جهويات | مجتمع

“الخطافة” ينقذون سكان تيليلا وأدرار من جحيم غياب وسائل النقل

أصبح مشكل النقل محنة يومية لأغلب سكان منطقة تيليلا و أدرار نظرا لشح الحافلات المخصصة لهذا الغرض، والتي تؤمّن تنقّل المواطنين من وإلى المدينة، وانعدامها في الطرق المؤدية الى المنطقة الصناعية، من قبيل تاسيلا و انزكان و الدشيرة. ليضطروا مع هذا الوضع الى استخدام خطين للوصول الى تلك الوجهات ما يضاعف ثمن و وقت الرحلة.

وتقول مصادر من ساكنة أدرار في تصريح ل”مشاهد” إن انتظار الحافلة يمتدّ في أحيان كثيرة إلى قرابة الساعة من الزمن، خصوصا في الصباح عندما يتوجه الناس إلى مقرات عملهم أو دراستهم، أو في المساء عندما يعودون إلى بيوتهم، ما يجعل المواطنين يتأخّرون عن الالتحاق بأماكن عملهم، وكذلك مقرات الدراسة.

وحسب مصادر من عين المكان، فإنّ وسائل النقل، سواء الحافلات أو سيارات الأجرة الصغيرة قليلة جدا، ويكثر عليها الازدحام أما سيارات الأجرة الكبيرة فتكتفي بنقل الركاب الى مدخل منطقة تيليلا عند نقطة كلية الطب، ما يجعل معاناة المواطنين تتضاعف، وقالت مواطنة ل”مشاهد” إنه لم يسبق لها أن وصلت إلى مقر عملها في الوقت المحدّد، إذ تتأخّر دوما بنحو 30 دقيقة، بسبب غياب وسائل النقل.

هذا الأمر جعل ساكنة هذه المناطق المحرومة من وسائل النقل يرتمون في أحضان سيارات النقل السري التي أصبحت وسيلة أغلبية السكان، ويشجعهم على ذلك انخفاض ثمنها واختراقها لكل المناطق المذكورة بكل يسر وسهولة.

« تيليلا .. أدرار .. أتاقاداو .. أزراراك… خاصا غير بلاصة وتزيد…» أسماء مناطق بل حتى دواوير مختلفة تخرج تباعا من حناجر ممتهني النقل السري «الخطافة» بزاوية “السبيطار القديم” ب”والحوري” بالدشيرة ، حيث تصطف العديد من السيارات المخصصة لهذا الغرض والمختلفة النوع فهناك رونو 12، بل حتى السيارات الحديثة دخل أصحابها غمار النقل السري مثل كونغو… “سيارات نجدة” أصبحت أسماء أربابها في تلك النقطة في غنى عن التعريف لزبائن اعتادوا استقلالها.

“الخطافة” أو أصحاب سيارات النقل السري الذين وجدوا صعوبة في الاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية لأسرهم ، كما عبر عن ذلك أحد السائقين «إيلا ماخدمناش وتقاتلنا مع الوقت و الله العظيم أولادي كيبقاو بالجوع».

نفس الإجابة تتكرر على لسان العديد من «الخطافة» الذين وجدوا في «النقل السري» الحل المؤقت لكسب قوتهم اليومي لعائلاتهم الصغيرة رغم معاناتهم اليومية مع “صحاب الوقت” في إشارة الى ( الدرك والبوليس).

تنطلق رحلة “الخطاف” في البحث عن الزبناء منذ الساعات الأولى للصباح ، بينهم رجال ونساء وكل من وجدوا في الخطافة ضالتهم للتنقل بثمن لا يتعدى5.00 دراهم و الوصول إلى عدة نقط مختلفة لا تصل إليها وسائل النقل الأخرى.

الخطاف عبد الله وفي تصريحه للجريدة يقول إن “الرواج بالنسبة للخطافة يكون في فترتي الصباح والمساء، أما في غيرهما، فإنهم ينتظرون طويلا من أجل أن تمتلئ مقاعد سياراتهم بالعدد اللازم من الركاب الذي قد يصل إلى 7″.

و في ظل هذا الوضع طالب سكان تيليلاوأدرار في تصريحات مختلفة ل”مشاهد” بتوفير عدد كاف من الحافلات، و إدخال الطاكسيات الكبيرة من أجل تخليصهم من المعاناة التي يعيشون على إيقاعها كل يوم، محملين الجهات المعنية المسؤولية، جراء تقاعسها عن توفير وسائل للنقل بأثمنة معقولة باستطاعتها إيصالهم إلى وجهتهم المقصودة، و نقلهم نحو الوجهة حيث تتواجد مقرات سكناهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *