انتخابات | هام

ساكنة زاكورة مترددة ومحرجة..و16 لائحة تتنافس على 3 مقاعد

انطلقت الحملات  الانتخابية بزاكورة، في مشهد  سياسي يطبعه  الصراع  الحاد بين اتجاهين، احدهما  تمثله لوبيات المنافع الداعمة  لمجموعة من الكائنات  الانتخابية  والمعتمدة في حملتها على العصبية القبلية وقوة المال والعلاقات الشخصية، واتجاه  يطمح الى تغيير الخارطة السياسية لزاكورة وتكريس الخيار الديموقراطي،  هذا التيار يجسده مجموعة من الشباب  الطموح و الحامل لمجموعة من المشاريع والبرامج السياسية الواقعية . ولتقريب هذه المعطيات  سوف نحاول  القيام بمسح  ميداني يتناول حظوظ  المترشحين والمترشحات  وكافة المستجدات  المحلية التي من شأنها  ان تقوي  حظوظهم  او تضعفها ،وكذلك رصد  رهاناتهم  وأوراق اللعب الحاسمة لديهم .

نسجل في البداية  أنه باستثناء أحزاب العدالة والتنمية واليسار الاشتراكي الموحد  والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية … لاوجود للمؤسسة الحزبية بمفهومها السياسي بزاكورة، كل ما في الامر ان هناك دكاكين انتخابية تفتح على راس كل مناسبة انتخابية، لذلك يصح القول أن الانتخابات  البرلمانية بزاكورة  يحكمها المال  أولا  والولاء الكبير للعصبية القبلية  ثانيا  والولاء للشخص المترشح ثالتا  على اعتبار أن الولاء للشخص  عنصر هام وينم عن اعتبارات  تتحكم  فيها الروابط  الضيقة التي تربط  المترشح  بمحيطه  القريب .فعنصر  العائلة المتجسد في  قرابتي  الدم  والمصاهرة وكدا عنصر القرب  والانسجام  والتعامل  المشترك  المستمر المتجلى في  عوامل  الصداقة والزمالة  والفئوية الضيقة والسمعة والتوافق  الفكري  والعمري  والجنسي،  كل هذه العوامل  يعتمد عليها  المترشح بزاكورة، على اعتبار ان  الناخب بهذه المنطقة  عادة ما ينفر من   صناع الغش الانتخابي  ومن الذين  يرتعون  في سوق  البهائم البشرية  في إشارة الى  تجار وسماسرة الانتخابات . ان استشراف حظوظ  الأحزاب ومرشحيها بزاكورة  في هذه الاستحقاقات  يتطلب منا  استحضار  وبحذر شديد  نتائج الانتخابات الجماعية   ل 4 شتنير الماضي  والتحالفات  التي اعقبتها  لتكوين  المجالس والمكاتب المسيرة ، نظرا لكون الاستحقاقات البرلمانية بهذا الإقليم  لها طابع استثنائي وخاص.

وسنركز في هذه المحاولة على المترشحين  المتنافسين بقوة على  المقاعد الثلاثة المخصصة لدائرة زاكورة :

  • مرشح حزب التقدم والاشتراكية :هند كنانة  زوجة البرلماني السابق عبد الغفور عنابة  ستدخل غمار هذه التجربة  بهذه المظلة السياسية  الجديدة بعد  مغادرتها لحزب البام . وقد عززت لائحتها  بأحد أبناء منطقة النقوب الورزازي  نواب رئيس جماعة النقوب واحد اعيان  تاكونيت . وستعتمد على إرث زوجها  عنابة  الدي عمل على طي صفحة المخلفات السياسية الماضية عن طريق  تدشين  مرحلة علاقة تصالح  مع خصومه السياسيين خاصة منهم  المحليين ، حيث ينتظر  الجميع بالإقليم  المفاجئة السياسية التي ستقدم عليها زوجته  في هذه الاستحقاقات  والتي لامحالة  ستكون  لها عدة رسائل  سياسية  قوية الى كل من  يهمه الامر، حيث يبدوا ان المترشحة  استطاعت  وبواسطة زوجها  تكوين  شبكة من العلاقات  مع شرائح اجتماعية  مختلفة بالإقليم أساسها تبادل الخدمات والمصالح  وهذا ما جعلها  تصنف حسب المتتبعين  من المترشحين  الاوفر حظا  للفوز بإحدى المقاعد الثلاثة. وستعتمد على دعم  أغلبية  قبائل أولاد يحيى العربية  والقبائل الامازيغية المنتمية  لأعضاء لائحتها ( النقوب وايت اسفول بتاكونيت ) وقبائل ضراوا والروحا  واخشاع  بكل من تنزولين وترناتة ومدينة زاكورة وجماعة الروحا .
  • مرشح حزب الاصالة والمعاصرة جواد الناصري . الوافد الجديد على البام والقادم اليه من الحركة الشعبية ،يبدوا أنه  لازال متأثرا بنكسة وجرح انتخابات شتنبر الاخيرة التي انتهت بتنحيته من على رأس بلدية زاكورة . فحسب جل المتتبعين ان  دخول هذا المرشح غمار هذه الاستحقاقات  مغامرة  محفوفة بكل المخاطر حسب هؤلاء  فهي  اخر فرصة لاسترجاع  مجده الانتخابي  .فقد راهن منذ البداية على   لوبيات  المال  بكل من مراكش والدارلبيضاء  خصوصا  تلك التي لها  نقود وتأثير على  قبائل وادي درعة و التي اثمرت مند البداية  على  استمالة  العناصر الموالية  لاوعلال بتازارين  بعد تمردها  على  احماد ايت باها  مرشح  الاحرار بزاكورة. وكذلك  دفع  قبيلة مسوفة بمدينة زاكورة  الى عقد ” صلح”  من اجل انهاء الخلاف  او بالأحرى الصراع بين   الاعيان  المنتمين لحزب الاستقلال و نظرائهم بحزب البام  بهدف  توجيه القبيلة الى التصويت لصالح مرشح الاصالة والمعاصرة  جواد الناصري الا ان الصلح  المنشود  لم يتحقق الا وهو تحقيق اجماع القبيلة في التصويت على مرشح البام .؟؟    ومن القضايا التي   سيركز عليها  هذا المرشح    أخطاء خصومه كما سيراهن على جمع شتات الكتلة الناخبة بمدينة زاكورة  خصوصا تلك التي ظلت وفية له  بأحياء اسرير والمهدية وامزرو،وعلى دعم قبائل  المو وافرط بتاغبالت . الا ان المتتبعين  يرون أن  حملته ستتاثر سلبا  بمشورته التي  لم تتجدد منذ  سنوات و بمشروعه السياحي بالمدينة والذ سيشكل مادة دسمة بالنسبة لكافة المترشحين في حملاتهم الانتخابية. لذلك  يبقى فوز جواد الناصري بأحد المقاعد  رهين بانضباط  قبائل تازرين  ومسوفة  وقوة ضغط اللوبي المالي المساند له ؟؟.
  • مرشح حزب الاستقلال :عميري ميمون . ابان مند فوزه في انتخابات 2007 عن حضور  لافت في جلسات البرلمان  بطرحه للعديد من الأسئلة حول هموم ساكنة الإقليم  كما ظل قريبا من هموم و معاناة  المواطنين  مهما كانت طبيعتها وحجمها . ويبدوا ان حضوره وازن في قبائل  مسقط راسه  وافلاندرا وتازارين وزاكورة . رغم اتهامه بتأجيج بعض الصراعات الاثنية  والتدخل في القضايا المعروضة على القضاء يبقى من المتنافسين الأقوياء  للفوز بأحد المقاعد الثلاتة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *