منوعات

ربراب أغنى رجل أعمال في الجزائر يدخل مجال الإعلام ويهدد عرش بوتفليقة

معركة إعلامية جديدة ستشهدها الجزائر خلال الفترة القادمة، مع اقتراب موعد الانتخابات الجزائرية الرئاسية الجديدة، سيكون بطلها أغنى رجل أعمال جزائري، وهو واحد من أغنى 10 رجال أعمال في إفريقيا، هو يسعد ربراب. يسعد المعروف بخلافاته الكبيرة مع السلطات الجزائرية، يحضر حالياً لافتتاح قناة فضائية جديدة خصَّص لها ميزانية كبيرة، لتنطلق قبل الانتخابات الجزائرية المقبلة، وذلك في محاولة منه للتأثير على سير العملية الانتخابية، خاصة أن سوق الإعلام والإعلان في الجزائر ما زالت صغيرة، ويمكن التحكم فيها بسهولة.

من هو يسعد ربراب؟
هو أهم رجل أعمال، ومستثمر جزائري في الوقت الحالي، وصنَّفته مجلة «فوربس»، المتخصِّصة في إحصاء الثروات ومراقبة نمو الشركات والمؤسسات المالية كسادس أغنى شخصية في إفريقيا، بثروة بلغت 4 مليارات دولار، وجاء ثانياً في رجال الأعمال العرب الأفارقة، بعد المصري ناصف ساويرس، المقدرة ثروته بـ6.8 مليار دولار. يسعد ربراب هو رئيس مجموعة «سيفيتال» الصناعية، وهي من أكبر الشركات الخاصة في الجزائر بحسب «ويكيبيديا»، حيث ولد عام 1945 في ولاية تيزي أوزو، وبدأ العمل في مجال الحديد عام 1971، وأصبح من كبار رجال الأعمال عام 1988، بعد شرائه شركة «ميتال سيدار»، ولكنها أصبحت رماداً في بداية عام 1995 في فترة العشرية السوداء، بعد تعرضها للتفجير على يد مجموعة إرهابية. بدأ ربراب مشواره مرة أخرى من الصفر، ولكن هذه المرة بعد الهجرة لفرنسا، بعدما تلقَّى تهديدات بالقتل من إرهابيين، ليكوّن ثروة صغيرة تمكنه من العودة للعمل في الجزائر مرة أخرى، حيث عاد مستورداً لبعض المنتجات، ولكنه سرعان ما عاد للصناعة مرة أخرى، حيث امتلك بعد ذلك أهم مصنع للزيوت، ليبدأ رحلة تكوين إمبراطورية كبيرة في الجزائر.

الرجل الذي يحارب السلطة

ويعتبر ربراب من رجال الأعمال الجزائريين الأقوياء، الذين تربطهم علاقات قوية برجال الحكم والنفوذ في أوروبا، وخاصة فرنسا، التي ساعدته على الصمود في وجه الحرب الداخلية ضده، حيث وصلت علاقته بالحكومة لمرحلة عداء علني، وتبادل تصريحات وحرب كلامية.

والسبب في ذلك هو عرقلة الحكومة الجزائرية للعديد من مشاريعه، مثل مشروع بناء حي من ناطحات السحاب، يطل على ميناء العاصمة، مثل حي «لاديفوس» في باريس، وهو مشروع ترفض الحكومة تنفيذه، وتعرقل السلطات كذلك صفقة شرائه لشركة «ميشلان» في الجزائر، ورُفض مشروع تطوير ميناء «كاب جنات»، وغيرها من المشاريع. لذلك وصل الأمر لمرحلة الصراع العلني بين ربراب والدولة، وتحدثت تقارير عربية وأجنبية كثيرة عن هذا الصراع، الذي توالت فصوله بين الطرفين، في محاولات متكرّرة لعرقلة أعمال ربراب، ومحاولاته هو لإحراج النظام أمام العالم. وهو ما جعله يخطط لإنشاء محطة تلفزيونية كبرى، يسعى من خلالها للتأثير على سير انتخابات الرئاسة الجزائرية، التي ستقام العام المقبل 2019، ورصد لحفل افتتاحها فقط 25 مليون دولار.

وأفشلت الحكومة محاولته السابقة لدخول الإعلام فطن رجل الأعمال الجزائري إلى أداة هامة في صراعه مع رجال السلطة والنفوذ في الجزائر، وهي أداة الإعلام، فاستغلَّ إغلاق قناة «الخبر» بسبب أزمات مالية، وحاول شراءها، لكن الحكومة الجزائرية حرَّكت دعوى قضائية لوقف عملية البيع. وبالفعل تم إيقاف عملية البيع، التي أكد ربراب نفسه أنها قانونية ومطابقة للتشريعات الجزائرية، ولكن الحكومة الجزائرية أوقفت الصفقة بحجة أن ربراب يمتلك صحيفة «ليبرتي»، والقانون الجزائري يمنع امتلاك شخص معنوي لمطبوعتين. مما لا شك فيه أن رجل الأعمال الجزائري يستمد قوته وشجاعته في مهاجمة النظام الجزائري، من علاقاته القوية بدوائر صنّاع القرار في فرنسا، التي تقف في ظهره وتدعمه، وهو ما جعله يتخذ خطوة ثانية بالعمل على إنشاء قناة فضائية جديدة، يتم التحضير لها خلال هذه الفترة. وقد كان رجل الأعمال الجزائري قد أعلن منذ عام تقريباً عن نيته إنشاء قناة جديدة تحمل اسم «ناس تي في«، ولكنها لم تر النور حتى الآن

والآن يحاول مرة أخرى بدعم رجال من النظام

ولكن يسعد ربراب بدأ حالياً اتخاذ خطوات جدية لإنشاء قناة جديدة قبل انطلاق الانتخابات الجزائرية الرئاسية، في أبريل2019، حيث أكدت تقارير جزائرية أن ربراب سيؤيد مرشحاً رئاسياً ضد عبدالعزيز بوتفليقة، الرئيس الحالي، أو قد يكون هو ربراب المرشح نفسه في مواجهة بوتفليقة، وفقاً للتقارير المنشورة، حيث ستكون تلك المحطة الفضائية الجديدة الداعم الأساسي له في خطته، بالإضافة لدعمه من قبل وسائل إعلام فرنسية.

ويستعين رجل الأعمال الجزائري في المحطة الفضائية الجديدة بـ «مراد اتعودية» بشكل غير معلن، كمستشار إعلامي له ومهندس لعملية إطلاق القناة، وسيكون على رأس إدارة القناة «سمير بوجاجة» مدير قناة «الجزائرية السابق، والذي ترك القناة على إثر خلاف مع مالكها أيوب عيسو، ويتولى الناحية الإنتاجية في القناة «عماد هنودة» مدير العمليات السابق في قناة «الجزائرية» أيضاً، والمخرج جعفر قاسم، من خلال شركته «نوت فاوند»، حيث إن مدير العمليات السابق لا يتمتع بشعبية جيدة في الجزائر، نظراً لتقديمه مسلسلات بها كم كبير من العري والابتذال، خاصة في شهر رمضان، وهو ما جعله مغضوباً عليه من الجزائريين.

ويعتمد ربراب على شركة l’entreprise de communication Allégorie في تسويق القناة إعلانياً، وهي الشركة التي يملكها توفيق لوراري ومرهون رغاب، والأخير هو ابن سكرتير رئيس الجزائر، حيث إن سوق الإعلانات في الجزائر صغيرة، ومن السهل السيطرة عليها، في ظل تقيد الجزائر بقوانين وعادات داخلية تلفظ أي دخيل من الخارج، بالإضافة إلى أن شركة «أليجوري» مستحوذة على كل إعلانات الشركات الكبيرة في الجزائر، وتوجهها في القنوات التي تريدها بطريقتها. وتدعم القناة شركة ثانية، وهي شركة «ناس برو» التي يمتلكها مهدي بن عيسى، وهو المدير السابق لقناة «الخبر» الفضائية، التي سبق واشتراها يسعد ربراب قبل أن توقف له الحكومة هذه الصفقة بحكم المحكمة. تأتي كل تلك الخطوات من ربراب بشكل علني، متحدياً السلطة الجزائرية، ومعتمداً على علاقاته بدوائر صناعة القرار في أوروبا، وخاصة فرنسا، حيث يسعى ربراب لعمل لوبي إعلامي خلال الأشهر القادمة للترشح للإنتخابات، أو لدعم مرشح آخر أمام بوتفليقة كما أكدت بعض التقارير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *