مجتمع

“التبراع” و”التبلاح”..عادات تتمسك بها نساء الصحراء

تتميز النساء الصحراويات والموريتانيات بالعديد من العادات والتقاليد التي يتفردن بها، والتي ما تزال العديد من النساء يتمسكن بها إلى اليوم، رغم أن بعضها يلقى انتقادات حادة كالبلوح.

التبراع:

يحيل هذا المصطلح على نوع من الشعر الحساني الذي تبدع فيه النساء، إذ أن “التبراع” عبارة عن “شعر نسائي” تتغزل من خلاله المرأة بالرجل.

فإذا كانت القاعدة المعروفة والمألوفة أن شعر الغزل يكون موجها من رجل إلى امرأة، فإن النساء الصحراويات والموريتانيات خرجن عن هذه القاعدة وأبدعن هذا النوع من الشعر الذي يتغزلن من خلاله بالرجل.

يأتي هذا النوع من الشعر الذي تكون مبدعته في الغالب مجهولة، في بيت واحد يختزل مشاعر المرأة تجاه الرجل وتغزلها بصفاته، وقد يكون ذلك من خلال صورة مجازية.

فمثلا تورد الباحثة الصحراوية العالية ماء العينين، التي أنجزت بحثا حول الموضوع، في مقال لها عددا من الأبيات في التبراع من بينها بيت تقول صاحبته “أُلا يكدر ينعاف.. لخضار فعيمان الجفاف”، ومعناه بالفصحى وفق ما توضحه الباحثة “لا يمكن أن نكره منظر الخضرة عموما..فما بالك بأيام الجفاف”.

وتتابع ماء العينين في مقالها مبرزة أن “التبريعة تبدو مجرد صورة طبيعية، ساذجة، ولكن إذا علمنا أن لخضار في اللهجة الحسانية هو السمرة أي اللون الأسمر، فإن المعنى الخفي يصبح غزلا في حبيب أسمر وكيف السبيل إلى عدم حبه وهو الخصوبة في عز الجفاف”.

البلوح

“البلوح” أو “التبلاح”، ظاهرة معروفة في بعض المناطق جنوب المغرب وفي موريتانيا، ويُقصد بها إطعام الفتاة بشكل مفرط حتى تحصل على جسد ممتلئ.

فإذا كان القوام الرشيق والجسد النحيف، معيارا لجمال المرأة في العديد من المجتمعات، فإن المجتمع الصحراوي والموريتاني، كان ولا يزال إلى الآن، ولو بنسبة أقل، يعتبر البدانة معيارا للجمال والأنوثة، كما أنه يعكس درجة ثراء العائلة التي تنتمي إليها الفتاة.

ولذلك كانت العائلات تحرص على إطعام الفتاة بشكل مفرط، ولو رغما عنها، وقد تتم الاستعانة في هذه العملية بسيدة مختصة في “التبلاح” تعمل على إطعام الفتاة حتى يمتلئ جسدها ويزيد وزنها.

الظاهرة أثارت مجموعة من الانتقادات لفاعلين حقوقيين وجمعويين، بسبب آثارها السلبية، من قبيل الأمراض التي يسببها الإفراط في تناول الطعام، ونتيجة ذلك فقد عرفت تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.

حفل الطلاق

تشتهر النساء الصحراويات والموريتانيات بعادة تنظيم ما يشبه الحفل بعد نهاية فترة العدة بالنسبة للمرأة المطلقة، ومعروف لدى كثيرين أن هذا الحفل يعكس فرحة المرأة بطلاقها.

غير أنه وتوضيحا لهذه الفكرة تؤكد الفاعلة الجمعوية، من إقليم بوجدور (جنوب المغرب)، حنا الزاوي أن ما يقال عن فرح الصحراوية بطلاقها واحتفالها به “خطأ شائع”، وتضيف أن ذلك الحفل يكون مناسبة لتضع المطلقة حدا للحزن الذي عاشته في فترة العدة التي تلتزم خلالها بالتحفظ التام، كما يكون فرصة لإعلان أنها لم تعد مرتبطة.

وبدورها، توضح الناشطة الحقوقية الموريتانية، مكفولة منت إبراهيم، أن الأمر لا يتعلق باحتفال يعكس الفرح بالطلاق، إنما يتعلق،  بمناسبة لـ”إخراج المرأة من أزمتها ومنحها شعورا بأن الأمل قائم وأن العديد من الرجال يتمنونها”، ويكون الحفل مناسبة لإعلان انتهاء عدة المطلقة وبالتالي إمكانية التقدم لخطبتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *