جهويات

مستشار البيجيدي يواصل كتابة تدوينات تكشف عن اختلالات تدبيرية بجماعة أكادير   

سيناريو مقتبس من معطيات واقعية وشخوص في قفص الإتهام .. هكذا اختار المستشار الجماعي سعيد ليمان قراءة ما أثار شكوكه وما خالف المنطق التقني لصفقات التهيئةالخارقةلطرق أكادير .

واختار ليمان عنوانا لتدوينته الجديدة من مسلسله  طرق الاختلاس ” : النصف في الطريق و النصف الآخر في الجيب.

ويقول ليمان في توصيفه لمسلسل “”طرق الاختلاسإن هذه الطرق المعتمدة في أشغال البناء كثيرة ومتعددة ومتنوعة ويلمس فيها المتمعن مستوًى راق من الذكاء أو الذهاء.

من بين طرق الاختلاس و التي يساهم فيها المراقب بشكل مباشر احتار المستشار الجماعي سعيد ليمان حالة على ارض الواقع يمكن معاينتها في ورش تهيئة الطرق، حالة اختلاس دقق في معطياتها التقنية والمالية بالأرقام متسللا بذلك إلى تفاصيلها التقنيةالقانونية المتعارف عليها“.

ليمر ليمان إلى حيثيات هذه الحالة: « الحالة هي حين يحدد دفتر الشروط الخاصة (CPS) مقاييس و مقادير لأشياء يجب تنفيذها، ولكن المقاول ينفذ أقل أو أصغر مما هو مطلوب دون أن يؤثر هذا النقصان على الشكل الخارجي للشيء الذي يتم إنجازه، ولكن بالمقابل فهذا النقصان يؤثر سلبًا على جودة و متانة الإنجاز ».

و حسب ليمان ففي هذه الحالة  يكون دور المراقب مهمًا و محوريًا لحبك و إتمام عملية الإختلاس هاته حيث يتغاضى عن المخالفة أثناء الإنجاز ما دام هو مطمئن على أنه لن يلاحظها أحد عند نهاية الأشغال، واصفا ما يقع بالاختلاس المستور.

و استعرض المستشار المنتمي لحزب رئيس المجلس الجماعي لأكادير مثال الثمن مستندا لما جاء في الفصل 19 والموضح بدقة بدفتر التوصيفات للصفقة، إذ يقول التوصيف إنه يجب إعداد طبقة من الخرسانة (صنف 250 كلغ إسمنت في كل متر مكعب من الخرسانة) تكون فراشًا توضع فوقهالبوردور »، مضيفا أن هذا الدفتر يلزم بأن تكون هذه الطبقة بعرض 30 سنتم و بسمك 10 سنتم. و يجب الإشارة إلى أن المهندسين الذين فرضوا هذه المقاييس أخذوا بعين الإعتبار الوزن الثقيل لوحداتالبوردور“.

و بعد هذه القراءة للفصل الخاص بما وجب توفره بطرقات مدينة الانبعاث، دعا المستشار الجماعي ليمان المواطنين الى زيارة ورش تهيئة الطرقات لاكتشاف أن المقاولة وضعت طبقة من الخرسانة لا تصل أبعادها إلى نصف ما فرضه ونص عليها دفتر التحملات .

أما ما يتعلق بحجم الاختلاس، فقد عرض المدون مثالا لمقطع بطول 100 متر قائلا إن ضربه في عرض و سمك تلك الطبقة يعطي حساب كتلة الخرسانة التي يجب وضعها، مبرزا أنه في عملية حسابية بسيطة يمكن إيجاد الفرقالمختلسبين ما تم التنصيص عليه في دفتر التحملات وما تم إنجازه على الأرض الواقع، وأضاف ليمان أنه إذا احترم المقاول ما طلب منه فسيكون قد إستعمل 3 أمتار مكعبة من الإسمنت (بقيمة 3000 درهم)، و بما أن المقاول وضع طبقة أقل من نصف ما طلب منه، فهو يكون بهذا قد اختلس نصف الكمية التي طلبت منه، وبالتالي فقد أضاف إلى خزينته مبلغ 1500درهما (على الأقل) لكل 100 متر من البوردور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *