متابعات

مسؤول أرجنتيني: المغرب شريك للأرجنتين وفاعل بارز بإفريقيا

أكد وزير العلاقات الخارجية والأديان الأرجنتيني، خورخي فاوري أن المغرب يعتبر فاعلا بارزا في المنطقة وشريكا استراتيجيا بالنسبة للأرجنتين.

وجاء هذا التأكيد على لسان رئيس الديبلوماسية الارجنتينية، الذي خص وكالة المغرب العربي للأنباء بحديث عشية زيارة سيبدأها يوم غد الجمعة إلى المملكة، تروم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، لا سيما في شقها السياسي والاقتصادي.

وقال إن “المغرب فاعل بارز في المنطقة ومن هذا المنطلق، فهو شريك استراتيجي بالنسبة لبلادنا كما أن المملكة تحظى بالأهمية والأولوية لا سيما بعد العودة إلى كنف الاتحاد الافريقي العام الماضي”، مبرزا أن “المغرب بلد ذو أهمية خاصة نظرا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي كمنصة للولوج نحو مناطق أخرى من إفريقيا كما أنه يوفر سوقا استهلاكية تشهد نموا مستمرا”.

وخلال زيارته المرتقبة إلى المملكة أكد وزير الخارجية الارجنتيني، أن الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية والتعاون التكنولوجي والصناعي والثقافي ستشكل أبرز محاور المباحثات التي ستجمعه بعدد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين.

وبعد أن أشار إلى أن مستوى التبادل التجاري بين البلدين لا يزال دون الطموحات، شدد على ضرورة الرفع من هذه المستويات خاصة وأن البلدين بحاجة إلى تعميق علاقتهما التجارية، بشكل متبادل، وتقديم مجموعة جديدة من إمكانيات التعاون.

وفي معرض تطرقه لأوجه التعاون الممكنة مع المغرب، قال “نحن مهتمون جدا بتعميق التعاون في مجال الطاقة النووية ذات الأغراض السلمية في الصناعة والطب، لاسيما وأن الأرجنتين راكمت خبرة واسعة في هذا المجال”.

كما اعتبر أن هناك إمكانية للنهوض بالتعاون في مجال الفلاحة الأسرية من خلال ابتكارات تكنولوجية مطبقة على إنتاج الأغذية، و خلق مشاريع تساعد الفلاحين الصغار والمتوسطين على الإنتاج بشكل أفضل والوصول إلى قنوات تسويقية أقل تعقيدا وأيضا هناك مشاريع الولوج إلى المياه، و الدراسات البيئية، والصحة النباتية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، لأن هناك العديد من الفرص لتطوير مشاريع للتعاون.

وفي تقديره، فإن كل ذلك يمكن أن يتحقق عبر الحوار بين الحكومتين، وتحليل ودراسة الإمكانات التي يزخر بها كل بلد، وتحديد احتياجات اقتصاداتهما، و خلق علاقات بين القطاعات الخاصة في المغرب و الأرجنتين، و ذلك من أجل تطوير الأعمال، مسجلا أن هذا النوع من الزيارات واللقاءات بين مسؤولي البلدين يأتي للمساهمة في خلق منصة تمكن من الاستمرار في توسيع وتعزيز الروابط. بين بلدين “لديهما اليوم الكثير من أجل تحقيق النمو معا”.

وذكر، من ناحية أخرى، بأن بلاده أطلقت خطة للتعاون مع إفريقيا 2016-2019 والتي تفتح آفاقا جديدة انطلاقا من القارتين ليس فقط مع الأرجنتين بل أيضا مع تكتل السوق المشتركة الجنوبية “ميركوسور”، مشيرا إلى أنه يتم إجراء دراسات الجدوى وتنظيم سلسلة اجتماعات للمضي قدما بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري بين “ميركوسور” والمغرب.

وأضاف أن التكتل الاقليمي يجري مفاوضات مع مختلف الجهات الفاعلة خارج الاتحاد الأوروبي مثل كندا، وسيتم قريبا إطلاق مفاوضات مع سنغافورة، واليابان، وكوريا وغيرها، مبرزا أن “هناك الكثير من الاهتمام للمضي في الحوار الاستكشافي مع المغرب، و إذا تم التوصل إلى اتفاق فإن ذلك من شأنه أن يوسع بشكل كبير تدفق السلع الفلاحية والمنتجات الصناعية”.

ومن جهة أخرى، توقف وزير الخارجية الارجنتيني عند مشاركة المملكة خلال السنتين الماضيتين في الاحتفالات المخلدة لذكرى استقلال الأرجنتين، مبرزا أن حضور المغرب، البلد العربي والإفريقي الوحيد المشارك في هذه الاحتفالات، يعكس الأهمية ومستوى العلاقات الجيدة التي طورها البلدان عبر التاريخ، ونحن “نثمن عاليا هذه المبادرة”.

وبعد أن شدد على أن الأرجنتنيين والمغاربة تجمعنا علاقات دبلوماسية و سياسية ممتازة تعود إلى ما يقرب من 60 سنة، ذكر بالزيارة التي قامت بها نائبة الرئيس، غابرييلا ميكيتي، إلى المغرب السنة الماضية، و باللقاء “المثمر” الذي جمعه العام الماضي، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويعكس تبادل الزيارات وهذه اللقاءت، برأيه، وجود تقدم ملموس نحو تحقيق الأهداف المرتبطة بتعميق العلاقات الثنائية من أجل أن يستفيد كلا البلدين بشكل متبادل وتحقيق الهدف الأساسي المتمثل في أن ينعم شعبا البلدين بمستقبل أفضل.

وخلص إلى أن الأرجنتين، التي باشرت منذ عامين مرحلة جديدة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية القائمة على مفهوم الانفتاح الشامل، والمغرب مدعوان إلى بذل جهود أكبر والمراهنة على الاستثمار في تعزيز التعاون في مجالات السياحة و الثقافة، مذكرا بأن هناك مشاريع مشتركة في السينما والرياضة، كما أن البلدين اللذين وقعا العام الماضي اتفاقية للتعاون البرلماني، يرسمان طريقهما نحو تعميق علاقات التعاون في جميع المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *