آخر ساعة

البوليساريو…عندما يصبح الفساد المالي قاعدة ثابتة

لا تزال قصص وحكايات الفساد المالي التي تنخر قيادة جبهة البوليساريو تثير الكثير من الجدل والاستنكار داخل مخيمات تندوف، والتي ازدادت وتيرتها بعد تولي إبراهيم غالي القيادة، وفي الوقت الذي تراجعت قيمة المساعدات الدولية وتراجع العديد من الدول عن الاعتراف بالجمهورية الوهمية إلى درجة أن أصواتا كثيرة أصبحت تتعالى داخل المخيمات منددة بهذا الفساد الذي انخرطت فيه القيادة الجديدة، وهي القيادة التي راكمت ثروات كبيرة وأرصدة بنكية سرية بالخارج على حساب معاناة صحراويي المخيمات، وتأتي انتفاضات شباب التغيير والمنشقين عن القيادة الرافضين للقيادي الجديد في إطار التعبير عن انسداد الأفق، واستشراء مظاهر الزبونية والقبلية والفساد المالي.
وحسب بعض المتتبعين لملف البوليساريو، فإن ما يحدث بإدارات البوليساريو يؤكد أن التسيب والفساد أصبح قاعدة ثابتة وعملة رائجة، ويتعلق الأمر بعملية سطو منظمة انخرط فيها تجار وعاملون بالمخيمات، حيث أقدمت هذه المجموعة على توقيع عقود مع مؤسسة خاصة جزائرية على أساس استيراد  مستلزمات واحتياجات ما يسمى بوزارة الدفاع من مكيفات هوائية وثلاجات، في صفقة بلغت قيمتها 2 مليار دينار جزائري، هذه العملية تمت بعلم وتسهيل موظفين ضالعين في الفساد حسب ذات المصادر، وبعد وصول الدفعة الأولى من الصفقة إلى المخيمات على أن يستلم الممولون قيمتها في أجل أسبوعين بعد تسديد المبلغ من جهات أجنبية داعمة، قامت العصابة ببيعها في الأسواق ولاذ بعض أفرادها بالفرار. وتضيف المصادر نفسها أن قيادة البوليساريو تتعامل مع مثل هذه الجرائم بسياسة الإفلات من العقاب إذ تغض الطرف عن المجرمين وتوفر لهم الحماية كما حصل مؤخرا مع أباطرة المخدرات والمحروقات.

وفي هذا الإطار وصف منشقون عن الجبهة القائمين على النظام العسكري بـالدكتاتوريين والفاسدين، مؤكدين أن قياديي الجبهة أصبحوا من كبار أباطرة المخدرات، مستغلين الجنود التابعين لهم والمغلوبين على أمرهم لذات الغرض، ما حوَّل أغلب الجنود إلى قطاع طرق، نظرا إلى هزالة الرواتب والمعاشات المدفوعة إليهم، والبعض الآخر سخر للترهيب من أجل الانخراط في مشاريع إجرامية.

 

وأنتجت هذه الوضعية العديد من الرافضين والمنشقين الذين يدعون إلى رحيل قيادة البوليساريو، محذرين من التمادي في الاستهتار بالمحتجزين، دون تحقيق ما يصبون إليه ، حيث يعيشون حياة البدو القاسية، وتزداد معاناتهم يوميا مطالبين بتحسين أوضاع سكان المخيمات،  كما تزداد الاتهامات بالفساد الموجهة لجبـهة البوليســاريو. ويرفض غالبية صحراوي المخيمات أطروحاتها الانفصالية، حيث يعتبرون عقلية مؤسسيها عقلية تحكم قديمة ورجعية لا تتماشى مع السياق الدولي الحالي.

من جهة أخرى يرى بعض المراقبين أن الجزائر تعمل جاهدة لإثبات وإرساء قيادة إبراهيم غالي الموالي لها في ظروف تنبأ بتشتت الجبهة أمام توالي الهزائم التي يعرفها هدا الكيان المزعوم الذي تدل كل الارهاصات على قرب نهايته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *