منوعات

بعد 129 عاما .. العالم يحيل الكيلوغرام على التقاعد

سيكون الجمعة يوما فاصلا في تاريخ الكيلوغرام ينهي ارثا لم يعد العلم يحتمله من الاعتماد على تعريف مادي لوحدة القياس، وذالك خلال اجتماع ممثلي أكثر من 60 دولة في فيرساي بفرنسا.

ويصوت المجتمعون على اعادة تعريف للكيلوغرام لانهاء الاستناد منذ 129 عاما في تعريفهم للوحدة الأساسية للكتلة على جسم مادي وهي أسطوانة مصمتة مصنوعة من البلاتينيوم والإيريدوم موضوعة في قبو مغلق في المكتب الدولي للأوزان والمقاييس في سيفر بفرنسا.

ويعد الكيلوغرام وحدة القياس الدولية المعيارية الوحيدة التي يتم تعريفها بصورة مادية، بخلاف المتر والثانية والأمبير وباقي وحدات القياس التي يتم تحديدها على أساس ثوابت حسابية تشكل حقائق فيزيائية وليس أجسام مادية

وطوال عقود، يحاول العلماء المختصون بعلم القياس والموازين أن يحيلوا الكتلة الأسطوانية المعروفة باسم “الألف الكبيرة” إلى التقاعد.

وتحظى “الألف الكبيرة” بحماية أمنية عالية خارج العاصمة الفرنسية باريس، وهناك نسخ أخرى منها في مدن عالمية أخرى، لكنها كلها تعتمد على الكيلوغرام الأولي الدولي.

والمشكل، يكمن في ان هذه الأسطوانة المعيارية المحددة لوزن الكيلوغرام، التي يصل قطرها إلى 39 ميلمترا وارتفاعها 39 ميليمترا أيضا، قد ينقص وزنها بعد أن تخسر ذرات مع الزمن أو ربما تتحطم عن طريق الصدفة أو لأي سبب من الأسباب.

وتصويت يوم الجمعة هو في الغالب شكلي، حيث يوجد توافق علمي دولي بشأنه، لكن بالنسبة إلى جون برات، أحد قادة هذا الجهد العالمي، فإن الحدث يدور حول أكثر من مجرد الرمزية، وأكبر من الأعمال التجارية وحتى ما بعد الفيزياء.

ويقول برات لصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن إعادة التعريف تمثل شيئًا رفيعًا في هذا العصر المليء بالصراعات والعنف، عندما يبدو أن هناك القليل جدًا الذي يمكن الاتفاق عليه.

“فهو اعتراف بالحقيقة الثابتة – أن الطبيعة لديها قوانين نخضع لها جميعا، وهي خطوة أخرى نحو حلم نبيل، وهو في فهمنا لقوانين الطبيعة، يمكن للعلماء المساعدة في بناء عالم أفضل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *