متابعات | هام

بعد مرور 15 عاما…هل بات العالم أفضل بعد أحداث 11 سبتمبر ؟

مرت 15 عاما على  الحادث الإرهابي الذي هز الولايات المتحدة وغير العالم.

 لقد أسفرت الأحداث عن تدمير برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وسقوط 2973 ضحية، و24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.

ففي ذكرى أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، تبدو الإدارة الأمريكية مرتبكة بعض الشيء في مقارعة الإرهاب على الرغم من نجاحها في  محاربة عدد من عناصر تنظيم القاعدة في أفغانستان وتصفيتها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. غير أن ما يواجهه العالم اليوم أخطر مما كان عليه الوضع في العام 2001 إذ إن هناك خطر تنظيمات إرهابية متعددة منها “داعش” و”النصرة” و”الشباب” والقائمة تطول.

في ذكرى 11 سبتمبر، تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت 10 سبتمبر 2016 داعيا الأمريكيين إلى “البقاء متحدين في مواجهة الهجمات الإرهابية”. وقال في كلمته الأسبوعية التي بثتها مختلف وسائل الإعلام الأمريكية عشية الذكرى 15 لاعتداءات 11 سبتمبر: ” لا يمكننا الاستسلام لأفراد يريديون التفريق بيننا. لا يمكننا الرد بأساليب تؤدي إلى تفتت نسيج مجتمعنا. إذا بقينا مخلصين لتلك القيم فسنحمل إرث الذين فقدناهم وسنبقى أمة قوية وحرة”. ووصف الرئيس الأمريكي تلك الأحداث بـ”أحلك الأيام في تاريخ الأمريكيين”، مشيرا إلى أن الكثير من التغيرات حدثت منذ عام 2001 محذرا في الوقت نفسه من أن “الخطر الإرهابي تطور”. وقد أشار أوباما إلى اعتداءات بوسطن وسان برناردينو وأورلاندو في فلوريدا هذا العام. وأردف أوباما: “لذا في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها سنبقى على حزمنا في مواجهة الإرهابيين كتنظيمي القاعدة وداعش، وسنعمل على تدميرهم وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية وطننا”.

بالمقابل، رأت وسائل الإعلام الأمريكية أن الوضع الحالي في العالم بات أكثر مأساويا مما كان عليه قبيل أحداث 11/9.  فقد شعر العالم بالأمان عقب انتهاء الحرب الباردة لوهلة ولكن سرعان ما شاب هذا الشعور أحداث إرهابية دموية. فبالرغم من مرور 15 عاما على تلك الاحداث المأساوية، لا زالت استراتيجية واشنطن في مكافحة الإرهاب عقيمة إذ لا تزال الجماعات الإرهابية تنفذ أجنداتها وتطور من أسلحتها ووسائلها لترويع المدنيين في كل دول العالم.

لقد كشفت دراسة أعدتها شبكة “CNN” الإخبارية بالتعاون مع مؤسسة “ORC” أنه وبعد 15 عاماً على أحداث 11 سبتبمر 2001 أصبح الأمريكيون أًكثر قلقاً من استهدافهم واستهداف الولايات المتحدة حيث أظهر الاستطلاع أن 73% من المشاركين في الدراسة  يتوقعون حدوث أعمال إرهابية في الولايات المتحدة هذا العام.

كما نشر مركز “PEW” للدرسات والأبحاث الأمريكي أن 54% من العينة أفادت بأن الولايات المتحدة أقل أمناً مما كانت عليه قبيل هجمات 11/9 ما يعني أن عملية مكافحة الإرهاب انعكست على الدول التي حاربته في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن والصومال.

خطر الإرهاب وتهديدات الظواهري للولايات المتحدة

حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب تلك الهجمات إذ أعلنت واشنطن الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات إلى شن حرب على أفغانستان وإسقاط نظام حكم طالبان، وغزو العراق عام 2003. واليوم استغل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظاهري هذه الذكرى ناشراً مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للتنظيم مهددا الولايات المتحدة بتكرار “سيناريو أحداث 11 سبتمبر آلاف المرات”. وأضاف الظواهري: “رسالتنا إلى الأمريكيين واضحة كالشمس قاطعة كحد السيف، طالما استمرت جرائمكم، ستتكرر أحداث الحادي عشر من سبتمبر آلاف المرات”.
وقال: “إن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 جاءت نتيجة لجرائم الأمريكيين ضد المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق والشام ومالي والصومال واليمن والمغرب ومصر”.

وقال مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب “The National Counterterrorism Center” نيك راسموسين إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة قد طورت الوسائل التي تحمي بها نفسها من الهجمات المتطورة، “إلا أنها مازالت عرضة لعمليات مسلحة ينفذها متشددون محليون”. وأكد راسموسين “أن الكشف عن مشاريع اعتداءات لأنصار تنظيم داعش، والتي تتميز باستخدام تقنيات حديثة وأساليب تنظيمية لامركزية- أصبحت أكثر صعوبة للأجهزة الأمريكية لمكافحة الإرهاب”. وحذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI”  جيمس كومي من التهديدات التي ستسود العالم خلال السنوات الخمس القادمة كرد فعل على محاربة “داعش” حيث يمتلك التنظيم أعضاء ماهرين ولديهم قدرات كبيرة على التنكر والاختفاء وإخفاء أهدافهم القادمة مما يجعل الأمر بالغ الصعوبة على  الأجهزة الأمنية العالمية في تحديد هوية هؤلاء الإرهابيين.

وأشارت مجلة “The National Interest” الأمريكية إلى احتمالات فشل السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط في الوقت الراهن ومكافحة الإرهاب هناك، مؤكدة “أن السياسات والخطط الأمريكية المتعلقة بمكافحة تنظيم داعش في الموصل والرقة وحلب وسرت، تقدم لنا دليلاً دامغاً عن سبب ذلك”.

وأضافت المجلة: “إن الوضع في كل من الموصل والرقة وحلب وسرت يشير إلى العبث المحزن في السياسة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط. لقد منيت تلك السياسة بالفشل الذريع. كما أن هناك حاجة ملحة لتصحيح المسار. ومن غير المحتمل أن تقوم إدارة الرئيس باراك أوباما بإجراء أية تغييرات خلال الـ120 يوماً المتبقية من ولايته. ولكن من الواضح أن تكلفة مصالح واشنطن في الخارج والمخاطر الأمنية في الداخل، ستبقى هاجساً. والأمر الأكثر خطورة هو استمرار الوضع الراهن في تلك السياسة الأمريكية، التي أدمنت تطبيق القوة العسكرية المدمرة، والتي تعمل بشكل تلقائي ضد المصالح الأمريكية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *