آخر ساعة

أبحاث استراتيجية: الروابط بين البوليساريو و“القاعدة في المغرب الإسلامي” متنوعة

أكدت العديد من الأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن العلاقة بين جبهة البوليساريو وتطور الإرهاب في منطقة الساحل، تزداد رسوخا، وأن الحركة الانفصالية تغذي نشاط المنظمات الإرهابية والإجرامية العابرة للقارات في منطقة الساحل والصحراء ، خاصة منها عمليات تهريب المخدرات والأسلحة التي شهدت تطورا  منذ بضع سنوات، وأضحت، بالنسبة لعدد من شباب مخيمات تندوف، بمثابة الأفق المستقبلي الوحيد القابل للتحقق، في مواجهة الإحباط الناجم عن انسداد الآفاق السياسية المتاحة من لدن قيادة البوليساريو كما أن تنوع المسارات، التي تؤدي إلى هذا المنحى الإرهابي، دليل آخر على المستوى المتقدم من التفكك، الذي تعرفه جبهة بوليساريو، لأزيد من 40 سنة وأن تعقد الرهانات الأمنية بالمنطقة قد أصبح عويصا ومن الصعب التمييز بين الإرهابيين والمهربين.

 

       لقد لوحظ أن تنظيمالقاعدة في بلاد المغرب الإسلاميأولى اهتماما متزايدا لجبهة البوليساريو، التي أصبحت أحد الروافد الرئيسية للاستقطاب بالنسبة لهذه المنظمة الإرهابية التي تستهوي الشباب الصحراوي اليائس داخل المخيمات بإيديولوجية تنظيمها كونها خبيرة في مجال انتقاء الأشخاص المعرضين للهشاشة الفكرية والعقائدية وحيث تشكل مخيمات تندوف منجم ذهب بالنسبة لمستقطبي عناصر المجموعات الارهابية و الاجرامية مما يشكل خطرا كبيرا على المنطقة، لأن بإمكانها التأثير على بعض الشباب الصحراوي التائه وخلق بؤرة توثر دموية في المنطقة.

 

        إن الجمود وغياب آفاق التسوية عمقا إلى حد كبير هشاشة جبهة البوليساريو، وطعنا في شرعية قيادة هذه الحركة الانفصاليةن لأن هاته الجبهة عانت دوليا، نتيجة تعنتها وعدم قدرتها على التفاوض، وكذا نتيجة تطور السياق الجيوسياسي، لأن عددا كبيرا من الدول الذي كان يعترف ويساعد الجمهورية الهلامية سابقا، ما فتئ يتراجع  إضافة إلى أن دعم العديد من الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، لمقترح الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب، والذي تصفه بالجدي وذي المصداقية، أضعف البوليساريو على الساحة الدبلوماسية الدولية.

     العديد من الأبحاث الإستراتيجية تؤكد تنوع الروابط بين البوليساريو وتنظيمالقاعدة في المغرب الإسلامي، بحيث  أن أعضاء نشيطين من الحركة لا يكلون عن البحث عن عائدات إضافية، على غرار كل المرتزقة، الذين يسعون إلى تصريف تجربتهم السابقة داخل الهياكل العسكرية للحركة الانفصالية الصحراوية قصد الانخراط في الإرهاب، بعد ممارستهم مختلف أشكال التهريب وان التواطؤ بين الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات.

 

     العديد من الأعضاء السابقين أو الحاليين للحركة الانفصالية ، ساهموا في نموصناعة هجينة للاختطاف، التي تمول، بفضل دفع الفدية، للإرهابيين والناشطين في تنظيمالقاعدة في المغرب الإسلاميفي كل أرجاء منطقة الصحراء والساحل.
إن عزلة وتعنت وانحرافات قيادة البوليساريو مقرونة بفشل سياستها ساهمت، أيضا، في فقدانها الشرعية بالنسبة للسكان مما أدى إلى بروز تيارات معارضة، تطعن في شرعيتها، وتندد بطبيعتها غير الديمقراطية
علاوة على ذلك، فالجبهة متورطة، منذ سنوات عديدة في  اختلاس المساعدات الإنسانية، المالية والمادية، التي تمنحها منظمات غير حكومية وهيئات دولية حيت أن هذا التوجه استفحل جراء مسلسل تفكك الحركة، الذي تسارعت وتيرته في السنوات الأخيرة ، مما أدى إلى تنامي الجريمة بحيث أصبحت المنطقة بؤرة سوداء لإنتاج  وعبور كل أنواع المخدرات، خصوصا الصلبة منها إلى أوروبا، قادمة من أميركا اللاتينية.


ان الإفلاس الأخلاقي والاقتصادي للبوليساريو، على حد سواء، وهو ليس بالأمر بالجديد، بل تفاقم جراء وقف إطلاق النار مند سنة1991 ونهاية الحرب الباردة، مما مكن عددا كبيرا من الصحراويين من إدراك عدم جدوى الكفاح من أجل استقلال وهمي وفكوا ارتباطهم مع الحركة، مفضلين العودة إلى المغرب، في حين ان جبهة البوليساريو لا تريد ان تغير مواقفها وتتقوقع حول السراب وحلم اليقظة الذي لن تحققه بتاتا في الوقت الذي شهد موقف المغرب تطورا ملحوظا مما أدى إلى رغبة الآلاف من المحتجزين الهروب من مخيمات تندوف والالتحاق بوطنهم الام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *