المقاطعة باتت كلمة السِّر المعتمدة مؤخراً حيال غلاء الأسعار ولمحاربة الفقر بالبلاد، فبعد مقاطعة الأسماك بسبب غلائها الكبير، والآن جاء الدور على مهرجان “موازين” أحد أشهر الفعاليات الموسيقية عبر العالم.
لطالما أثار المهرجان الذي وصل لدورته الـ 17 والذي تُشرف عليه جمعية مغرب الثقافات، الجدل وشكَّل مادة دسمة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، بسبب أجوره الخيالية التي يتقاضاها بعض كبار المشاركين مقابل إحياء حفل لا تتجاوز مدته ساعتين من الزمن، ناهيك عن تخصيص طائرات خاصة وفنادق فارهة للمشاركين .
صفحات على مواقع التواصل وجهت نداءات لساكني الرباط وسلا وما جاورهما، تحث على مقاطعة المهرجان، ونشروا “بمقاطعتكم لهذا المهرجان تُوجِّهون رسالة لمن يهمه الأمر وللعالم أنكم تستحقون الاحترام والعيش بكرامة كباقي شعوب العالم المتحضر”.
ويدعو المغاربة إلى استثمار الأموال التي تصرف على المهرجان في بناء المدارس وتجهيز المستشفيات ومساعدة الفقراء والمشردين، واعتبر ناشطون أن أولوية المغاربة تصب في تعزيز البنية التحتية وتوفير مناصب الشغل للشباب وليس الترفيه.
المؤمنون بفكرة مقاطعة موازين ساروا أبعد من ذلك، إذ بادر مجموعة من الناشطين إلى توجيه رسائل للصفحات الرسمية الخاصة بالفنانين المشاركين يدعونهم فيها إلى مقاطعة المهرجان بدورهم والامتناع عن الحضور لأنهم بذلك “سيغنون ويرقصون على جراح ومآسي الشعب المغربي”.
وتقول الرسالة الموجهة للفنانين باللغتين العربية والإنكليزية: “لا تأت للمغرب مطرباً فهنا غير مرحب بك لأنك ستغني وترقص دون أن تنتبه لمعاناة كل مواطن فقير في هذا البلد وسوف تتقاضى أجرك من جيوب الفقراء وعلى حساب جوعهم وعطشهم، سنقاطعك ونقاطع موازين، مرحباً بكم سائحين لبلدي لكن لا لغنائكم ورقصكم على دموعنا وفقرنا نحن لا نريد غناء ورقصاً نريد بيتاً للمشردين وخبزاً للجوعى”.
إلا أن خديجة براق، مسؤولة المكتب الإعلامي للفنانة سميرة بالمغرب أكدت أن الديفا كان من المنتظر مشاركتها في الدورة الـ 17 للمهرجان، إلا أنها اعتذرت في آخر لحظة.
وإن كان امتناع سميرة سعيد عن المشاركة بسبب المقاطعة، أعربت المسؤولة الإعلامية أن الفنانة فضَّلت الاحتفاظ بأسباب اعتذارها لنفسها، مشيرة في نفس الوقت إلى أن المشاركة الوحيدة للفنانة في المهرجان كانت خلال دورة 2009.
وأعلنت موازين عن الفنانين العرب والأجانب الذين ستستضيفهم النسخة 17 من المهرجان إذ من المنتظر حضور كاظم الساهر وأحلام ونانسي ووائل جسار وماجدة الرومي ومروان خوري وصابر الرباعي بالاضافة إلى إيبوتيالر وسيديكي دياباتي وريليس وفرناندو إيغزوك. كما تستضيف سهرات المهرجان فنانين مغاربة من بينهم ابتسام تسكت وإيهاب أمير وبدر سلطان وزكريا غفولي والستاتي ونجاة عتابو وغيرهم.
وأُرفقت الصورة بتدوينة جاء فيها، “مهرجان موازين هو مهرجان للشعب، بحيث يمكن للجميع حضور السهرات والحفلات الفنية، وتعتبر هذه من السمات والقيم التي تطبع المهرجان بحيث إن الدخول المجاني يغطي 90 في المائة من العروض السنوية.”
دعوات المقاطعة.. ليست المرة الأولى
ليست المرة الأولى التي تتم فيها الدعوة لمقاطعة المهرجان، بل تكررت مرات متعددة بل إن بعضها كان يدعو لإلغائه من الأصل، ويعود سؤال مصادر تمويل المهرجان كل عام إلى الواجهة ليصل صداه مراراً إلى قبة البرلمان المغربي، فيما تؤكد “مغرب الثقافات” أن المهرجان يتلقى دعمه المالي من داعمين بشكل خاص ودعم المؤسسات العمومية وشبه العمومية.
آخر منشور للجمعية المنظمة للمهرجان، كان هذا الذي أكدت فيه على أن الدورة 16 لمهرجان موازين إيقاعات العالم استقطبت 2,4 مليون شخص طوال تسعة أيام من الاحتفالات الموسيقية التي احتضنتها مختلف منصات الرباط وسلا، مؤكدة “طابع موازين كمهرجان لا حياد عنه سواء على الساحة الوطنية أو الدولية، وأنه يقدم مزيجاً غير مسبوق لموسيقى العالم، وسهرات بالمجان وعروضاً للشارع خلال الدورة المقبلة.