مجتمع

هذا ما كتبته الفنانة الفلسطينية ريم بنا لأولادها قبل أيام من رحيلها

توفيت الفنانة الفلسطينية ريم البنا، السبت 24 مارس الجاري، في العاصمة الألمانية برلين بعد صراع طويل مع مرض سرطان الثدي. وولدت ريم بنا في مدينة الناصرة الفلسطينية في 6 ديسمبر عام 1966، والدتها هي زهيرة صباغ، الشاعرة المعروفة ورائدة الحركة النسوية في فلسطين.

كانت ريم محبة للغناء منذ حداثة سنها، فكانت تحرص دائمًا على المشاركة في المهرجانات والمناسبات الوطنية التي كانت تقام في مسقط رأسها، إضافة إلى المشاركة في الاحتفالات التي كانت تقام في المدرسة المعمدانية حيث تلقت تعليمها.

ازداد شغف ريم بالموسيقى مع مرور السنوات، وعندما تخرجت من المدرسة الثانوية، قررت احتراف الغناء فسافرت إلى موسكو للدراسة في المعهد العالي للموسيقى.

وفي عام 1991، تخرجت ريم في المعهد بعد أن قضت نحو 6 سنوات من الدراسة الأكاديمية.

وتزوجت ريم بنا من الأوكراني ليونيد أليكسيانكو، وهو زميلها السابق في المعهد العالي للموسيقى.

وقد عمل الزوجان معاً في تأليف الأغاني وتلحينها، ورزقا خلال زواجهما بثلاثة أطفال، بيد أن علاقتهما قد تدهورت لينتهي الأمر بانفصالهما.

وبعد الطلاق، عادت ريم للعيش في الناصرة مع أولادها.

وأصيبت ريم بالسرطان قبل تسعة أعوام، وانتصرت عليه في المرة الأولى، ولكن المرض عاد وهاجمها فأعلنت توقفها عن الغناء عام 2016، بعد إصابة أوتارها الصوتية.

لكن بقي لديها الأمل رغم الألم، وقبل أسبوعين كتبت لأولادها على حسابها في موقع فيسبوك رسالة مؤثرة قالت فيها:

“بالأمس .. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي ..
فكان علي أن أخترع سيناريو ..
فقلت …
لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم ..
حين أخلعه ..
سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق ..
وأترك الجنازة “وخراريف العزاء” عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام … مراقبة الأخريات الداخلات .. والروائح المحتقنة …
وسأجري كغزالة إلى بيتي …
سأطهو وجبة عشاء طيبة ..
سأرتب البيت وأشعل الشموع …
وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة ..
أجلس مع فنجان الميرمية ..
أرقب مرج ابن عامر ..
وأقول .. هذه الحياة جميلة
والموت كالتاريخ ..
فصل مزيّف ..”.

ريم البنا ودعت الحاضر باستقبال النهاية وكتبت كذلك على صفحتها الفيسبوكية:
“عبء على العبء
وحدهم أحبتي مَن حولي لا يتذمرون
وحدهم أحبتي لا يفقدون الأمل ولا يكلّون
وأنا بين حد سيفين
في غيبوبة التأمل
أتدرّب على نهاية ساخرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *