مجتمع

رشيد بنبيه يكتب .. “بُوهيّوف” وسنوات الجوع أساس تشكيل الشخصية المغربية

للإنسان شخصية اجتماعية تشكلها العلاقات الاجتماعية وتنضبط لمعايير المجتمع، وتخفي هذه الشخصية بناء نفسيا عميقا يطلق عليه الشخصية القاعدية (رالف لينتون).

لا تظهر الشخصية القاعدية إلا في فترات الأزمة الاقتصادية، أو انحلال المعايير الاجتماعية؛ إذ ذاك تظهر سلوكات أشبه بالتوحش؛ تقوم على العنف والنهب والسرقة.

وقد ساهم في تشكيل الشخصية القاعدية للمغاربة سنوات الجوع وبوهيوف. وتفصح هذه الشخصية عن ذاتها في سلوكات مثل الإضطراب أمام الأكل، وسلوكات النهب، والسرقة لدى العامة، وسلوكات الجمع بين أكثر من أجر ومراكمة التعويضات واستنزاف مقدرات المنصب الإداري.


وتسكن هذه الشخصية جميع فئات المغاربة، في المدن كما في البوادي، وتفصح عن نفسها في سلوكات مختلفة. ففي سلوكات ساكني المدن تظهر جوانب بوهيوف المحركة للشخصية في الرغبة في تملك أشياء لا تسد الحاجة، وفي إكراه بسطاء الناس لنزع إياهم ما يمتلكون بدءا بسلوكات المساومة العنيفة مع الباعة المتجولين والبقالة، ورفض أصحاب السيارات الفارهةةأداء ثمن حراسة السيارات، وفي رسم حدود في شواطىء البحر إعلانا بمنع الآخرين من الاقتراب منها، وفي عبث أبناء المدن المرفهين بالأشجار المثمرة أثناء زيارتهم للبوادي…


إن قبول هذه السلوكات، يعني أننا نعتبرها عادية وطبيعية، وغير مثيرة للاستغراب، وتبدو كذلك لأنها تستجيب لشخصيتنا القاعدية التي شكلتها سنوات الجوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *