متابعات

خبراء:ازدياد تدفق المهاجرين الافارقة بالمغرب وإعانات أوروبا غير كافية

في حدث أثار اهتماما كبيرا، تخطى 115 مهاجرا، الأربعاء الماضي، السياج الحديدي الفاصل بين المغرب ومدينة سبتة.

يأتي ذلك بعد حدث مماثل جرى في يوليو الماضي، حين دخل المدينة نفسها أكثر من 600 مهاجر، باستعمال القوة.

وهؤلاء المهاجرون هم ضمن 3100 مهاجر دخلوا إلى مدينتي سبتة ومليلية منذ بداية 2018، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

هذا الرقم صار تداوله مقرونا بتساؤلات حول ما إذا كان المغرب قد توقف عن وقف محاولات مهاجرين أفارقة التسلل إلى إسبانيا، بناء على اتفاقات ثُنائية سابقة.

الخلفي: دعم أوروبا لا يرقى إلى مجهودنا

تضاعف عدد المهاجرين الأفارقة الذين يتدفقون من المغرب نحو سبتة ومليلية دفع الحكومة المغربية إلى توضيع ما يقع، على لسان ناطقها الرسمي، مصطفى الخلفي.

الخلفي قال، في الندوة الصحفيةالتي تلت المجلس الحكومي ما قبل الأخير، إن “المغرب يقوم في مجال منع تدفق المهاجرين على أوروبا بتضحيات جسيمة لوحده وبإمكانياته”، معتبرا أن الدعم الذي يحصل عليه من الاتحاد الأوروبي من أجل وقف المهاجرين “لا يرقى إلى حجم المجهود الذي يبذله والتضحيات التي يقوم بها”.

وأضاف الخلفي أن “هناك حاجة ملحة لتعاون قوي بين المغرب والاتحاد الأوروبي”، مشددا على “ضرورة انخراط هذا الأخير في إطار منظومة تقوم على تحمل المسؤولية”.

وكشف الناطق باسم الحكومة  أن محاولات الهجرة إلى أوروبا عبر المغرب التي يتم إحباطها في تزايد مستمر منذ 2016، مبينا أن العدد وصل في 2017 إلى 65 ألف حالة، مقابل 32 ألف حالة كانت تُسجل سنويا قبل 2016.

الدريوش: إسبانيا هي السبب

يقول الصحافي والباحث المتخصص الشأن المغربي الإسباني، نبيل الدريوش، إن “الاعتمادات المالية التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للمغرب من أجل القيام بدور الدركي لم تعد كافية”، مبرزا أن إسبانيا هي من تتحمل مسؤولية تزايد تدفق المهاجرين الأفارقة الراغبين في العبور إلى أوروبا عبر المغرب.

“بعد صعود اليمين المتشدد فيها ، بدأت إيطاليا ترفض استقبال سفن العمليات الإنسانية التي تنقذ المهاجرين السريين في عرض البحر، وفي المقابل رحبت بها إسبانيا”، يضيف الدريوش، مبينا أن هذا الوضع جعل المهاجرين الأفارقة يرون في إسبانيا “بلدا لن يتفاعل معهم إلا بالاستقبال والإيواء”.

كما يفيد المتحدث بأن إسبانيا “نزعت الشفرات الحادة من السياج الفاصل بين المغرب وسبتة ومليلية”، وبدأت تستقبل المهاجرين الأفارقة وتُؤويهم، لكي “تخلق صورة جيدة حول نفسها، وتحصل على دعم مادي من قبل الاتحاد الأوروبي”، وهو “ما جعل المغرب ضحية للسياسة الإسبانية”.

وفي المقابل، يقول الدريوش إن المغرب يحتاج إلى نقاط مراقبة أكثر والرفع من عدد المراقبين ودعم مالي أكبر من الاتحاد الأوروبي، أمام تزايد تدفق المهاجرين الأفارقة عليه للعبور إلىاسة الإسبانية في مجال الهجرة ورطت المغرب، وألغت محور الهجرة السرية الرابط بين ليبيا وإيطاليا”، يضيف الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية.

الخشاني: إعانات أوروبا غير كافية

من جهته، يعتبر رئيس الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة، محمد الخشاني، أن الدعم المالي الذي يحصل عليه المغرب من الاتحاد الأوروبي لمنع تدفق المهاجرين الأفارقة عليه “ضئيل جدا مقارنة مع ما يمنحه لبلدان أخرى”.

ويوضح الخشاني أن المغرب يحصل على حوالي 240 مليون يورو بينما تحصل تركيا، كما يقول، على مليارات اليوروهات.

في المقابل، يرى هذا الخبير في شؤون الهجرة أن من بين العوامل المفسرة لوضع الهجرة بين المغرب وإسبانيا حاليا موقع المغرب الجغرافي يجعله يتحمل ثقل الهجرة السرية، كما أن المهاجرين الأفارقة لم يعودوا يعبرون إلى أوروبا عبر ليبيا بسبب عدم الاستقرار الأمني.

“لم يتبق للمهاجرين المذكورين سوى معبري تركيا والمغرب الذي يخسر، في ما يخص منع تدفقهم إلى أوروبا، أكثر مما يحصل عليه منها”، يوضح محمد الخشاني.

ولكي ينجح المغرب في وقف زحف المهاجرين نحو أوروربا، وهي مهمة يقول عنها الخشاني إنها رغبة من المغرب قبل أن يفرضها عليها الاتحاد الأوروبي، فيجب، بحسبه، أن “يتم إرجاع سبتة ومليلية إلى المغرب، لكي يتوقف المهاجرون الأفارقة عن اعتبار أنفسهم قد دخلوا إلى تراب الاتحاد الأوروبي بمجرد عبورهم إلى واحدة منهما”.

كما يفيد الخشاني بأن الحل يكمن، أيضا، في زيادة الاتحاد الأوروبي من الإعانات المالية التي يمنحها إلى المغرب، لكي “تتمكن القوات المغربية من القيام بالأدوار المنوطة بها”.

بلكندوز: المغرب ليس دركي أوروبا

أما الباحث المغربي في شؤون الهجرة، عبد الكريم بلكندوز، فيُفسر ارتفاع موجهة الهجرة من أفريقيا نحو إسبانيا، عبر المغرب، بـ”التخلف والحروب وغياب الأمن الداخلي” في دول يأتي منها هؤلاء المهاجرون.

“مبدئيا، مهما كانت الجهود والمراقبة الحدودية كبيرة، ومهما تم اعتماد سياسات يطغى عليها الطابع الأمني، فإن الهجرة لن تتوقف”، يردف بلكندوز.

ويضيف هذا الباحث،  أن “حراسة أوروبا لا تخص المغرب”، مبينا أن “ما يقوم به المغرب تجاه المهاجرين الأفارقة نابع من احترامه لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية”.

“هذه السياسة هدفها التضامن مع الشعوب الأفريقية، ولكي لا يموت الناس في البحار بسبب الهجرة السرية، وليست معمولة لإرضاء أوروبا”، يستطرد المتحدث.

وفي ما يتعلق بحصول المغرب على اعتمادات مالية سنوية لمنع تدفق المهاجرين على أوروبا، يقول بلكندوز إن ذلك “مساهمة منها لمساعدة المغرب على محاربة مافيات الاتجار في البشر، وليس ليكون بمثابة دركي لبلدانها”.

وينتقد المتحدث “تضخيم أوروبا لأرقام المهاجرين الأفارقة الذي يعبرون إلى أراضي دولها”، معتبرا أن “الأمر لم يصل بعد إلى حد الفيضان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *