ثقافة وفن

مساجد الألفية..”القرويين” أقدم جامعة في التاريخ و”الأقصى” أُعيد بناؤه

يعرف الجميع أن مسجد قباء والمسجد النبوي من أوائل المساجد، التي تم بناؤها في بداية عهد النبوة، والتي ما زالت قائمة حتى الآن، ولكن هناك مساجد يطلق عليها اسم المساجد العتيقة أو الألفية، وذلك لأنه مر عليها أكثر من ألف عام، هذا إلى جانب أنها شيدت بعد وفاة النبي محمد.

في بعض الدول العربية، هناك جامع قديم يمتاز بالأصالة، وذلك لدوره العلمي في خدمة المسلمين، حيث كانت هذه المساجد منارات للعلم، التي رصدها الدكتور حسين مؤنس في كتابه المساجد.

هنا نستعرض قائمة بتلك المساجد العتيقة في البلاد العربية.

مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط – مصر

يعود تاريخ بناء الجامع إلى عام 21هـ/642م، مما يعني أن عُمره أربعة عشر قرناً وثمانية عشر عاماً، شيَّده عمرو بن العاص بعد فتح مصر، وكان شديد البساطة، وكان طوله 25 متراً وعرضه 15 متراً، ومغطى بسعف النخل القائمة على أعمدة من جذوع النخل أيضاً.

وقد زادت مساحته عدة مرات على مرِّ الزمن حتى وصل إلى مساحة إلى 120 في 110 أمتار، هذا إلي جانب الإصلاحات والترميمات الكثيرة، والتي كان آخرها عام 1922، وفقاً لدكتورة سعاد ماهر، في كتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، الجزء 1/64.

جامع أحمد بن طولون بالقطائع – مصر

على طراز جامع سامراء، شيد أحمد بن طولون (220-270هـ) مؤسس الدولة الطولونية في مصر، جامعاً حمل اسمه في مدينة القطائع التي بناها، والتي لم يبق منها سوى الجامع، الذي شهد أكثر من عملية تجديد وإصلاح.

ويتكون من شكل مربع تقريباً، على مساحة 6 أفدنة ونصف الفدان، وله 21 باباً، أما المئذنة فتوجد في الزيادة الغربية، وتعتبر الوحيدة في مصر التي لها سلم خارجي، وهي مكونة من أربع طبقات؛ الأولى مربعة والثانية مستديرة والثالثة مثمنة، أما الرابعة فتعلوها طاقية تكون معها شكل مبخرة، حسبما أوردت سعاد ماهر في كتابها المذكور، الجزء 1/141.

الجامع الأزهر بالقاهرة – مصر

أول ما بدأ به جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، هو بناء الجامع، ما بين عامي 359-361هـ، ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا الجامع جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مصر، هذا إلى جانب أنه يعتبر جامعة لطلاب العلم من كافة دول العالم، بالإضافة إلى تفاعله من خلال علمائه مع الأحداث السياسية وتطورها عبر الزمن.

يمتاز الأزهر بأنه شهد تعليم المذهب الشيعي، ثم المذهب السني، مع زوال حكم الفاطميين على يد صلاح الدين، وقد تمت زيادة مساحة الجامع أكثر من مرة، فمساحته عند بنائه أول مرة لا تزيد عن نصف مساحته الحالية مع الملحقات.

مسجد قبة الصخرة بالقدس – فلسطين

أمر ببنائه الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، عام 69هـ/688م، بهدف تكريم وتخليد الصخرة، التي عرج منها الرسول إلى السماء، وقد شارك في بناء الجامع العارفون بفنون العمارة البيزنطية.

وهو عبارة عن قاعة سداسية الأضلاع، تتوسطها قبة مرتفعة، مزينة من الخارج بماء الذهب، ومن الداخل بنقوش بيزنطية بديعة، وأسفل منها الصخرة.

 

المسجد الأقصى – فلسطين

عندما ذهب عمر بن الخطاب إلى المكان المعروف بالحرم القدسي، أمر ببناء جامع فيه، وذلك عام 16هـ، وكان بسيط الهيئة، لذلك تعرَّض للهدم عام 130هـ، نتيجة الزلزال، ثم أعيد بناؤه مرة أخرى في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، عام 140هـ، وقد شهد الجامع تجديداً آخر في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر، عام 426 هـ/ 1035م.

 

مسجد عقبة بن نافع بالقيروان – تونس

يُعد أباً لكافة مساجد المغرب العربي، فقد بناه عقبة بن نافع عام 50هـ/670م، وفرغ منه عام 55هـ/675م، وكان مكوناً من بيت صلاة مسقوف، وصحن مكشوف، ولكن شهد عدة إصلاحات وزيادة في مساحته، كان آخرها عام 261هـ/875م.

ويمتاز ذلك الجامع بالمئذنة التي تشبه البرج، وتوجد في الجدار المقابل لجدار القبلة، وتتكون من ثلاثة طوابق كلها مربعة.

الجامع الكبير في سوسة – تونس

أمر ببناء الجامع أبو العباس عبدالله الأغلبي، عام 236هـ/851م، ويقوم على شبه جزيرة قرب باب البحر، ويمتاز بأنه لم يشهد أي تغيير منذ بنائه، وهو عبارة عن بناء مستطيل، طوله 57 متراً وعرضه 50 متراً.

ويتكون من صحن، وبيت للصلاة، ويوجد برجان مستديران يصل ارتفاعهما إلى مستوى سطح الجامع في ركني الجامع الشمالي والجنوبي.

المسجد الأموي بدمشق – سوريا

في عهد الوليد بن عبدالملك (705-715هـ)، تم بناء الجامع وزخرفته على مدار عشر سنوات، ويبلغ طوله نحو 157 متراً، وعرضه 97 متراً، وله أربعة أبواب، ثلاثة منها تفتح على الصحن، ويمتاز الجامع بوجود ثلاث قباب، للخزينة والوضوء والساعة، أيضاً له ثلاث مآذن.

وأوضح مؤنس في كتابه المذكور، أن الجامع احترق خمس مرات آخرها عام 1893م، ورغم ذلك جاءت كافة الترميمات المتتالية محافظة على تخطيطه المعماري.

جامع القرويين في فاس – المغرب

أقدم جامعة في التاريخ، وذلك لدورها العلمي والتثقيفي في المغرب العربي، وقد تم بناؤه في بداية عهد دولة الأدارسة، ولكن في عام 245 هـ/859م، شهد الجامع اهتماماً كبيراً من فاطمة الفهري، التي ورثت ثروة ضخمة عن والدها، حيث خصصت جزءاً كبيراً من مالها في تطوير الجامع، والصرف على طلبة العلم.

وقد شهد الجامع زيادةً في مساحته في عهد دولة المرابطين، بين عامي 528-539 هـ، وأكثر ما يميز الجامع منبره المصنوع من الأخشاب النبيلة كالصندل والآبنوس، وزخارفه مطعمة بالعاج، وجوانبه غنية بالزخارف الهندسية، والتوريقات النخلية.

جامع سامراء أو الملوية في سامراء – العراق

في عهد الخليفة العباسي، المعتصم بالله (833-842هـ)، أراد أن يبني مدينة لسكن الجنود الأتراك، على أن تمتاز بالجمال والأناقة، وضخامة ومتانة البناء، ولكن توفاه الله قبل أن ينهي ما بدأه.

وجاء من بعده ابنه المتوكل، ليشيد جامع سامراء ذا المئذنة الملتوية، وتتميز جدران الجامع بأنها تشبه أسوار الحصن، وهو عبارة عن بناء مستطيل 240 في 156 متراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *