متابعات

بومرداس..حين بقي زعيم البوليساريو معزولا ووحيدا

لم يلتفت البروتوكول الجزائري سواء على مستوى الرئاسة أو الحكومة لحضور زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي لولاية بومرداس للمشاركة في ما يسمى بالجامعة الصيفية للجبهة، فقد بقي غالي وحيدا ومعزولا، وهو الموقف الذي أثار انتباه قيادة البوليساريو التي حضرت الجامعة في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وقال أحد قادة الجبهة، في هذا السياق،« لقد تم التعامل معها باحتقار عندما كان الحضور الجزائري منخفضا للغاية ».

من جهة أخرى لاحظ متتبعون حضروا حفل الافتتاح أنه تم تأثيث المشهد بمجموعة من الضباط الجزائريين من الدرجة الثانية احتشدوا في الصفوف الأولى لإحدى القاعات، وعدد من « الكومبارس » يلتحفون ملحفة أو دراعية.

وبحسب ذات المتتبعين فإن ما يسمى ب « الجامعة الصيفية لأطر البوليساريو » ببومرداس شرق الجزائر العاصمة، عبارة عن مسرحية تتكرر كل سنة، لكن هذه السنة تأتي  جامعة بومدراس في ظل سياق  يشهد هزائم متكررة تكبدتها البوليساريو، كما أن مخيمات تندوف أضحت أكثر من أي وقت مضى تحتضن شبابا عاطلا يقبع في الفقر والانتظار ويتحين الوقت الملائم لأخذ زمام المبادرة، ليثور على الوعود الكاذبة للقيادة المتنفذة داخل الجبهة، أما الشباب الأقل حظا منهم فيقعون في أيدي المجرمين الذين يجندونهم داخل شبكات الإرهاب والتهريب بجميع أنواعه.

من جهة أخرى، قال أحد الخبراء إن اسطوانة البوليساريو لتحميس الشباب أصبحت مشروخة ومتجاوزة، كما أن السياق الدولي أصبح ينتصر لمرافعات المغرب أكثر من أي وقت مضى، ففضلا عن الاختراق غير المسبوق للدبلوماسية المغربية وخاصة في البلدان الإفريقية الناطقة بالإنجليزية، التي كانت أقل تقبلا للحجج التي يقدمها المغرب بخصوص قضيته الوطنية، جاءت قرارات محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي لتوبخ البوليساريو والجزائر بشكل علني وتطمس آمالهما في تضليل الرأي العام الدولي وحلفائهما التقليديين عن طريق بيعهم للأطروحة المتجاوزة المتعلقة بخلق ” جمهورية ” وهمية.

وأضاف أنه بعد ثلاث قرارات للمحكمة الأوروبية في 2015 و2016 و2018 حول اتفاق الشراكة، والاتفاق الفلاحي واتفاق الصيد البحري، والتي نزعت عن البوليساريو أية صفة قانونية للتقاضي من أجل الطعن في الاتفاقات التجارية للمغرب التي تشمل الصحراء، جاء التوقيع بالأحرف الأولى في 24 يوليوز الأخير للاتفاق الجديد للصيد البحري المغرب – الاتحاد الأوروبي كرد واضح على مناورات الجبهة من أجل التشكيك في تضمينه الصحراء المغربية، وقبل ذلك، كان هناك انتصار آخر جاء لتعزيز الأساس القانوني لاستغلال الموارد الطبيعية للصحراء المغربية، ويتعلق الأمر بقضية شحنة الفوسفاط لسفينة تشيري بلوسوم التي تم حجزها بطريقة غير شرعية من قبل سلطات جنوب إفريقيا والتي انتهت بالإفراج عنها واسترجاعها من قبل مالكها الشرعي المكتب الشريف للفوسفاط.

وقال المصدر ذاته إن جهود البوليساريو والجزائر باءت بالفشل، ولم تفلح حساباتهما حول الادعاءات باستغلال الموارد الطبيعية للصحراء ” دون أن تستفيد منها الساكنة ” في شيء، كما أن أموال الخزينة العامة الجزائرية، التي أنهكتها النفقات المفرطة على المحامين واللوبيات التي تنشط في أوروبا وأماكن أخرى، لم تنفع هي الأخرى، مبرزا أن محاولات الجزائر الرامية إلى نسف الجهود من أجل تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية مآلها الفشل، وما تجمع بومرداس سوى دليل على هذه الانتكاسة، مشددا على كونه جزء من استراتيجية التوتر مع المغرب التي يسعى النظام الجزائري للحفاظ عليها من أجل تحويل الانتباه عن مشاكله الداخلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *