ملفات

المغاربيون على رأس المقاتلين في صفوف داعش.. وهذا ترتيب المغاربة

تحولت ليبيا إلى إحدى الوجهات المفضلة للمقاتلين المغاربيين الداعمين للجماعات المتشددة.

تقرير جديد، صادر عن معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، رصد عدد المقاتلين الأجانب في ليبيا، منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وانتشار فوضى السلاح في البلاد.

التونسيون في الصدارة

التقرير، بوأ التونسيين صدارة المقاتلين الأجانب، إذ بلغ عددهم 1500 مقاتل بين عامي 2011 و2017، ليكونوا بذلك أكثر الجنسيات المشاركة في صفوف الجماعات المتشددة، خصوصا تنظيم “داعش”.

لكن في مقابل ذلك، يوجد فرق شاسع بين عدد المقاتلين القادمين من تونس وباقي الجنسيات.

فقد قدر التقرير، عدد المقاتلين المغاربة بما بين 50 و300 مقاتل، متبوعين بالجزائر بـ130 مقاتلا.

البارز في التقرير، هو تسجيله لغياب شبه تام للمقاتلين من الشرق الأوسط، في حين يقدر عدد المقاتلين المصريين في ليبيا بـ112 مقاتلا، ثم 100 مقاتل من السودان، إلى جانب العشرات من المقاتلين الذين جاؤوا من الدول الأخرى.

التقرير تحدث عن حالة المقاتلين التونسيين، موردا أنهم كانوا من أبرز المساهمين الأجانب في الجماعات المتشددة في كل من ليبيا وسورية.

كما اعتبر أن مسألة القرب الجغرافي بين تونس وليبيا لعب دورا في هذا الاستقطاب.

تراجع داعش بسورية

عامل القرب الجغرافي، لا يعتبره الباحث المغربي في الدراسات الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقي، بأنه أبرز العوامل، مستشهدا في ذلك بكون المقاتلين المغاربة تواجدوا بكثرة في الشرق الأوسط.

ويؤكد رفيقي، أن الهزائم المتتالية التي تلقاها داعش في سوريا والعراق، صعّبت من وصول المقاتلين، ما جعل ليبيا بحكم القرب الجغرافي “بؤرة التوتر الأقرب المتاحة بسبب الفوضى التي تعيشها وتواجد داعش فيها”، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الأرقام المسجلة والأحداث التي عرفتها المنطقة غيّرت الواقع.

ويضيف المتحدث ذاته أن حالة الفوضى في ليبيا وغياب السيطرة على أجهزة الدولة، فتح الباب لوجود هذه البؤر، في حين استبعد أن تنقل التنظيمات المتشددة أنشطتها نحو البلدان المغاربية المجاورة.

وجهة غير مفاجئة

يتفق الباحث في معهد “شاتهام هاوس”، محمد مصباح، مع رفيقي، في كون سورية كانت أكثر النقاط جذبا للمقاتلين، لكن بعد تركيز الضربات على تنظيم داعش، والضغط الأمني على الطرق التقليدية للسفر عبر المطارات، دفع المقاتلين إلى الطرق السرية عبر الحدود، للذهاب إلى ليبيا.

ويشير مصباح، إلى أن هذا الأمر ليس مفاجئا، خصوصا وأن عددا منهم يذهبون على أساس أنهم يرغبون في العبور إلى أوروبا، بعدما أصبحت ليبيا إحدى أبرز نقاط الهجرة السرية، “وبعض الباحثين أشاروا إلى أن الجماعات المتشددة كجبهة النصرة كانت في مرحلة معينة تنشط في هذا المجال”.

وعن طبيعة المقاتلين المتواجدين في ليبيا، يؤكد الباحث أن المقاتلين المغاربة على سبيل المثال غير معروفين وليسوا على مستوى القيادة.

وضع مؤقت

يعلق الخبير التونسي في شؤون الجماعات الإسلامية، علية العلاني، على مدى صحة التقارير التي تتحدث عن أعداد المقاتلين الأجانب في البؤر الساخنة، بالقول إن “هذه الأرقام مجرد أرقام أولية، ولا يمكن الحديث على أن هناك أول وثاني وثالث”.

ويشير إلى أن “الحقيقة الثابتة هي أن المقاتلين المغاربيين موجودون في ليبيا، بعدما انتهت معركة داعش في الشرق الأوسط عدا في بعض الجيوب بسوريا”.

ويوضح العلاني، أن شمال أفريقيا ودول الساحل هما الوجهتان المفضلتان اليوم للمتشددين، معتبرا أن ذلك يعود أساسا إلى أن ليبيا ما تزال دولة غير موحدة، بالنظر إلى وجود برلمانيين وحكومتين.

ويعتبر الخبير في الجماعات الإسلامية أن تواجد المقاتلين الأجانب في ليبيا يبقى “وضعا مؤقتا”، فيما ينبه إلى أن تنظيم القاعدة يسعى إلى جمع شتات الفصائل المتشددة، “علما أنه بالرجوع إلى التاريخ فإن عناصر داعش جاؤوا من القاعدة، والآن هناك عملية معاكسة، لأن داعش لم يعد يملك الأرض أو الموارد المالية، والمشهد بدأ يتغير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *