آخر ساعة

الملك محمد السادس يكسر آخر قلاع البوليساريو في افريقيا

مما لاشك فيه أن البوليساريو وحاضنته الجزائر يعيشان هذه الأيام إحباطا و غيضا عميقين بعد الاستقبال الأكثر من رائع الذي خصص للملك محمد السادس في دول شرق أفريقيا رواندا وتنزانيا ومؤخرا بإثيوبيا وهي من أقدم قلاع البوليساريو في المنطقة، والتي توجه إليها حاملا معه الإرادة القوية والدبلوماسية القوية لتدمير قلاع البوليساريو في إطار تكتيك ذكي لتحقيق هدف استراتيجي مهم وهو طرد البوليساريو من منظمة الاتحاد الإفريقي عاجلا أو آجلا وعودة المغرب لمكانه الطبيعي بين إخوانه الأفارقة.

 

      ولعل زيارة العاهل المغربي لهذه الدول ستحطم الأساطير والاكاذيب التي زرعها البوليساريو بملايير البترودولارات الجزائرية في أحشاء إفريقيا والتي لم تنفعها في شئ بل كانت عبئا و وبالا على القارة وعمقت تخلفها ، ولم ينتفع منها إلا بعض الحكام الانقلابيين المستبدين الجاثمين على صدور الشعوب الإفريقية لمدة طويلة.

 

 المغرب يتطلع الى تحطيم تلك الأكاذيب في شرق إفريقيا بسياسته الواقعية وعلاقاته الاقتصادية المبنية على التشارك وفلسفة رابح رابح وهي عكس السياسة الجزائرية المبنية على المؤامرات والدسائس وشراء الذمم في كواليس الأمم المتحدة من أجل نصرة الباطل وإهدار أموال الشعب الجزائري والدفاع عن أطروحة البوليساريو الانفصالية والتي ترسم الخطط في دهاليز دائرة الاستعلام والأمن في جهاز الأمن العسكري الجزائري .

 

      خرج ملك المغرب قاصدا دول رواندا وتانزانيا وإثيوبيا بمعية ثلة من رجال الأعمال و خبراء الاقتصاد المغاربة الذين اعترف لهم العدو قبل الصديق بأن لهم خبرة ودراية بإدارة الملفات الاقتصادية ، اكتسب المغرب ثقة الأفارقة بفضل تعليمات عاهله وإنسانيته ونبل أخلاقه وهدوئه ورصانته بالإضافة إلى الوفد الاقتصادي والسياسي الذي يرافقه، كل هذا بدأ يحطم قلاع البوليساريو في شرق إفريقيا، قلاع مبنية برمال الأكاذيب واستبداد المال السائب للشعب الجزائري المقهور والمغبون، و أكاذيب وخرافة البوليساريو دو المشروع المبني على الباطل وعلى الخرافة والأكاذيب.

 

الدول الثلاثة التي قصدها ملك المغرب تعتمد على العنصر البشري النشيط الذي يخلق الثروة من الفلاحة وتربية المواشي والتجارة وبعض الصناعات التحويلية بالإضافة إلى السياحة وكل الأنشطة التي تدر المال بالسواعد وعرق الجبين والخبرات البشرية و الكفاءات التي يكون الإنسان محورها الأساس، وهي تقريبا القطاعات التي يعتمد عليها المغرب في اقتصاده.

      ولعل اكبر شاهد على نجاح زيارة العاهل المغربي الى البلدان الثلاثة ما أكده وزير الشؤون الخارجية التنزاني أوغستين ماهيغا أن بلاده “تدعم” عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، معتبرا أن بلده وإفريقيا برمتها ستستفيد من عودة المملكة اعتبارا للتجربة والخبرة التي راكمتها في عدة مجالات.

كما عبر وزير الشؤون الخارجية التنزاني عن أمله في استفادة بلده من الخبرة التي راكمها المغرب في المجال المالي وقطاعي التجارة والاستثمار، مؤكدا أن الأمر يتعلق هنا برهانات هامة للغاية ليس فقط لتنزانيا لكن أيضا بالنسبة لإفريقيا برمتها، وذلك في سياق إنجاز أهداف الألفية للتنمية وأجندة إفريقيا 2063، حيث ستشكل الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المضمار أمرا حيويا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *