ثقافة وفن

امداح وأغاني صوفية تسطع في سماء “ليالي رمضان” بالعيون

يستمتع عشاق ومحبو الموسيقى التقليدية والأغاني الصوفية والدينية خلال شهر رمضان المبارك في العيون، ببرنامج فني غني ومتنوع، في اطار فعاليات النسخة السادسة للمهرجان الدولي للمديح، الذي تنظمه رابطة الموسيقيين الحسانيين على مدى ثلاثة ايام.

ويعرف هذا المهرجان الذي تحتضنه الساحة البيضاء بحي العودة خلال شهر رمضان المبارك، مشاركة فرق موسيقية ومنشدين من دول الجزائر، وفرنسا، والإمارات العربية المتحدة، وموريتانيا، بالإضافة الى المغرب، تناوبوا على تقديم لوحات وفقرات غنائية في مدح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

وتميزت الامسية الاولى لهذه التظاهرة الفنية والثقافية، التي انطلقت امس الخميس، بتقديم مختارات غنائية صوفية ودينية في أجواء روحانية هادئة، اثثها الأداء الرائع للمايسترو الكبير عبد الهادي بلخياط الذي سحر الجمهور بأغانيه الجميلة المستمدة من التراث الصوفى بما في ذلك “المنفرجة” ،و” يا بوهالي”، و”يا حجاج مقام النبي”.

وقد استحوذت الفرقة الفنية الجزائرية للمديح والسماع، من جانبها، على أنظار، واسماع، واهتمام جمهور مدينة العيون الذي حج الى الساحة البيضاء من خلال فنها الأصيل، وأدائها الرائع والشجي.

وقال رئيس الفرقة الجزائرية الفنان بدر الدين ابن خلدون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “نحن فخورون للغاية وتشرفنا بالمشاركة في هذا المهرجان”، مبرزا أن “مثل هذه التظاهرات الفنية تشكل فرصة رائعة للتواصل وتبادل التجارب في هذا المجال، والتقارب بين الشعوب”.

كما تميزت هذه الأمسية الفنية أيضا بتقديم فقرات غنائية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم لفرقتي السلام”، و “القدس” ، وعرض لوحات وفقرات فنية لامست العمق التراثي الحساني عبر استحضارها للثقافة الشعبية في شقها المرتبط بثقافة المدح النبوي الشريف.

ومن جهتها أدهشت المجموعة الفرنسية-المغربية لرئيسها علي العلوي، الجمهور من خلال ادائها لمجموعة من الأغاني الدينية بطرق مختلفة.

فلقد كان عشاق ومحبو الأغنية الروحية والدينية مع موعد مع باقة من الأغاني الصوفية، التي تحمل رسائل السلام والمحبة والتسامح والتعايش.

وستتواصل فعاليات هذا المهرجان بتنظيم أمسيات في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تحييها، يومي الجمعة والسبت، مجموعة موسيقية من دولة الإماراتية العربية المتحدة، الى جانب فرق محلية وجهوية ووطنية، بالإضافة إلى ندوة عن شخصية النبي سيدنا محمد.

ويسعى هذا المهرجان حسب المنظمين ، والذي اصبح موعدا سنويا، الى المساهمة في صيانة التراث الثقافي الحساني كمكون أساسي للهوية الثقافية المغربية، بالاضافة الى تعزيز التواصل بين المداحين على المستوى المحلي والجهوي والوطني والدولي ، وجعل مدينة العيون فضاء لتلاقي الثقافات بين مختلف الفاعلين مع نظرائهم في البلدان الأجنبية.

وابرز رئيس رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية حم زيعر ، ان النسخة السادسة لهذا المهرجان ، تجسد رغبة الرابطة في المساهمة في تعزيز علاقات الانفتاح والتعاون مع الفاعلين الثقافيين بالدول الافريقية وبلدان الجوار في سياق الدبلوماسية الموازية تماشيا مع التوجهات الملكية السامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *