فبعد أن لمَّح عدداً من المرات إلى إمكانية وضع حد لمسيرته المهنية، عقب مشاكل شخصية طَفت إلى السطح خلال السنتين الأخيرتين، يستعد النجم العالمي جوني ديب لتصوير فيلم سينمائي ضخم بالمغرب رفقة كل من روبير باتنسون ومارك رايلنس وغيرهم.
القبطان جاك سبارو بالمغرب
بعد شهور من العمل المُضني لتَكيِيف سيناريو العمل الضخم مع الرواية الأصلية، من المنتظر أن يحُل بطل فيلم “قراصنة الكاريبي” و”روم إكسبريس” جوني ديب في المغرب بكل من مراكش وورزازات خلال الأيام القليلة المقبلة، ليبدأ العمل رفقة باقي النجوم تحت إدارة المخرج الكولومبي سيرو كَيرا الذي سبق له تصوير فيلم «مملكة الجنة» بالمغرب كذلك.
ويُعد الفيلم الجديد لنجم هوليوود البالغ من العمر 55 سنة، بمثابة تعافٍ للممثل وإعلان لعودته القوية عقب تعتر مساره المهني بسبب مشاكل مالية وشخصية ودعاوى قضائية متبادلة بينه وبين إدارة أعماله، خاصة وأنه شريك مع المنتج أندريا إييرفولينو لإنتاج «في انتظار البرابرة».
” Waiting for the Barbarians “.. المضطهَد والمضطهِد
وتتحدث رواية «في انتظار البرابرة» عن مجموع المشاكل الإنسانية والسياسية التي سيطرت على القرن العشرين، ومازالت مستمرة خلال القرن الحالي، من قبيل الاستعمار والعنصرية واختفاء المعنى الحقيقي للديمقراطية والعدل، ومقدرة الإنسان الذي يدعي التحضر والمدنية على ارتكاب أقسى وأبشع الجرائم ضد الآخر بدعاوى كاذبة للتمدن، في حين أن العلاقة قائمة على الكذب والاستغلال.
وحصل كوتزي على جائزة «البّوكر» مرتين، قبل أن يتوج بجائزة نوبل للآداب عام 2003. ويعد الكاتب واحداً من أهم كتاب الإنكليزية.
انتقل ليكمل دراسة الأدب في الولايات المتحدة، حيث عاش نوعاً مختلفاً من العنصرية، واشترك في الحركات المناهضة لحرب فيتنام، الأمر الذي قاده إلى السجن ثم الطرد، ليعود إلى جنوب إفريقيا قبل أن يقرر الاستقرار في أستراليا.
المغرب يجذب الأفلام العالمية
التنوع الطبيعي الذي يزخر به المغرب ما بين الجبال والغابات والصحراء والسواحل الممتدة، يجعل المملكة قبلة عالمية لتصوير الأفلام السينمائية، تُغني المخرجين والمنتجين عن التنقل بين عدد من الدول لتصوير مشاهد مختلفة.
واعتبر موقع «Variety» الأميركي المتخصص في رصد حركية المشهد السينمائي العالمي، أن وتيرة إقبال المخرجين العالمين على التصوير بالمواقع الطبيعية التي يتوفر عليها المغرب، إلى جانب استوديوهات مدينة ورزازات، ستعرف ارتفاعاً خلال السنوات المقبلة، خاصة مع الدعم الذي خصصه المغرب للإنتاجات الأجنبية.
ويرى المتحدث أن قدوم فنانين عالميين إلى المغرب يعد مكسباً حقيقياً للسياحة المغربية وتسويقاً متميزاً لصورة البلاد من خلال السينما كمدخل ثقافي عام، مستطرداً «من يقول إن الثقافة عملة خاسرة فهو مخطئ حتماً».
وإلى جانب العديد من الإيجابيات التي تُحسب لاستقطاب المغرب للسينما العالمية، لفت الوافي صاحب كتاب «رؤى في السينما المغربية»، إلى أن الظاهرة تحمل جوانب مظلمة كذلك، متسائلاً، «إلى أي حد يتم إشراك التقنيين المغاربة في هذه الأعمال حتى يستفيدوا من عائدات هذه الأفلام ومن التجربة المهنية، حتى لا تحتكر شركات معروفة ومشهورة من الاستفادة كل مرة من هذه الفرص».