آخر ساعة

لماذا تصر البوليساريو على الجري وراء السراب؟

اعتقدت الجزائر واهمة أنها سجلت إصابة في مرمى المغرب، وذلك بتأييدها لوصف بان كي مون الصحراء المغربية بالمحتلة، وأن المغرب أصبح معزولا أمام المجموعة الدولية بسبب موقفه من الزيارة الأخيرة للأمين الأممي…إلا أن أحلام اليقظة التي راودت من جديد عسكر الجزائر تبددت، وذلك بعد أن انفتح المغرب على جل دول العالم من اجل بسط حضوره قصد الارتقاء بالمملكة على جميع الأصعدة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وذلك بفضل المجهودات الجبارة وسياسة الانفتاح التي نهجها عاهل المملكة محمد السادس .
إن غلق المغرب الباب أمام بان كي مون ، شكل في الحقيقة قوة وجرأة مغربية لا تتمتع بها الجزائر، فالمغرب إن فعل ذلك فهو يعلم أن ظهره محمي وقوي، أما جارته فقد صفعت من طرف مساندها الأممي ولم تعد تقوى على النهوض مرة أخرى، فالصحراء مغربية وتقارير بان كي مون ستنتهي أوراقها في أرشيف نيويورك إلى أن تندثر.

ومما اثار اندهاش وتوعك القوى الظلامية هو تهديد الرجل القوي و مهندس سياسات البيت الأصفر بالرابوني على عهد الراحل محمد عبد العزيز، وزير التجهيز و النقل “سيد أحمد البطل”، بنشر أسرار خطيرة تورط إبراهيم غالي، عبر وسائل الإعلام الاسبانية،  وكان “سيد أحمد” قد غادر المخيمات منذ عدة أيام و هو يتواجد حاليا بإحدى إقاماته بالديار الإسبانية، بسبب اشتداد الخلاف بينه و بين الرئيس الجديد، ومن المعلوم  أن “سيد أحمد البطل”، يعتبر العلبة السوداء لكل أسرار جبهة البوليساريو منذ تأسيسها.

وجعلت هذه التهديدات البوليساريو تصطدم بالحقيقة المرة التي لا تخدم أجندتها، مما دفع بالحليفة  الجزائر والدول القليلة المساندة لهذا الكيان الوهمي مؤخرا بإرسال مبعوثين جزائريين إلى اسبانيا لملاقاة “سيد أحمد البطل” و إرغامه على إنهاء هذا الصراع، ووضع حد لمعارضته للأمين العام الجديد للجبهة الهلامية نظرا لما تشكله هذه التهديدات من تكرس للفشل المحتوم والاندثار الوشيك.

 

وتوازيا مع هذا الفشل والوضع غير اللائق الذي تعيشه جل الاطراف الحاقدة على المغرب، بدأت الأمم المتحدة تعد اقتراحا رسميا، سيقدم إلى الأطراف المتنازعة وكذا الدول المجاورة لها، لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، من أجل تسوية نزاع الصحراء المصطنع ، كما ان المبعوث الاممي كريستوفر روس مستعد للتوجه الى المنطقة لمناقشة الاقتراح حول “إحياء عملية التفاوض بشان الصحراء المغربية”، والوصول إلى حل مقبول.

يبدو جليا أن الجزائر وربيبتها البوليساريو لن يفلحوا في بسط سيادتهم على الصحراء المغربية ولن يستطيعوا إفشال مسلسل التنمية في الأقاليم الصحراوية، فلقد عاش العالم بأسره الفصول الفاشلة لأربع جولات من المفاوضات التي أقيمت في مانهاست بضواحي نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي شهدت حضور ممثلين عن موريتانيا والجزائر باعتبارهما أطرافا غير مباشرة في النزاع،والتي لم تحرز أية نتيجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *