مجتمع

من هي “السيدة الحرة” التي كسرت الصورة النمطية عن النساء ووصلت إلى الحكم؟

إذا كانت النساء في مغرب القرن الواحد والعشرين مازلن يطالبن بالحق في المساواة والمناصفة وتكافؤ الفرص والحق في الوصول إلى مراكز القرار، فإن امرأة مغربية تمكنت قبل قرون من كسر الصورة النمطية عن النساء عندما وصلت إلى الحكم.

إليكم معلومات عن السيدة الحرة، حاكمة تطوان، واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ المغرب:

ابنة أمير

ولدت السيدة الحرة بين عامي 1492 و1493 ميلادية، وهي ابنة أمير شفشاون، علي ابن راشد.

تلقت تعليمها على يد أهم العلماء، وكانت تتميز بالذكاء، وفي هذا الإطار يشير مقال في مجلة “دعوة الحق” الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، إلى ما يقوله “صاحب كتاب: أسرة بني راشد بشمال المغرب” بهذا الخصوص “تروي لنا الأخبار سواء البرتغالية أو الإسبانية أن هذه السيدة النبيلة كانت تتوفر على ذكاء نادر، وأخلاق سامية هيأتها لتأخذ بيدها السلطة، وذلك بسبب التعليم الذي تلقته من أشهر العلماء ورجال الدين في عصرها”.

إسم أم لقب

اشتهرت بـ”السيدة الحرة” و”الست الحرة”، وقد اختلفت بعض المصادر حول ما إذا كان هذا اسمها أو لقبها.

وهنا يشير مقال على موقع “إذاعة تطوان” إلى أنه “في نظر بعض المؤرخين المغاربة من قبيل محمد داود وابن عزوز حكيم ربما كانت تدعى عائشة” وأن “نعت الحرة كان مجرد لقب”، مضيفا أن السيدة الحرة “كانت تعني المرأة النبيلة، السيدة الأرستقراطية” وأنه “لقب كانت تحمله الملكات والسيدات المتميزات في بلاد المسلمين”.

أما في مقال “دعوة الحق” الذي يشير بدوره إلى الخلاف حول ما إذا كان “الحرة” اسما أو لقبا لحاكمة تطوان، فنجد إشارة إلى ما ذكره الأستاذ محمد داود في تاريخ تطوان من “أنها لقبت بالحرة تمييزا لها عن الإماء، لأن الناس في ذلك العصر كانوا يكثرون من التسري بالجواري”.

كما يورد المقال أن الأستاذ الباحث عبد الوهاب بن منصور يرى أن “اسمها الحقيقي هو (الحرة) لا عائشة ويؤكد أن الحرة ليس لقبا ولا صفة لها بل هو اسمها الشخصي” ويشير المصدر نفسه إلى أن بن منصور “اعتمد في ذلك على ما ورد مثبتا في عقد زواجها من السلطان أحمد الوطاسي”.

زواجها بالقائد المنظري

حسب عدة مصادر فإن زواج السيدة الحرة من القائد المنظري تم حوالي عام 1510 ميلادية، ما يعني أن سنها لم يكن يتجاوز الثامنة عشرة.

وتشير بعض المصادر إلى أن الزواج بين السيدة الحرة والقائد المنظري، كان بمثابة “تحالف” بين إمارة شفشاون وإمارة تطوان من أجل مواجهة الاحتلال البرتغالي آنذاك.

وقد تمكنت من فرض نفسها وبفضل ذكائها ورجاحة عقلها كان زوجها يستشيرها ويتركها تنوب عنه في غيابه، إلى أن توفي.

زواجها بالسلطان الوطاسي

بعد وفاة القائد المنظري تزوجت السيدة الحرة، بالسلطان أحمد الوطاسي. وقد انتقل السلطان أحمد الوطاسي من مدينة فاس إلى تطوان حيث تم الزواج، وتشير بعض المصادر إلى أن علاقة السلطان الوطاسي بعائلة السيدة الحرة كانت علاقة قديمة توطدت بصلات عائلية، إذ أن أخت السلطان أحمد الوطاسي كانت زوجة أخ السيدة الحرة.

وعن فترة حكمها لتطوان تشير المصادر إلى أنها استمرت لأزيد من ثلاثين عاما مع الأخذ بعين الاعتبار مشاركتها في الحكم في حياة زوجها الأول القائد المنظري.

نهاية حكمها

في الوقت الذي كان حكم الوطاسيين يواجه مشكلة الاستمرار مع ظهور السعديين، كان أفراد من عائلة المنظري (الزوج الأول للسيدة الحرة) يسعون إلى استعادة حكم تطوان.

وهكذا تشير مصادر إلى أنه في أواخر عام 1542 توجه محمد الحسن المنظري إلى تطوان وأعلن نفسه حاكما على المدينة بحيث تم الانقلاب على السيدة الحرة التي عادت إلى شفشاون وهناك عاشت قرب أخيها الأمير محمد إلى أن وافتها المنية ودفنت هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *