متابعات

تقرير: الاتحاد الأوروبي يسعى ليلعب المغرب دورا كبيرا في منع تدفق المهاجرين لأوروبا

جاء في تقرير لموقع (DW) الألماني أن الاتحاد الأوروبي يسعى ليلعب المغرب دورا أكبر من أجل منع تدفق المهاجرين نحو أوروبا.

وأضاف التقرير أنه مع توافد المزيد من المهاجرين على أوروبا عبر إسبانيا، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى توثيق العلاقات أكثر مع المغرب لكن بالرغم من هذا يتساءل الخبراء عن مدى موثوقية هذا الشريك في ملف الهجرة، علما أن المغاربة أنفسهم قلقون من الفكرة. وفق التقرير.

وعاد التقرير إلى شريط الفيدو، يظهر مجموعة من المهاجرين الأفارقة في قارب قادم نحو الشواطئ الإسبانية والذي أثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قفز المهاجرون من القارب إلى الشاطئ، متسببين في هلع السياح، و حاول أكثر من 600 مهاجر العبور من الجدار الحدودي في سبتة، مما أعاد إثارة النقاش حول عدد المهاجرين الذين يتوافدون على إسبانيا ، والاتحاد الأوروبي بشكل أوسع ، عبر المغرب.

واعتبر التقرير أنه منذ إغلاق ما يسمى بطريق البلقان، التي كانت تعتبر طريق عبور المهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي عبر تركيا وجنوب شرق أوروبا، لجأ المهاجرون لطريق الشمال الافريقي.

ووفقاً لوزارة الداخلية الإسبانية ، وصل أكثر من 17 ألف مهاجر إلى إسبانيا هذا العام ، وهو ضعف العدد الذي كان عليه في عام 2017 ، حيث تجاوزت إسبانيا إيطاليا باعتبارها نقطة العبور الأكثر شعبية للمهاجرين للسفر إلى أوروبا.

وقال “جوليان ليمان” ، مدير مشروع في المعهد العالمي للسياسات العامة (GPPi) في برلين ، ل “دي دبليو” بأن المهاجرين يكون لهم أمل كبير بسبب موقف الحكومة الإسبانية بشأن الهجرة، فمن المعروف أن إسبانيا تتخذ نهجًا أقل تشددًا بكثير من هذه القضية من دول أوروبا الوسطى مثل المجر أو الجمهورية التشيكية.

وبما أن غالبية المهاجرين القادمين إلى إسبانيا يأتون عبر المغرب، فإن قادة الاتحاد الأوروبي يسعون إلى أن يلعب المغرب دوراً أكبر في وقف تدفق المهاجرين.

وكان الاتحاد الأوروبي يدفع بقوة للتوصل إلى اتفاق من شأنه إعادة بعض المهاجرين الذين جاءوا إلى القارة عبر المغرب.

ووفقاً لخبير الهجرة مهدي لحلو من المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بجامعة محمد الخامس بالرباط ، فإن الصفقة ستكون “غير واقعية” بالنسبة للمغاربة.

وقال لحلو لـ DW إن المغرب ليس لديه سجل حافل بالإندماج ، موضحا أن معدل البطالة المرتفع في البلاد أثار القلق بشأن المهاجرين الأجانب في سوق العمل والمشاعر العامة المعادية للمهاجرين بين الجمهور.

وأضاف لحلو إن هناك “عنصرية متزايدة ضد هؤلاء المهاجرين في المغرب بسبب الخوف والمنافسة والفقر”.

ومع ذلك، يشير التقرير إن عددا متزايدا من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء يأتون إلى المغرب بسبب “ارتفاع معدلات البطالة والتصحر والأزمات السياسية” في دول مثل تشاد والكاميرون ونيجيريا، و كثير من الناس في هذه البلدان يهربون أيضًا من العنف من الجماعات الإرهابية.

وفي أواخر يونيو الماضي ، ناقشت دول الاتحاد الأوروبي إجراءً لتصدير مراكز استقبال الهجرة خارج حدودها لبلدان مثل المغرب والجزائر وتونس، لكن الحكومة المغربية رفضت المبادرة، وقال حينها وزير الخارجية ناصر بوريطة إن “المغرب يرفض مثل هذه الأساليب في إدارة قضايا تدفقات الهجرة”.

وفي عام 2016 ، توصل الإتحاد الأوروبي إلى اتفاق مماثل مع تركيا حيث منحت بروكسيل الحكومة التركية 5 ملياري أورو، مقابل استضافة المهاجرين في البلاد، و هذه الأموال لا تغطي سوى جزء من تكلفة استضافة المهاجرين، كما أن الاتفاق لا يحظى بشعبية في تركيا.

وأشار “ليمان ” أن صفقة الهجرة على الطريقة التركية مع الاتحاد الأوروبي سيُنظر إليها بالشك في المغرب، ومع ذلك فإن سياسة هذا الأخير تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء قد “تحسنت بشكل كبير” ، وأنه أفضل في السيطرة على الهجرة من جيرانه في شمال أفريقيا.

وأعطى التقرير مثالا بمهاجر اندمج بنجاح في المغرب هو “تيدي باتو” البالغ من العمر 36 سنة من الكاميرون، الذي أخبر DW أنه هرب من الفقر والبؤس والمرض ليأتي إلى المغرب.

وقال باتو إنه اختار االمغرب لأنه منحه فرصة لمتابعة حلمه في أن يكون صحفياً، على الرغم من أنه عانى من العنصرية في البداية، إلا أنه تمكن من متابعة تطلعاته المهنية، وبمساعدة صديقه المغربي ، قدم مؤخراً أول بث إذاعي للراديو، وقال باتو “كنت محظوظا للقاء أناس يحترمونني واحترموا أحلامي وساعدوني في شق طريقي.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *