متابعات

تصريحات ترامب تقسم إسرائيل .. هل يعود حل الدولتين؟

بدا المشهد السياسي الإسرائيلي مرتبكا بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أكد فيها أنه يفضل حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وأنه سيؤجل لعدة أشهر طرح “صفقة القرن” للتسوية السياسية مع الفلسطينيين.

وعكست تصريحات ترامب التي أتت على هامش اللقاء الذي جمعه يوم أمس الأربعاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، عمق الأزمة التي تواجهها واشنطن في الترويج “لصفقة القرن” وعجزها عن إقناع الحلفاء في الشرق الأوسط بقبولها، خاصة أن مواقفهم تناغمت مع القرارات الدولية بالتأكيد على حل الدولتين الذي يحظى بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي.

رهان
رهان نتنياهو على ترامب الذي بدا منذ توليه رئاسة الإدارة الأميركية منحازا بالكامل إلى إسرائيل، تصدع حين قال الرئيس الأميركي لأول مرة إنه “يتعين على إسرائيل أن تفعل شيئا للفلسطينيين”، مضيفا “أنا أحب حل الدولتين وأود التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين خلال فترة رئاستي الأولى”.

واختارت إسرائيل الرسمية التعامل بدبلوماسية مع تصريحات ترامب، حين تمادى نتنياهو في الإشادة بالعلاقات بين البلدين ومواقف ترامب الصارمة من المشروع النووي الإيراني، وكتب في حسابه على تويتر “لقاء ممتاز مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.. أشكركم على دعمكم الهائل لدولة إسرائيل”.

في المقابل، امتنع نتنياهو -على غير عادته- عن التعقيب على تصريحات ترامب بخصوص حل الدولتين وتأجيل الإعلان عن “صفقة القرن”، والثمن الذي ستدفعه تل أبيب مقابل نقل سفارة واشنطن والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

لكن أتى الرد أكثر وضوحا من داخل الائتلاف الحكومي ومعسكر اليمين الإسرائيلي على لسان رئيس حزب “البيت اليهودي” الوزير نفتالي بينيت الذي قال إن “الرئيس الأميركي صديق مخلص لإسرائيل، لكن ما دمنا في الحكومة لن تقام دولة فلسطينية”.

وبدا عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش أكثر حدة وانتقادا حين كتب على تويتر “ترامب يفهم قليلا في حيثيات الصراع بالشرق الأوسط، وسيكون غريبا جدا تكرار أخطاء أتباعه من الرؤساء إذا ما حاول الترويج لحل يستند إلى إنشاء كيان إرهابي معادٍ سيستمر في السعي لتدمير دولة إسرائيل”.

وأضاف سموتريتش في تغريدته “يجب على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها الشروع في حلول جديدة لا تستند إلى تقسيم الأرض، وتشجيع الأوهام الوطنية بين العرب في “أرض إسرائيل”، وإقناع الإدارة الأميركية بالعدول عن تسوية الصراع بحل الدولتين، وذلك قبل محاولة الدخول في مغامرات يعرف فشلها مسبقا”.

في الجانب الآخر من الخارطة السياسية الإسرائيلية بمعسكري المركز واليسار الصهيوني، قوبلت تصريحات ترامب حيال حل الدولتين بالترحاب وتوجيه الانتقادات لنتنياهو، والترويج لطرحها لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بغرض ضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية.

وكتب رئيس الوزراء السابق إيهود باراك على تويتر “شكرا للرئيس ترامب على دعمك لإسرائيل ولحل الدولتين، فهو أفضل الحلول الواقعية لأمننا ومستقبلنا، فالغالبية العظمى من الإسرائيليين لديهم ذات الموقف”.

من جانبها، رحبت زعيمة المعارضة الإسرائيلية وعضوة الكنيست تسيبي ليفني بتصريحات الرئيس الأميركي، قائلة إن “دعم الولايات المتحدة وصمودها إلى جانب أمن إسرائيل أمر في غاية الأهمية، وأيضا دعمها لحل الدولتين، فكلاهما مهم لمستقبلنا كدولة يهودية”.

وغردت رئيسة كتلة “ميرتس” تمار زندبرغ على تويتر قائلة “ترامب قال أنا 100% مع إسرائيل، وأؤيد حل الدولتين.. نتنياهو هل تسمع؟ حل الدولتين مصلحة إسرائيلية”.

ولخصت حركة “السلام الآن” مضمون رسائل ترامب في تصريحاته بالقول إنه “وضع حدا للشائعات وأيد نفسه الحل الواقعي الوحيد لإنهاء الصراع، ويدرك ترامب أن حل الدولتين مصلحة إسرائيلية، وهذه فرصة لنتنياهو للرد على دعوة عباس للمفاوضات مجددا، ومعسكر اليمين مطالب بعدم النظر للرئيس الأميركي بأنه المنقذ وأنه لا يوجد حل آخر، ووقف مخطط ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *