ثقافة وفن

حمدان الكعبي: الفجيرة ستصبح منارة ثقافية بتكاتف أبنائها

أعطى حمدان الكعبي منذ توليه إدارة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام دفعة قوية للحالة الإعلامية والثقافية في الإمارة ويوما بعد يوم تؤكد الفجيرة حضورها الإعلامي والثقافي تحت ريادته ويتجلى ذلك فى النجاحات المتعددة ولعل من أهمها وأبرزها مهرجان الفجيرة الدولي للفنون والذي انطلقت دورته الثانية في 24 فبراير ويستمر حتى 5 مارس ومن خلاله ترتدي الفجيرة أزهى وأبهى أثوابها الثقافية وحضارية لتكون أكثر إشراقا وحضورا في عيون العالم..
حول هذا الحدث الثقافي والفني، كان لنا هذا الحوار مع حمدان الكعبي لنتعرف منه على المزيد من الخطط والتصورات والفعاليات المتوقعة لتحقيق المزيد من النجاحات عبر هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام التي يتولى إدارتها.

في البداية قال الكعبي لاحدود لطموحات المسؤولين هنا فى الفجيرة بدءا من حاكم الفجيرة سمو الشيخ حمد بن راشد وولي عهده ثم فرسان الثقافة والإعلام في هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وأضاف في هذا السياق قائلا: نحلم بل نسعى إلي تحقيق المزيد من الحضور في المجالات الثقافية والإعلامية والفنية بما يخدم أبناء الفجيرة والمقيمين على حد سواء؛ فلا يمكن أبدا أن يكون للثقافة والفنون حدود؛ وإنما نسعى إلي جعل الفجيرة منارة ثقافية مضيئة وعلامة بارزة ومحطة مهمة يتوقف عندها كثيرا قطار الحضارة الإنسانية الذي انطلق منذ وقت نحو المستقبل، مدركين أن قيمة الإنسان الحقيقية ليست في الحجر والبناء الشاهق أو التقنية المذهلة وإنما فى الروح والوجدان الذي يعرف كيف يتذوق الجمال وينفر من القبح بكل أشكاله.

وأضاف أن الدورة الأولى للمهرجان حققت الكثير من الأهداف المرجوة مثل جعل إمارة الفجيرة وجهة رئيسية للثقافة والفن، وخلقت المزيد من التواصل بين العديد من فناني العالم، فقد أتى العديد من الفنانين والعديد من الفرق المسرحية والاستعراضية فضلا عن مبدعي المونودراما والغناء والفن التشكيلى وهذا خلق حالة رائعة تركت أثرها بالداخل والخارج لوقت طويل، وأضاف: إننا نأمل أن تكون الدورة الثانية أكثر تأثيراً واستفادة على الشارع الثقافي والفني بل نثق بإذن الله في ذلك.

وتحدث أيضا عما تسعى الهيئة لاستكماله في الأوقات القادمة بعد أن خطت خطوات كبيرة موضحا أن الهيئة تسعى أن تكون حاضرةً في كل المحافل المحلية والعربية والدولية وذلك لخلق بيئة من التواصل الثقافي مع الجميع ونحن نؤمن أن بحر الثقافة والفنون دائما يحب الزيادة بمعنى أننا دائما نقدم ما لدينا ثم نفكر دائما في المزيد، وذلك بعد أن نقف أمام كل حدث نرصد الدروس المستفادة منه حيث أن الكمال لله ثم بالتشاور وطرح الأفكار ودعم سمو الشيخ حمد وولي عهده محمد بن راشد الشرقي الذى لا يتأخر عن دعمنا أبدا وتشجيعنا على المواصلة مؤمنا أن الثقافة والفنون يجب أن يكونا عنوانا دائما للفجيرة. يضيف المتحدث.

وأشار حمدان الكعبي إلي أن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام تعتبر واحدة من الهيئات الثقافية في الدولة بحيث تتجانس هذه الهيئات لخلق منظومة ثقافية لبناء حضارة الأمارات، مضيفا إن الحضارة الحقيقية هي التي تبنى الإنسان وقد أدرك حكام دولة الإمارات أن إسهام الإمارات فى حضارة الإنسان المعاصرة لابد أن تمر من فوق جسر الثقافة والفنون مضيفا نحن فى الفجيرة نمتلك تراثا وثقافة خاصة نحب أن نقدمهما للعالم، ونسهم بما يميزنا فى رسم لوحة حضارية تعبر عن كامل شعب الإمارات.

كما أوضح قائلا تقدم الهيئة الدعم اللامحدود للفعاليات الثقافية والفنية من خلال برامجها الدورية ومن خلال مركز الكتب والتوثيق وبيت الفن التابعين للهيئة بحيث يتم الاستفادة منهم على مدار العام، مؤكدا أن الفجيرة ستصبح منارة للثقافة بتعاون وتكاتف أبنائها وحرصهم على كل ما هو ثقافي فني يرتقي بالإمارة وربما تكتسب بمرور الوقت موقعا خاصا جدا على خريطة الحضارة الإنسانية وعلى الخريطة الثقافية فى العالم، لافتا أن ذلك لن يأت إلا بجهد وتعاون ومحبة ونقاش وتشاور، والحمد لله كل هذا موجود ومتوفر بيننا جميعا في هيئة الثقافة والإعلام.

أما فيما يخص أهمية التراث والالتفات إليه وتوظيفه أكد سعادة حمدان الكعبي أن “سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة يركز في كل اللقاءات الإعلامية على أهمية التراث وتعليمه للأبناء ، كما يدعم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة كل ما يتعلق بالتراث، لذلك تتواجد القرى التراثية مصاحبة لجميع الفعاليات الرئيسية في إمارة الفجيرة مما يبرز دور التراث في صناعة المستقبل، فأمة بلا ماض هى أمة بلا مستقبل ومن لا ماض له لا مستقبل له ودائما خطة الانطلاق لمستقبل نضع أسسها وقواعدها من الارتكاز على قواعد الماضي الثابتة التي لا تتزعزع”.

وخلال حديثه أيضا كشف عن سر الاهتمام الكبير بالمرأة والطفل وهذا واضح جدا فى تخصيص فعاليات كبيرة، قائلا “للمرأة والطفل نصيب كبير من فعاليات هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام لكونهما العصب الرئيسي في تكوين الأسرة، وكما أن للمرأة دور كبير في الساحة الثقافية والإعلامية في دولة الأمارات، فالمرأة هى الأساس والوطن الحقيقي هى التى تصنع الرجل وترعاه بذرة ثم ترويه شجرة كبيرة ليثمر ثم يظلل عليها في النهاية فلماذا لانهتم بالمرأة ونحن إذ نهتم بالمرأة نهتم بأنفسنا بالأساس”.
وأضاف أإن عدد الفعاليات العام الماضى “وصل 85 فعالية وهذا يؤكد على أن هناك رؤية وفلسفة معينة يسعى إليها سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي وولي عهده ونسعي جميعا إلي تنفيذها”، وعن أهم ملامح تلك الفلسفة والرؤية تحدث قائلا: “تنطلق الهيئة من رؤى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة، التي تؤمن بدور الثقافة في بناء المجتمعات الإنسانية”.

وأضاف: “أما الرسالة فتقوم رسالة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام على أن الثقافة هي عنوان الشخصية الوطنية التي تميزها عن غيرها، وأنها واحدة من أهم عوامل التقدم الاجتماعي ورقي البشرية، وباعتبارها ضمن منظومة التنمية البشرية الشاملة، فإن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام تأخذ على عاتقها مهمة رعاية الحياة الثقافية والإعلامية، علماً وبحثاً وإبداعاً، من خلال توفير المناخ الملائم للفعل الإبداعي الثقافي، وتعزيز وتنشيط الحركة الثقافية باستغلال الطاقات الثقافية المتاحة والعمل على دعمها وتطويرها.
والهدف نشر الثقافة وتعميمها وتعميق الوعي والارتقاء، بمؤسسات العمل الثقافي والإعلامي في المجتمع وإيجاد بنية تحتية ملائمة للعمل الثقافي والإعلامي الإبداعي وفي كافة المجالات”.
أضافة إلى دعم الأدباء والمثقفين والفنانين وتشجيعهم على مواصلة الإبداع والتميز ودعم المواهب الشابة في كافة مجالات الإبداع الثقافي وتوفير سبل الرعاية لهم وتنمية الروابط والصلات مع الهيئات والمؤسسات الثقافية والإعلامية المحلية والعربية والأجنبية بما يسهم في تطوير الأداء وتبادل الخبرات فضلا عن دعم الجمعيات والروابط الثقافية القائمة والعمل على إنشاء فعاليات جديدة وكذلك إعداد الدراسات اللازمة للنهوض بالثقافة والفنون والآداب والحفاظ على التراث الوطني بالإضافة إلي دعم المشاريع والبرامج الثقافية في المناطق البعيدة والنائية في الإمارة ورسم سياسة إعلامية تهدف إلى بناء وتكوين صورة إيجابية عن الإمارة تعكس فلسفتها ورؤيتها.

مضيفا”إن الفجيرة تكمل اللوحة مع باقي الإمارات من أجل رسم صورة ناصعة لوجه الإمارات وهي لا تزاحم، وإنما تكمل الإمارات الأخرى في رسم أجمل صورة لوجه الإمارات في كل الجوانب؛ نحن حرف فى كلمة واحدة هي الإمارات وكلمة فى جملة طويلة هى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فلا تزاحم ولا منافسة بل تكامل وتكامل وتكامل”.
وعن تخطيط الإمارة متمثلة في هيئة الثقافة والإعلام في الاحتفاء بذكرى الشيخ زايد قال “يقام برنامج سنوي للاحتفاء بذكراه طيب الله ثراه، وسيتم الإعلان عنه وقت الحدث؛ فالشيخ زايد والدنا جميعا وهو والد بكل ما تحمله الكلمة من معنى رحمة الله عليه زرع لنا الأرض ونحن الآن نستريح فى بستانه الذى روى بذرته بالحب والإخلاص”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *