قال محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري fجامعة القاضي عياض بمراكش إن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش، يشكل رسالة تحذير من كون الفساد أصبح موضوع مزايدات سياسية تهدد نجاح العملية الانتخابية .
وأوضح الاستاذ الغالي أن الفساد هو أكبر عائق يحول دون إنجاح العملية الانتخابية التي تفرز نخبا تقوم بتدبير الشأن العام ، مبرزا أن الملك أكد أن الإدارة التي تشرف على الانتخابات، تحت سلطة رئيس الحكومة، ومسؤولية وزير الداخلية ووزير العدل والحريات مطالبة بتكريس الثقة في الانتخابات كآلية لتحقيق تمثيلية المواطينين والمواطنين في مختلف المؤسسات الدستورية . وسجل أن الخطاب الملكي تضمن إشارة قوية إلى أن ما يتم الحديث عنه اليوم بشأن محاربة الفساد ومعاقبة المفسدين قد طرحه الملك منذ اعتلائه العرش، وذلك في إطار المفهوم الجديد للسلطة التي تأسست على المحاسبة والمساءلة في إطار القانون.
وأكد أن الأحزاب السياسية يجب أن تكون واعية بفحوى رهانات الأمن والتنمية والديمقراطية التي تطرقها لها الملك في خطابه، مشددا على ضرورة أن تراعي برامج وخطط الأحزاب المغربية سواء في الأغلبية أو المعارضة أهمية رفع هذه الرهانات الثلاث.
من جهة أخرى، أشار الغالي إلى أن الملك أكد في هذا الخطاب أن الاختيارات التنموية التي يقوم بها المغرب غير معزولة عن سياق التحولات الدولية، مبرزا أن الدبلوماسية المغربية واعية بجسامة الرهانات وثقل المسؤولية في عالم متموج تحركه مصالح القوى الكبرى .