اقتصاد | متابعات

الماء موضوع نقاشات جادة ب”كوب22″

شدد وزراء ومسؤولون دوليون متخصصون في موضوع الماء، اليوم الأربعاء بمراكش، على أهمية وضرورة أن تكون إشكالية ندرة المياه في قلب النقاشات التي تعالج التغيرات المناخية.

ودعا متدخلون، خلال ندوة نظمت بباب إغلي الذي يحتضن أشغال مؤتمر كوب 22 المنعقد من 7 إلى 18 نونبر بمراكش، إلى وضع برامج والقيام بمبادرات من أجل الحفاظ على الموارد المائية، وخاصة بالبلدان التي تعاني من الجفاف وندرة الموارد المائية.

وفي هذا السياق، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء وبطلة المناخ على أعلى مستوى، حكيمة الحيطي، أن التغيرات المناخية والجفاف يهددان حق عدد من البلدان في العالم، وخاصة أفريقيا، في الحصول على الماء الصالح للشرب، مضيفة أن الماء يعد مسألة عدالة مناخية في قلب التنمية.

وقالت إن الوقت حان لمناقشة هذه الإشكالية العالمية والحيوية بشك مستعجل وعلى أعلى مستوى، مبرزة أن الرئاسة المغربية لكوب22 عملت على إيلاء القضية الاهتمام الذي تستحقه طيلة يوم مخصص للماء في إطار الأجندة الشاملة المخصصة للعمل.

من جهتها، أشارت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، السيد شرفات أفيلال، إلى أن الماء يشكل مفتاحا للتنمية البشرية والصحة العامة ويرهن الولوج إلى الطاقة والأمن الغذائي ويحفز ولوج الأطفال إلى التعليم.

وبعد أن ذكرت بالبرامج والمبادرات التي تم إطلاقها للتحسيس بأهمية الماء، أبرزت أفيلال أن الولوج إلى الماء حق مجتمعي مشترك، بل حاجة ماسة لتحقيق التنمية المستدامة وخاصة في إفريقيا.

وأضافت الوزيرة المنتدبة أن القارة الإفريقية، حيث يوجد 330 مليون مواطن بدون ماء، تعاني بشدة من انعكاسات التغيرات المناخية، مذكرة، في هذا الصدد، بإطلاق مبادرة “ووتر إن إفريقيا” (الماء في إفريقيا) التي تروم دق ناقوس الخطر لمواصلة تحقيق التنمية البشرية في إفريقيا.

من جهته، أكد رئيس المجلس العالمي للماء أن هذا اليوم، الأول من نوعه في تاريخ دورات مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب) الذي يخصص بالكامل لقضية الماء، يكتسي أهمية بالغة، ذلك أنه في 1997، بعد سنة من إنشاء المجلس، احتضنت مراكش المؤتمر العالمي للماء.

وأبرز أن الطاقة والصحة والأمن الغذائي والتمدن والتصنيع والدمقرطة كلها قضايا مرتبطة بشكل غير مباشر أو مباشر مرتبطة بالماء، مشيرا إلى أن الماء يشكل الخيط الناظم بين كل جميع أهداف التنمية البشرية السبعة عشر.

واعتبر رئيس الشبكة الدولية من أجل منظمات الأحواض، روبرتو رميريث دي لا بارا، أ، مسألة الماء تم تجاهلها لوقت طويل في مناقشات التغيرات المناخية، معربا عن سعادته بالاعتراف أخيرا بإشكالية الماء في الأجندة العامة للعمل كعنصر مكون للتنمية البشرية والمركزية من أجل الـتأقلم وتخفيف حدة التغيرات المناخية.

وتم الكشف بهذه المناسبة عن “كتاب أزرق حول الماء والمناخ” يتضمن توصيات حول الماء.

وتدعو هذه التوصيات خصوصا إلى الاعتراف بالماء كأول متأثر بالتغيرات المناخية ووضع الماء في قلب المفاوضات حول التغيرات المناخية وتبني أجندة عمل من أجل الماء وتحسين الولوج إلى التمويلات.

ويتعلق الأمر كذلك بخلق ميكانيزمات لمتابعة الإلتزامات في مجال الماء و التغير المناخي وتفعيل مبادئ الحكامة الجيدة و التدبير المندمج للماء وتحسين وتبادل المعارف حول الماء والاختلالات المناخية وتقوية التعاون ومساعدة البلدان في طريق النمو.

وتم تأليف هذا الكتاب بشكل مشترك من طرف الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء والوزارة الفرنسية للبيئة والطاقة والبحر والمجلس العالمي للماء، بتعاون مع البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية والشراكة الفرنسية من أجل الماء والشبكة الدولية لمنظمات الأحواض.

وتناقش قمة كوب22، التي تنعقد بمراكش من 7 إلى غاية 18 نونبر الجاري، قضايا متعددة تتعلق بالفلاحة والأمن الغذائي والمستوطنات البشرية والطاقات والغابات والصناعة والاعمال والمحيطات والنقل والماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *