تربية وتعليم

مجلس التعليم يرصد اختلالات الحياة المدرسية و ينتقد ضعف تكوين المدرسين

رسم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، صورة قاتمة عن مهن التربية والتكوين، حيث انتقد ضعف تكوين المدرسين، وتنامي بعض المظاهر الغير أخلاقية في المؤسسات التعليمية.

وحسب تقرير له حول “الارتقاء بمهن التربية والتكوين والبحث العلمي”، الذي تم تقديم مضامينه خلال ندوة صحفية، اليوم الثلاثاء بالرباط، فإن هذه المهن تعاني اختلالات متعلقة بمهننة وتأهيل الفاعلين، من بين مؤشراتها غياب الانسجام بين تحديد الحاجات والخصاص في الأطر التربوية، والتدابير المعتمدة لسد الخصاص.

وأوضح المجلس في تقريره أن التدابير المذكورة غالبا ما تكون متأخرة، ولا تستجيب لمعايير الجودة المطلوبة، كالتوظيف المباشر أو بموجب عقود بدون تكوين، ولا تكون منتظمة حسب كم ونوع الحاجات التي تم تشخيصها، هذا علاوة على كون “عدم انتظام التكوينات التأهيلية لمزاولة المهنة وضعف بعضها، خاصة بالنسبة لاساتذة التعليم المدرسي الجدد، ذلك انها لا تستغرق المدة الكافية للتمكن من الكفايات المهنية المطلوبة”.

و انتقد التقرير “ضعف تحصين المهن التربوية من بعض الظواهر ذات الصلة بالتنظيم المؤسساتي، او المخلة بنبل المهنة وقدسية الفضاء المدرسي”، والتي تتجلى حسب المصدر ذاته في “مظاهر العنف بجميع انواعه سواء اللفظي او المادي او الرمزي، وعدم احترام واللامبالاة بالدروس، وشعور بعض فئات الفاعلين بعدم الاستقرار النفسي والمهني والاجتماعي”.

إلى ذلك، نبه التقرير إلى “تنامي ظواهر مخلة بالأخلاقيات المهنية، كتعاطي بعض الفاعلين لدروس خاصة بمقابل مادي خارج الضوابط المعمول بها في هذا المجال، ولاسيما مع تلاميذ الفصول التي يتولى المدرس تعليمها، والمحاباة في ولوج بعض التكوينات بالتعليم العالي والتكوين المهني، والتأخرات والتغيبات غير المبررة”.

ولتجاوز هذه الاختلالات، دعا المجلس إلى إطلاق خطة لتأهيل الفاعلين التربويين في القطاعين العمومي والخاص، مع العمل على استكمال سد الخصاص من هؤلاء الفاعلين وتأمين كافة حقوقهم، خاصة في ما يتعلق بتسوية وضعياتهم الإدارية، وتحسين ظروف عملهم وتحفيزهم ماديا ومعنويا.

كما حث المجلس على مباشرة تأهيل المؤسسات التربوية وتعزيز استقلاليتها، والرفع من قدراتها المادية والبشرية للاضطلاع بأدوارها الجديدة في إطار المقاربة الصاعدة، مع إطلاق دراسة لرصد حاجات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، من المهن الجديدة في أفق إدراجها ضمن منظومة المهن التربوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *