفسر أن تشتمل هذه الاخيرة على خلية خاصة تتكلف بملف البوليساريو، تتلقى الدعم من البترودولار  الجزائري ومصادر تمويل أخرى بدعوى دعم القضية، فهي تجارة مربحة قبل أن تكون قضية دعم شعب في تقرير المصير.

يساعد قصر المرادية منذ مدة على إطالة أمد الصراع في الصحراء المغربية، وتسعى من وراء ذلك الحصول على المزيد من الامتيازات في المنطقة، فملف الصحراء يعني بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية الجزائرية البقرة الحلوب ، التي تجني ملايير الدولارات التي توردها شركة «سونتراك» لجهاز خلية بوليساريو داخل المخابرات للاستمرار في التضييق على المغرب، وشراء المواقف ومعاداته في وحدته الترابية. داخل أروقة الأمم المتحدة، حيت استنفرت إمكانياتها البشرية والمالية الضخمة، من أجل تعطيل الدخول في جوهر النقاشات في مقترح الحكم التي يقترحه المغرب كحل سياسي نهائي في الصحراء. حتى الدعم الذي لقيته المبادرة المغربية بوصفها جادة وذات مصداقية، اعتبرته الجزائر في تصريحاتها الدبلوماسية أنها استقواء من المغرب بالدول الكبرى، في إشارة إلى الموقف الأمريكي والفرنسي المؤيد بشكل كبير لمقترح الحكم الذاتي.
كما ان الجزائر تسعى إلى عرقلة حل ملف الصحراء وقطع الطريق عن أي قرار يدعم التوجه نحو حل على قاعدة مقترح الحكم الذاتي. الذي رحبت به الأمم المتحدة، والتي رفضت اعتبار قضية الصحراء مسألة تصفية استعمار.

إن كل الصراعات التي تخوضها الجزائر وحملاتها الدبلوماسية تصب في اتجاه واحد،هو استعداء الوحدة الترابية للمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *