مجتمع

تيزنيت..أب يتخلى عن أطفاله الثلاثة بالشارع العام

بعد قضية الطفلين هشام و مروان تفجرت بمدينة تيزنيت أول أمس الأربعاء 7 شتنبر، قضية اجتماعية مثيرة، بعدما ترك والد أبناءه الثلاثة المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و11 سنة، أمام بوابة المحكمة الابتدائية بالمدينة احتجاجا منه على النيابة العامة لعدم إرغام زوجته على الرجوع لبيت الزوجية، الذي هجرته لعدة أسابيع تاركة الأطفال الثلاثة لديه.

ويحكي الشهود، أنه بمجرد أن ترك الأب الغاضب أطفاله، حتى ارتفع البكاء من الصغيرة هاجر (5 سنوات)، وهي تنادي “بابا”، بينما اكتفى الطفل الحسن (7 سنوات) والبنت البكر أميمة (11 سنة) بالبكاء في صمت، على موقف أبكى الكثير ممن عاينوا الواقعة الصادمة.

الوالد الذي يشتغل بقالا بإحدى الدواوير بجماعة أربعاء الساحل بإقليم تيزنيت، وقع له خلاف مع زوجته مند عدة أسابيع، مما جعل هذه الأخيرة تغادر بيت الزوجية في اتجاه بيت عائلتها، وتركت أطفالها رفقة والدهم، ومع توالي الأيام بدأ الأب يباشر عمله بالمنزل من طهي وغسل للملابس، وكانت الصغيرة “هاجر” تحتاجه في كل وقت وحين، مقابل اشتغاله بقالا، مما يضطره أحيانا إلى اصطحابها معه إلى “الحانوت”، واستمر الحال على هذا المنوال، حتى استسلم الزوج وتعب.

وحسب مصادر فإن الأب توجه إلى المحكمة الابتدائية بتيزنيت، من أجل اللقاء مع ممثل النيابة العامة الذى استقبله وحكى له الواقعة، فأخبره الوكيل بضرورة رفع دعوى قضائية بنفس المحكمة ضد زوجته التي غادرت عش الزوجية طبقا لمسطرة مدونة الأسرة، لكن الزوج لم يستسغ الوضع وطالب النيابة العامة بإجبار زوجته على الرجوع عوض اتباع المسطرة المعمول بها، ليغادر المحكمة وهو غاضب.

وفي صباح اليوم الموالي، كان الزوج على موعد بتنفيذ خطته الأخيرة التي خطرت بباله وهو يفكر في حل لازمته مع زوجته، بعد أن طالب من ابنته البكر جمع ملابس الطفلين الآخرين من أجل مغادرة المنزل، وهو ما تم بالفعل، حيت توجه الأب رفقة أطفاله إلى المدينة وهم لا يعرفون مقصدهم الحقيقي، وبعد ان ترجلوا من سيارة للنقل المزدوج نقلتهم في رحلتهم من جماعتهم القروية صوب المدينة، حمل الاب طفلته الصغرى وتبعه الآخران، وكانت الوجهة إلى مقر المحكمة الابتدائية بتيزنيت، حيت توقف الأب وأطفالهم أمام بوابتها، ليخاطبهم “اسمحوا لي يا أطفالي هنا انتهت رحلتنا ساترككم وأغادر في حال سبيلي”.. موقف حزين ومؤلم، بعد أن أدار الأب ظهره لفلذات كبده، مخترقا المارة في الشارع، بينما شرع الأطفال في البكاء.

هذا وعلم من بعض المصادر أن النيابة العامة، قد اودعت الأطفال أول أمس الأربعاء، بإحدى دور الطالب، فيما أمرت الضابطة القضائية بالاستماع إلى الأب في القضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *