عدد كبير من النساء نجحن على مر التاريخ في تحقيق سبق أن يكن الأوائل في مجالات مختلفة.
خمس نساء حملن لقب الأوليات بإنجازاتهن في مجالات مختلفة دخلن وأدخلن بها المغرب التاريخ من أوسع أبوابه.
الفهرية.. تونسية مغربية تبني أول جامعة
لا يمكن الحديث عن نساء دخلن تاريخ المغرب أو أدخلن المغرب التاريخ، دون ذكر فاطمة الفهرية، تونسية تخلد ذكرها في تاريخ المغرب وتونس على حد سواء.
فاطمة الفهرية، التي كانت تلقب بـ”أم البنين”، ولدت في تونس منتمية إلى عائلة عريقة، وانتقلت للعيش في المغرب وتحديدا في مدينة فاس رفقة أسرتها في سن صغيرة.
قررت فاطمة الفهري، والتي كانت صاحبة ثروة كبيرة نذرتها في خدمة أعمال الخير، بناء جامع، وكذلك كان، وأصبح هذا الجامع بمثابة جامعة لتدريس مختلف العلوم ذاع صيتها في أرجاء العالم العربي والإسلامي.
جامعة القرويين تعد اليوم أقدم جامعة في العالم.
ثريا الشاوي.. الربانة الصغيرة
تعتبر ثريا الشاوي، التي رأت النور في أواخر ثلاثينات القرن الماضي بمدينة فاس، أول ربانة مغربية وعربية.
ولعها بالطيران راودها منذ سن صغيرة، وحصلت على شهادة الطيران قبل أن تبلغ العشرين من العمر.
ذاع صيتها في أنحاء العالم وكانت حداثة سنها تثير انبهار من يسمع عن قدراتها في الطيران.
لم تكتمل فرحة المغاربة بالشاوي، فقد تعرضت للاغتيال وغادرت الحياة قبل أن تكمل عقدها الثاني، وشارك في جنازتها الآلاف من المغاربة الذين كانوا يفتخرون بإنجازاتها التي أبهرت العالم.
نوال المتوكل.. البطلة الأولمبية
تعتبر نوال المتوكل أول عربية وأفريقية تحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.
رأت المتوكل النور في بداية ستينات القرن الماضي بمدينة الدار البيضاء، واكتشفت مواهبها الرياضية في سن صغيرة.
شاركت المتوكل عام 1984 في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلس بالولايات المتحدة الأميركية، وانتزعت ميدالية ذهبية بعد تصدرها سباق 400 متر حواجز.
شغلت المتوكل عددا من المناصب الرياضية والسياسية، من بينها منصب وزيرة الشباب والرياضة بالمغرب، ومنصب نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية.
مريم شديد.. فلكية بالقطب الجنوبي
من مواليد أواخر ستينات القرن الماضي بمدينة الدار البيضاء. مريم، الشابة المتفوقة وصاحبة المسار الدراسي المتميز اختارت في بداية تسعينات القرن الماضي التوجه نحو فرنسا لمتابعة مشوارها في التحصيل العلمي.
دراستها ستتوج بحصولها على الدكتوراه في الفلك، لتلتحق بعدها بالمركز الوطني للأبحاث العلمية الفرنسية مهندسة.
أصبحت عام 2005 أول عالمة فلك مغربية وعربية تصل القطب الجنوبي وذلك بعدما انضمت إلى فريق يشتغل على مشروع تنمية مستقبل القطب الجنوبي الذي نظم تلك الرحلة.
نجاة بلقاسم.. من بني شيكر إلى الوزارة
رأت نجاة بلقاسم النور أواخر سبعينات القرن الماضي في منطقة بني شيكر شرق المغرب، وانتقلت للعيش في فرنسا رفقة عائلتها في سن صغيرة.
انخرطت بلقاسم في العمل السياسي وشغلت عددا من المناصب، وفي العام 2012، عقب فوز فرانسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، عينت وزيرة لحقوق المرأة وناطقة رسمية باسم الحكومة الفرنسية.
سنتين بعد ذلك تم توسيع مجال اختصاصها وأصبحت وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والرياضة والشباب، وبعدها بأشهر قليلة عينت وزيرة للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث لتصبح أول امرأة تعين على رأس هذه الوزارة في فرنسا.