ثقافة وفن

متدخلون : الفن الحساني من دروع الدبلوماسية الموازية لخدمة قضية الصحراء

أكد متدخلون في ندوة صحفية، أمس الأربعاء بالرباط، على ضرورة جعل الفن الحساني درعا من دروع الدبلوماسية الموازية خدمة للقضية الوطنية، معتبرين أن أوراش التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، توفر بيئة مواتية لإبداع الفنان الصحراوي وتساهم في إشعاع المكون الحساني، كما رصدت التراث الغني للأقاليم الجنوبية للمملكة.

وشدد المتدخلون في اللقاء، الذي نظمته رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية بالعيون، على أن العناية الملكية التي يشمل بها الملك محمد السادس الأقاليم الجنوبية، على غرار باقي أقاليم المملكة، اهتمت بالفن والتراث الحساني، مساهمة منها في ترسيخ وهج الثقافة المغربية بكافة روافدها، بعد الحسم الدستوري في مكانتها بتنوعها وغناها، مجددين تشبثهم بالوحدة الترابية للمملكة، لاسيما بعد التصعيد الخطير والمستفز للكيان الوهمي.

واعترافا منهم بأهمية دور الفن في الدفاع عن القضية الوطنية، أبرز المتدخلون إسهامه في دعم جهود الدبلوماسية الرسمية، باعتباره مكونا أصيلا للدبلوماسية الثقافية، داعين إلى ضرورة توثيق الفن والتراث الحساني، القائم في جزء كبير منه على النقل والإلقاء الشفهيين بغية تلافي اندثاره، وذلك عبر بلورة استراتيجية وطنية مندمجة وموحدة لصيانته ولإدامة إشعاعه.

كما نوهوا بالبنية القانونية المغربية المشجعة على انبثاق جمعيات منظمة لشؤون الفنانين وعلاقتهم بالمحيط الخارجي، تعزز التواجد القوي لفرق موسيقية محلية، عملت على إبقاء الفن الصحراوي وحمايته من الزوال، مسجلين الحاجة إلى تجسير صلات الوصل مع الهيئات الوصية مركزيا وجهويا وإقليميا، وأيضا مع المجالس المنتخبة، إن على المستوى الوطني أو الدولي.

وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية بالعيون السيد حم الزيعر، إن الفنان الصحراوي يعد ركيزة أساسية في أي سياسة تتغيى العناية بالثقافة الحسانية، مسجلا الحاجة إلى جعل الفنان الصحراوي في خدمة الدفاع عن القضية الوطنية.

كما شدد الزيعر على ضرورة مواكبة الجهات المعنية، من قطاع وصي وهيئات متخصصة، للفنان الصحراوي بغية حمله على إنتاج أعمال هادفة ذات مضمون، عبر الدعم اللازم، مشيرا إلى أن خطاب جلالة الملك في الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، كشف الإكراهات التي يعاني منها الفن الحساني، واقترح حلولا عملية للعناية بالثقافة الحسانية والتعريف بها، من خلال توفير البنيات والمرافق الثقافية، وتشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية، وتكريم أهل الفن والثقافة والإبداع.

من جانبه، أكد الإعلامي عبد الهادي المزراري، على ضرورة جعل الفن الحساني درعا من دروع الدبوماسية الموازية، مسجلا أن الفن باعتباره قناة تظل مفتوحة ولها صدى أكبر.

وأشار إلى أن الندوة تتوخى تحقيق ثلاثة أهداف يتمثل أولها في إعادة الاعتبار للفن والتراث الحساني، باعتباره عماد الحضارة في هذه الربوع من المملكة، ويتجلى ثانيها في إيجاد صدى لما يعتمل بالجنوب فنيا، في الشمال، وتجسيد أواصر اللحمة بين كل أقاليم المغرب، عبر إشاعة المهرجانات التي تعنى بالفن والتراث الحسانيين، فيما يتمثل الهدف الثالث في رسم خارطة طريق لأنشطة الرابطة بشكل عام، وللفن الحساني على الخصوص.

من جهته، قال المدير الفني للمهرجان الدولي للمديح النبوي، نبيل الجاي، المزمع تنظيمه في شهر رمضان الأبرك، إن المهرجان الذي بلغ نسخته السادسة، يروم العناية بالتراث الحساني ومكونه الأصيل المتمثل في المديح النبوي، مشيرا إلى أن المهرجان يطمح لبلوغ العالمية بغية تبادل الخبرات والمعارف، خصوصا وأن المتن الصوفي يتفرد باستيعابه لمفاهيم تخاطب الإنسانية جمعاء.

وأوضح أن القصائد الصوفية، التي تتخذ من الكون الحساني مصدرا، تتميز بغناها وبصورها، مسجلا أن النسخة الحالية ستستقبل مداحين من مالي وموريتانيا والجزائر، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية كضيف شرف، كما ستحيي حفلا لتأبين “شيخ المادحين” الفقيد عبد المجيد الصويري.

وأردف المدير الفني للمهرجان أن حاضرة الأقاليم الجنوبية تتجه، بشراكة مع رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية بالعيون، لتنظيم مهرجان عالمي، تحت عنوان “صوت إفريقيا صوت السلام”، لتجسيد العمق الإفريقي للمملكة، وإشاعته للتلاحم الثقافي بين كل أقطاب القارة، واستجابته للموسيقيين الصحراويين الشباب.

يشار إلى أن رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية بالعيون، التي تأسست سنة 2007، تروم الاهتمام والدفاع والنهوض بالثقافة الحسانية، والعمل على دعم كل المبادرات الهادفة إلى إحياء الأغنية الحسانية، والمشاركة في المهرجانات الوطنية والدولية للتعريف بالموروث الثقافي الحساني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *